الخميني وبري وعون والحوثي / 2 المحور الجامع نصرالله وشهر شباط
ناصر قنديل
– في الوقت الذي كانت تنتهي العشرية الأولى بانتصار واضح إقليمياً للمسار الذي افتتحته الثورة الإيرانية عام 1979 على مسار قيادة «إسرائيل» للمنطقة انطلاقاً من مسار كامب ديفيد، كانت واشنطن تحمل نصرها على الإتحاد السوفياتي، مع بدء انهيار القوة التي كانت تشكل السند لحركات التحرر في العالم، وظهور عهد الأحادية الأميركية المهتمة أساساً في الشرق الأوسط ببقاء يد «إسرائيل» هي العليا، فكانت العشرية الثانية سنة التوازن بين المتغيرات الإقليمية التي يتعزز فيها خيار المقاومة تتويجاً بالإنجاز الأعظم، تحرير الجنوب اللبناني في العام 2000، مع نهاية العشرية الثانية، بينما كانت «إسرائيل» التي تخسر أحد أبرز أركان قوتها المتمثل بقدرة الاحتلال للأرض والاحتفاظ بها حتى تنال الأثمان المناسبة، فتخرج ذليلة مهزومة من دون تفاوض ومن دون مقابل أو شروط، كانت واشنطن تحمل مرة أخرى التوازن المقابل، فيصل المحافظون الجدد إلى البيت البيض لبدء مسار جديد من السباق بين مساري العام 2000، وفي خلفيتهم ما حدث في حروب تصفية بقايا النفوذ الروسي في أوروبا مع حرب تفكيك يوغوسلافيا، وإطلاق الثورات الملونة في الجوار الروسي من أوكرانيا إلى جورجيا، وصولاً لوضع خطة غزو الشرق الأوسط أولوية عقائدية دينية وسياسية واقتصادية وإستراتيجية على جدول أعمال القوة الأعظم والوحيدة في العالم، في ظل غياب كامل لروسيا التي يقودها الرئيس بوريس يلتسين على إيقاع الذهاب إلى الهاوية والنصائح الأميركية.
– انتهت العشرية الثانية تحت عنوان توازن الربح بالنقاط بين المسارين المتسابقين، بين الدولي والإقليمي، ليبدأ سباق جديد في العام 2000 بين سياق إقليمي جديد عنوانه عصر المقاومة، ويقابله سياق دولي جديد عنوانه العولمة، تحت شعار تعميم الديمقراطية، بقوة الحديد والنار، ونظريات فوكوياما عن نهاية التاريخ، وشعوذات ريتشارد بيرل عن هرمجدون، وأغمض الرئيس الراحل حافظ الأسد عينيه مع نهاية العشرية الثانية، وهو يسلم الأمانة لحارس المقاومة حارس قلعتها، سورية، للرئيس بشار الأسد، وتنطلق العشرية الثالثة، وفي رأس الصفحة الأولى زعامة صانع التحرير السيد حسن نصرالله، وعناوينها العشرية الجديدة أميركياً تطويق وإخضاع أركان المسار المقاوم، من حربي العراق وأفغانستان، لتطويق سورية وإيران، إلى الحرب على لبنان تموز2006، والحرب على غزة عام 2008، وكانت النتائج الإخفاق لمشروع الحروب، والصمود والانتصارات لمسار المقاومة، والحدث الأبرز كان في السادس من شباط 2006، قبيل الحرب «الإسرائيلية» على لبنان، وأحد أسرار نصر المقاومة فيها، بالتفاهم الذي وقعه أبرز القوى على الساحة المسيحية مع القوة الأهم في المقاومة التي يمثلها حزب الله، ليتأسس أهم حلف يحمي المقاومة سياسياً وشعبياً، ويشكل ظهيرها الحامي في المحن وبوجه الفتن وينطلق ليصير حلفاً مقدساً بين رمزي القوتين، السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون، ويكتب لهذا التفاهم في زمن سيبرز فيه الدور المحوري لمسيحيي الشرق، في رسم المشهد الأخلاقي للقوى الدولية والإقليمية، أن يقدم شهادة من نوع آخر حول هوية المقاومة ومشروعها.