«يوهان» يجتاح لبنان من أقصاه إلى أقصاه بعاصفة خراب تهدم طرقاً وتقتلع الأشجار وتغرق البيوت

بدت «زينا» ناعمة بالمقارنة مع المنخفض الجوي «يوهان» الذي اجتاح لبنان أمس، وعصف به ساحلاً وجبلاً مخلفاً أضراراً في القطاعات السياحية والتجارية والزراعية في المناطق اللبنانية كافة، وتسبب بسيول جارفة وفيضانات مصحوبةً برياح شديدة أدت الى انهيار طرقات وغرق زوارق واقتلاع أرصفة وأضرار في شبكات الكهرباء والخيم البلاستيكية والمزروعات.

كما تسبّب الضيف الإيطالي بتأخر وصول عدد من الرحلات الى مطار بيروت الدولي، وأفادت المعلومات ان طائرة MEA 427 قادمة من دبي واجهت صعوبة في الهبوط في المطار وقامت بدورات فوق البحر في انتظار هدوء الرياح الشديدة.

ورافقت «يوهان» رياح جنوبية ناشطة مثيرة للأتربة والغبار وقدوم الرمال من شمال افريقيا.

«يوهان» مستمرّ

وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يكون طقس لبنان اليوم غائماً مع رياح شديدة أحياناً، وينخفض موج البحر قليلاً لكنه يبقى خطراً، والأمطار غزيرة أحياناً ويشهد لبنان انخفاضاً بسيطاً في درجات الحرارة، وثلوجاً على ارتفاع 900 متر وما فوق. أما غداً الجمعة، فيكون الطقس غائماً جزئياً مع رياح ناشطة وأمطار متفرقة من دون تعديل يذكر في درجات الحرارة، وتتساقط الثلوج على ارتفاع 900 متر وما فوق. وذلك بسبب العاصفة «يوهان» التي تسيطر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

درجات الحرارة المتوقعة اليوم على السواحل من 10 إلى 19 درجة، فوق الجبال من درجة إلى 10 درجات، في الأرز من 6 درجات تحت الصفر إلى صفر، في الداخل من 3 إلى 11 درجة الرياح السطحية جنوبية ـ غربية، سرعتها بين 40 و70 كيلومتراً في الساعة، وتشتد لتقارب 100 كيلومتر في الساعة أحياناً. الانقشاع متوسّط ويسوء أحياناً. الرطوبة النسبية على السواحل بين 30 و90 في المئة. البحر هائج، ويقارب ارتفاع الموج 8 أمتار، وحرارة سطح الماء 18 درجة. الضغط الجوي 755 ميلليمتراً زئبقاً.

وكانت الرياح العاتية ادت إلى وقوع أضرار بالكورنيش البحري في عين المريسة ـ المنارة في بيروت. كما قطع السير عن الطريق البحرية من جونية باتجاه بيروت بعد نفق نهر الكلب بسبب تعرضها للانهيار والأمواج العالية.

وقذفت الرياح إحدى البواخر الراسية في مرفأ بيروت، بعد ان تقطعت حبالها واصطدمت بباخرة أخرى في عرض البحر. وفي وقت لاحق تقاذفت الأمواج الباخرة إلى ضبية وعلى متنها 27 بحاراً و18 عاملاً.

من جهته، حذّر فوج إطفاء بيروت في بيان، المواطنين من التجوال أثناء العاصفة، ونصح بعدم الاقتراب من الواجهة البحرية بسبب الامواج العالية.

المناطق

على صعيد المناطق، تسبب المنخفض «يوهان» باقتلاع لوحة إعلانية ضخمة مقابل مسجد السلام وبأضرار مادية وقطع الطريق لبعض الوقت في منطقة الميناء في طرابلس، كذلك اقتلعت الرياح الشديدة شجرة في منطقة الميناء من دون أضرار.

وأدت العاصفة والرياح الشديدة الى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض البلدات والقرى في الضنية، وألحقت أضراراً بالشبكة في المنطقة، إضافة الى اقتلاع بعض الأشجار الحرجية والمعمرة.

وفي الكورة، تسبّب «يوهان» باقتلاع بعض الاشجار واللافتات ووقوعها على الطرقات، ما أدى إلى بعض الحوادث، كما انقطعت خطوط الكهرباء والانترنت عن بعض القرى والمنازل، وتضررت بيوت البلاستيك من جراء شدة العاصفة.

وفي منطقة البترون، اشتدت الرياح وتخطت الأمواج الستة أمتار على الشاطئ ومرفأ الصيادين، فألحقت الأضرار بممتلكاتهم وشباكهم وعدتهم ومراكبهم التي غمرتها المياه وأغرقت اثنين منها. كما تسببت العاصفة بأضرار في الاعمدة والشبكة الكهربائية. وحضر الصيادون منذ الصباح الباكر الى المرفأ لتفقد مراكبهم وممتلكاتهم.

وناشد رئيس تعاونية صيادي الأسماك في البترون اسطفان عسّال الهيئة العليا للإغاثة الكشف على المرفأ ومسح الأضرار وإحصاءها لتعويض الأضرار والخسائر التي تسببت بها العاصفة.

كما اقتلعت الرياح الشديدة عدداً من الأشجار واللوحات الاعلانية وتسببت بأضرار في المطاعم والمؤسسات السياحية على طول الشاطئ الممتد من جسر المدفون وصولاً إلى شكا كما اقتلعت عدداً من الخيم التي اجتاحتها الأمواج أيضاً.

الأمواج تدخل مطعماً

وفي عمشيت، ضرب «يوهان» مطعم chez zakhia حيث تسبب بأضرار كبيرة بعد أن قضى ارتفاع الأمواج على الأساسات الخارجية للمطعم، ورمى بها الى الجهة المقابلة من بولفار ميشال سليمان، كما دخلت المياه إلى المطعم وبعثرت محتوياته من طاولات وكراس، ووصلت إلى المطبخ حيث طاولت المأكولات. كذلك رمت الأمواج العاتية ببعض الحجارة من الشاطئ إلى الطريق البحري ما أدى الى إغلاقها.

وتفقد قائمقام كسروان – الفتوح جوزف منصور يرافقه آمر مفرزة الشواطئ المقدم نبيل فرح ورئيس نقابة الصيادين مالك طايع مرفأ جونيه للاطلاع على الأضرار إثر العاصفة. وتضرر مركز الإنقاذ البحري للدفاع المدني في شكل كبير وغرقت أربعة مراكب للصيادين وما زالت في قعر البحر.

وناشد طايع قائمقام كسروان الاتصال بالجهات المختصة خصوصاً المديرية العامة للنقل البحري للاهتمام بالمرفأ والإطلاع على الأضرار والتعويض على الصيادين.

وأعلنت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ان العاصفة تسببت بأضرار جسيمة على الطريق المؤدية من ثكنة الفهود – ضبيه في اتجاه جسر رويال وحتى نفق نهر الكلب المعروف بالمخاضة، خصوصاً انهيار التربة بين الرويال ونفق نهر الكلب، وتعرض الطريق المؤدي من ضهر جسر الفهود في اتجاه مطعم الـZESS وصولاً الى مجمع RIMAL – جونية، لارتطام الأمواج بقوة، مما يشكل خطراً على السلامة المرورية.

وأعلنت عن قطع السير عن الطريقين المذكورتين إلى حين إصلاح الأولى وانتهاء العاصفة بالنسبة إلى الثانية.

وعلى الفور، باشر النائب العام المالي القاضي الدكتور علي ابراهيم تحقيقاته في أسباب انهيار الكورنيش البحري بين جونية وضبيه نتيجة العاصفة.

وفي صيدا، اشتدت العاصفة حيث توقفت حركة الملاحة بسبب الأمواج البحرية التي سببتها سرعة الرياح حيث بلغ ارتفاع الأمواج أكثر من أربعة امتار، ولم تسمح العاصفة لصيادي الاسماك بالابحار ولازمت مراكبهم مراسيها على رصيف مينائهم وانصرف كثير منهم الى اتخاذ التدابير الاحترازية فعملوا على تغطية شباكهم وتثبيت مراكبهم ورفع بعضها الى رصيف الميناء.

وتسبّبت العاصفة باقتلاع عدد من اللوحات الاعلانية والخيم والأشجار الصغيرة على طريق سينيق الغازية وعلى طريق الزهراني والنبطية الفوقا.

وفي قرى وبلدات قضاء صور، بلغت العاصفة ذروتها حيث وصلت سرعة الرياح الى أعلى مستوياتها مترافقة مع أمطار غزيرة محملة بالوحول، وأدّت سرعة الرياح الى اقتلاع الاشجار وتطاير بعض اللوحات الاعلانية المرفوعة على جوانب الطرقات. وقضت الرياح على ما تبقى من ثمار الحمضيات والموز بالاضافة الى انقطاع التيار الكهربائي في معظم قرى وبلدات القضاء جراء تقطع الاسلاك الكهربائية، وتعذر عمال مؤسسة كهرباء لبنان إصلاحه.

وتوقفت حركة الملاحة في ميناء صور التجاري جراء الأمواج التي وصلت الى ثلاثة أمتار، وهذا ما جرى أيضاً في ميناء الصيادين الذين عملوا على تثبيت مراكبهم تخوفاً من اشتداد الرياح وارتفاع الامواج.

وعلى طريق صور البحري الجنوبي، ادت الرياح والامواج الى قذف كميات كبيرة من الرمول الى الطريق العام ما أدى الى انقطاعه قبل ان تعمل جرافات تابعة الى بلدية صور على جرف الرمول وإعادة فتح الطريق.

أما في تجمع جل البحر للاجئين الفلسطينيين شمال صور فقد كانت الأضرار كبيرة حيث دخلت مياه البحر الى المنازل كما أدّت الرياح والأمواج الى تصدع أحد المنازل وانهيار جدرانه من دون اضرار بشرية.

في النبطية، أدى الطقس العاصف والماطر الذي ترافق مع السرعة في شدّة الرياح الى انقطاع التيار الكهربائي عن عشرات القرى التي تتغذى بالتيار من محلة أنصار. ولم تتأثر المدارس الرسمية والخاصة والجامعات والمعاهد بالعاصفة حيث استمرت الدراسة كالمعتاد.

وفي منطقة الزهراني، ألحقت العاصفة الأضرار بالمزروعات وسببت خراباً فيها.

وغطّى الضباب منطقة مرجعيون مصحوباً برياح محملة رمولاً خفت وطأتها مع ساعات النهار، وتدنت درجات الحرارة بشكل لافت.

وفي شبعا ومرتفعاتها، اشتد منخفض «يوهان» ظهر أمس وبدأ تساقط الثلج. واتخذ المواطنون احتياطاتهم في حال أقفلت الطرق لجهة التمون بالمواد الغذائية او المازوت. وقام فريق من الصليب الاحمر اللبناني بإخلاء طلاب من باص احتجز من جراء كثافة الثلوج في منطقة شبعا.

وقام مركز جارفات الثلوج في المديرج بجرف الثلوج عن الطرق كافة خصوصاً الطريق الدولية من محطة بحمدون حتى ضهر البيدر. ومال لون الثلوج الى الأحمر لأن العاصفة مصحوبة برياح شديدة حملت معها الأتربة والغبار، بالاضافة الى ان الرؤية سيئة بسبب الضباب الشديد. إشارة الى ان المدارس مقفلة في قرى المتن الأعلى والجرد.

كما أدى الطقس العاصف الى توقف المدارس وعدد من المؤسسات والقطاعات المختلفة في الشوف، حيث تساقطت ثلوج خفيفة على المرتفعات رافقها جوّ مغبر ورياح شديدة السرعة الحقت اضراراً بالاشجار والمزروعات والخيم البلاستيكية وخطوط التيار الكهربائي.

وفي البقاع، تسبّبت العاصفة بأضرار جسيمة ولا سيما في البيوت البلاستيكية، كما أدت الى اقتلاع بعض الاشجار واللوحات الاعلانية، بالاضافة الى تعطل شبكات المياه والكهرباء بسبب سرعة الرياح التي وصلت إلى 100 كيلومتر في الساعة. إشارة الى ان محافظة البقاع بمجملها شهدت ليلاً ماطراً مع وحول وثلوج على ارتفاع 1000 متر.

وفي البقاع الغربي أفيد بأنّ عشرات السيارات كانت عالقة بنتيجة تراكم الثلوج بين بلدتي ميدون والقطراني، وذلك بعد أن حوّل بعض المواطنين سيرهم من ضهر البيدر ليسلكوا طريق البقاع الغربي باتجاه الجنوب، بدلاً من سلوك طريق ضهر البيدر ـ بيروت، فعلقت سياراتهم بسبب سماكة الثلوج التي بلغت نحو عشرين سنتمترا. وعملت الآليات التابعة لبلديات مشغرة وعين التينة وميدون مع فرق الدفاع المدني على فك حصار المواطنين العالقين، وتسهيل وصولهم إلى الجنوب.

من جهتها، أفادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ان طرقات زحلة – ترشيش وعيناتا الأرز واللقلوق – العاقورة وكفرذبيان – حدث بعلبك مقطوعة بسبب تراكم الثلوج. أما طريق ضهر البيدر فسالكة للسيارات ذات الدفع الرباعي والمجهزة بسلاسل معدنية. ودعت السائقين إلى متابعة حال الطرقات الجبلية قبل سلوكها، والتجهز بسلاسل معدنية إذا دعت الحاجة.

لا تعطيل للدراسة

إلى ذلك، أعلن وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب في بيان، أن التدريس في المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة سيتم في شكل عادي، اليوم الخميس.

وترك بو صعب لمديري المدارس الواقعة في مناطق تغمرها الثلوج أن يقرروا فتح مدارسهم أو إقفالها، كل بحسب امكانات الوصول بسلام إلى المدرسة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى