نشطاء الإنترنت يغيرون معادلة الإعلام الغربي المائلة لحصر الإرهاب بـ«المسلمين»
أثار نبأ مقتل المسلمين الثلاثة في «تشابل هيل» الأميركية قرب جامعة كارولينا موجة تضامن هائلة مع الضحايا وذويهم على شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تعرية التغطية الإعلامية الغربية للحدث.
تفاصيل الجريمة لا تختلف عن أحداث سابقة وصفت بكونها هجمات إرهابية، وارتفع صداها عالياً في الإعلام الغربي. بينما قام هذا الإعلام نفسه بتغطية جريمة مقتل المسلمين الثلاثة بالرصاص على يد «ملحد» كحدث عابر.
حيث تهربت الصحف الأميركية مثل «نيويورك تايمز» من ذكر هوية الضحايا في هذه الحادثة وتجنبت ذكر أنهم مسلمون، كما ابتعدت من التلميح بأنها جريمة كراهية ضد المسلمين، متذرعة بضرورة التروي لتحري سبب الجريمة، وطرحها أحياناً كمجرد شجار حول موقف سيارة.
وقد شهدت مواقع التواصل الإجتماعي انتقاداً حاداً للتغطية الإعلامية الغربية للحدث، وتصدر وسم هاشتاغ « MuslimLivesMatters» موقع تويتر، بما معناه «حياة المسلمين ليست رخيصة». وذلك يقابل الوسم الذي انتشر على خلفية احتجاجات فيرغسون « BlackLivesMatters» حياة السود ليست رخيصة . ما يشكل إشارة مباشرة بأن الجريمة تصب في خانة «العنصرية» الموجهة ضد المسلمين.
وكذلك انتشر وسم «chapelhillshooting» على غرار الوسم «CharlieHebdo» الذي انتشر على خلفية أحداث صحيفة «شارلي إيبدو»، للإشارة إلى أن الجريمة المرتكبة بحق المسلمين الثلاثة في تشابل هيل «إرهاب» أيضاً. وانتشرت تغريدات عدة تقارن الحدثين وتتساءل عن الملايين الذين تضامنوا مع ضحايا الصحيفة الفرنسية الساخرة ولم تتضامن مع جريمة قتل المسلمين.
واختصرت الإعلامية والصحافية الأميركية الشهيرة سالي كوهن التغطية الإعلامية الغربية للحدث بتغريدة واحدة مفادها: مطلق نار مسلم = إرهابي، مطلق نار أسود = سفاح، مطلق نار أبيض = مجرد شجار حول موقف سيارة!
عدا عن أن نشطاء الإنترنت أثبتوا إدراكهم لدهاليز صناعة الإعلام الغربي وتمكنوا من تسخير الشبكات الاجتماعية في تكوين منبر إعلامي مستقل، فقد أثبتوا أيضاً تضامنهم الفعلي مع ضحايا الجريمة عن طريق زيادة مساهمتم الملموسة في حملة أحد الضحايا الثلاثة الشاب ضياء شادي بركات لتقديم خدمات علاج الأسنان للاجئين السوريين في المخيمات التركية.
حيث كان ضياء بركات قبل مقتله قد أطلق حملة جمع تبرعات على موقع «youcaring.com» لإغاثة اللاجئين السوريين، وكان الهدف جمع 20 ألف دولار، بينما وصل مجموع التبرعات بعد وفاته إلى ما يقارب الـ200 ألف دولار حتى لحظة كتابة هذا التقرير. بينما كان المبلغ قبل وقوع الجريمة أقل من 20 ألف دولار.