بعد اتفاق مينسك… باريس قد تسلم «ميسترال» لروسيا في أيام
أفاد مصدر عسكري دبلوماسي أمس باحتمال اتخاذ باريس في الأيام المقبل قراراً بتسليم حاملة المروحيات «ميسترال» إلى روسيا.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه إن «أمر تسليم ميسترال سيصدر على الأغلب من قصر الإليزيه بداية الأسبوع المقبل. وفي النصف الأول من آذار يجب أن تكون السفينة جاهزة بالكامل للتسليم إلى الجانب الروسي».
الجدير بالقول إن هذا التصريح، ومع أنه غير رسمي وغير مؤكد بعد، إلا أنه جاء بعد ساعات من توصل «رباعية النورماندي» إلى اتفاق في مينسك حول تسوية الأزمة الأوكرانية، بمشاركة رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وأوكرانيا بيترو بوروشينكو وفرنسا فرنسوا هولاند بالإضافة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد محادثات شاقة استمرت حوالى 16 ساعة متواصلة.
وكانت فرنسا قد أجلت مراراً تسليم حاملة المروحيات لروسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية، معلنة أن الوقت لم يحن بعد، إلا أن اللافت بعد إعلان اتفاق اليوم، أن شكر الرئيس الفرنسي نظيره الروسي على دوره الكبير في إنجاح المفاوضات وتأثيره في قيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في شرق أوكرانيا.
وبصرف النظر عن ذلك، اعتبر مراقبون أن محادثات مينسك شطبت أخيراً صورة «روسيا العدوانية» التي كان الغرب ووسائل الإعلام يحاولون رسمها على مدار الأزمة الأوكرانية، ومن الواضح أن هذا الاتفاق، عدا عن أهميته في وقف معاناة الناس وإعادة الاستقرار إلى جنوب شرقي أوكرانيا، فإنها قد يتحول إلى نجاح شخصي لكل من أطراف الرباعية ينعكس بالمحصلة على نجاح العلاقات الدولية المبنية على الحوار والثقة.
يذكر أنه كان مقرراً أن تتسلم روسيا أول حاملتي المروحيات من نوع «ميسترال» في أواخر عام 2014 الماضي والحاملة الثانية في عام 2015 الحالي، إلا أن باريس حذرت موسكو في أيلول الماضي من تعليق تسليم حاملتي المروحيات بسبب الوضع في أوكرانيا.
إذ أكد هولاند أن الشرط الرئيسي لتسليم روسيا السفينة يتعلق «بالالتزام الكامل» بنظام وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، في حين أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مسألة توريد سفن «ميسترال» هي مسألة متعلقة بسمعة فرنسا.
ومع أن السلطات الفرنسية لم تكشف رسمياً عن قيمة صفقة «ميسترال» مع روسيا، إلا أن وسائل إعلام فرنسية سبق أن قيمت التعويضات التي قد تضطر فرنسا لدفعها في حال فشل العقد، بـ10 مليارات يورو.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه في حال رفض باريس تنفيذ التزاماتها بشأن تسليم سفينتي «ميسترال» فعلى فرنسا دفع الغرامة وإعادة السلفة التي دفعتها روسيا مقابل بناء السفينتين.