لافروف: توقيع وثيقة ختامية لقمة مينسك قد يتم اليوم
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن زعماء «رباعية النورماندي» يواصلون مفاوضاتهم في شأن التسوية الأوكرانية في مينسك في شكل حثيث.
وفي تصريح صحافي قال لافروف إن توقيع وثيقة ختامية قد يتم اليوم، ولم يستبعد غريغوري كاراسين، نائب وزير الخارجية الروسي، أن تستمر أعمال القمة حتى صباح اليوم.
من جانبه أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن صيغة المفاوضات عادت إلى نطاقها الضيق على مستوى الزعماء بعد وقت من انضمام وفود مرافقة إليها في مرحلة من مراحل اللقاء.
وكانت القمة الرباعية التي وصفت بـ«المصيرية» وشهدتها العاصمة البيلاروسية، مينسك أمس، جمعت الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند والأوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لبحث الأزمة الأوكرانية وسبل حلها.
وقبل ساعات على بدء القمة أعلن لافروف أن مفاوضات مينسك حققت تقدماً، مؤكداً أن «تسوية الأزمة الأوكرانية تتطلب منح منطقة دونباس في شرق أوكرانيا «وضعاً خاصاً» وإعلان عفو عام عن المسلحين، الذين شاركوا في القتال ضد القوات الأوكرانية هناك، تنفيذاً لاتفاقات مينسك».
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني نيكوس كوتزياس في موسكو أكد لافروف على ضرورة فك الحصار الاقتصادي الذي فرضته كييف على دونباس.
ورداً على سؤال حول مراقبة الحدود بين روسيا وأوكرانيا قال الوزير الروسي إن هذه المسألة يجب حلها من خلال إجراء مفاوضات بين كييف وقوات «دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» التي تسيطر على عدة معابر على الحدود الأوكرانية الروسية في جنوب شرقي أوكرانيا.
من جهته أكد بوروشينكو أن بلاده ستبقى دولة موحدة، مشيراً إلى أن إقامة نظام الحكم اللامركزي الذي تعده كييف حالياً لا يمت بصلة للنظام الفيديرالي.
وإذ أعلن استعداده لقبول «أية آلية توجد في روسيا الاتحادية» لضمان حقوق المناطق، أكد الرئيس الأوكراني ضرورة الاستعداد للسلام والدفاع على حد سواء، مضيفاً أنه يجب بذل قصارى الجهد لتجهيز الجيش الأوكراني لحماية البلاد في شكل فعال.
وقالت مصادر مطلعة إن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية ألكسندر زاخارتشينكو ونظيره في جمهورية لوغانسك الشعبية إيغور بلوتنيتسكي وصلا إلى مينسك لتوقيع وثيقة في شأن تسوية الأزمة في شرق أوكرانيا، وذلك في حال نجاح مفاوضات زعماء «رباعية النورماندي».
من جهة أخرى أفادت وكالة الأنباء البيلاروسية أمس بأن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين تفاصيل الاتفاق الذي من المقرر التوقيع عليه في مينسك، إضافة إلى التحضيرات الجارية قبيل انعقاد قمة «رباعية النورماندي» في مينسك.
وبالتوازي مع انطلاق مناقشات قمة «النورماندي» في العاصمة البيلاروسية، استأنفت مجموعة الاتصال في شأن الأزمة الأوكرانية أعمالها في مينسك بمشاركة ممثلي أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بالإضافة إلى ممثلين عن منطقة دونباس.
ويمثل أوكرانيا في المفاوضات رئيسها الأسبق ليونيد كوتشما. أما منطقة دونباس فمثلها كل من مفوض جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين ونظيره في جمهورية لوغانسك الشعبية فلاديسلاف دينيغو. وتجري المفاوضات بين كييف والجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد بوساطة السفير الروسي في أوكرانيا ميخائيل زورابوف. وعن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تشارك في أعمال المجموعة المبعوثة الخاصة لهذه المنظمة هايدي تاليافيني.
وكان مصدر قريب من المفاوضات أفاد سابقاً بأن مجموعة الاتصال في شأن أوكرانيا بلورت اتفاقات أولية حول وقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة، لكنها أخفقت في الاتفاق على ترسيم الخط الفاصل بين العسكريين الأوكرانيين وقوات الدفاع الشعبي التابعة لدونباس ولوغانسك. أما متابعة تطبيق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع وسحب الأسلحة فقال المصدر إنها مهمة ملقاة على عاتق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.