أكثر من 100 إصابة بكورونا في الجسم الصحافي والإعلامي تضعه في دائرة المواجهة الأمامية المساعي نجحت في منحه الأولوية لتلقي اللقاح… والرهان هو على وعي الناس بعد مرحلة الإقفال العام
عبير حمدان
لا تزال معركة البشرية مع «كوفيد 19» مستمرة، هذا الفيروس الذي لم يوفر كلّ الفئات العمرية على مستوى العالم يتطوّر ويعدّل في هيكليته بشكل كبير ليصبح انتشاره سريعاً مما ينهك الأنظمة الصحية في مختلف الدول.
في لبنان استنزف القطاع الصحي بشكل ملحوظ وبعيداً عن النقاش حول صحة تصاعد أرقام الإصابات ومسألة القدرة الاستيعابية للمستشفيات الخاصة وموضوع تجهيز المشافي الحكومية يدخل البلد مرحلة انتظار وصول اللقاح في منتصف الشهر المقبل (شباط) على أبعد تقدير.
الإجماع على أنّ الأولوية في التلقيح ستكون للجيش الأبيض أيّ الأطباء والممرّضين كونهم في دائرة المواجهة منذ بدء الجائحة، لكن إلى جانب هؤلاء هناك قطاع إعلامي كان حاضراً ومواكباً ولا يزال.
بناء عليه عقدت وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال الدكتورة منال عبد الصمد اجتماعاً في مكتبها بالوزارة، حضره رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، نقيبا الصحافة عوني الكعكي والمحررين جوزيف القصيفي وعضو نقابة المحررين واصف عواضة، بهدف تحديد الفئات العاملة في القطاع الإعلامي التي يجب أن تعطى أولوية في الحصول على لقاح كورونا على سواها من العاملين في القطاع، وذلك بالنظر إلى طبيعة عملها التي تعرّضها باستمرار إلى مخاطر الإصابة، خاصة أنّ الإصابة بالفيروس طالت حوالى 100 إعلامي وإعلامية.
وقد أصدرت نقابة المحررين بياناً طلبت فيه من الصحافيين الراغبين بتلقي اللقاحات تزويدها بالمعلومات المطلوبة عبر البريد الالكتروني للنقابة.
بدوره وجه نقيب المحررين كتاباً إلى عبد الصمد، شكرها فيه على «اهتمامها الدائم بقضايا الإعلام والإعلاميين، وحرصها المستمرّ على التنسيق مع النقابة لا سيما في موضوع حصول الصحافيين على لقاح كورونا ضمن الدفعة الأولى التي ستصل الى لبنان في شباط المقبل».
وأعلنت نقابة المحررين أمس أنها أنجزت لائحة بالصحافيين الذين يرغبون بتلقي اللقاح، ورفعتها الى وزيرة الإعلام، وذلك بناء على الاتصالات التي وردت الى النقابة خلال المهلة التي انتهت أول أمس الخميس .
وقد بلغ عدد الراغبين 550 محرراً ومراسلاً صحافياً، في حين أحيلت أسماء الإعلاميين في المرئي والمسموع والمواقع الالكترونية والمصوّرين الى المجلس الوطني للإعلام ونقابة المصوّرين.
ورحب الزملاء بالخطوة التي اتخذتها الوزارة، مع الإجماع على أهمية الوعي والالتزام بالإجراءات الوقائية حسب تعبيرهم لـ»البناء» إلى جانب اللقاح الذي قد يفتح كوّة في نفق الأزمة الصحية التي دخلت عامها الثاني.
الزيات: الأولوية لكلّ الناس
وفي هذا السياق أكدت رابعة الزيات أنّ الطبّ وُجد لخدمة الإنسان، وقالت: «أكيد أنا مع اللقاح منذ البداية سواء للإعلاميين او غير الإعلاميين كوني أثق أنّ الطب وُجدّد لخدمة الإنسان، واللقاح هو محاولة من هذه المحاولات لإنقاذ البشرية، طبعاً هناك اختلاف في الدراسات والآراء حول هذا الأمر، ولكن في المقابل هناك إجماع على أنّ اللقاح هو أحد سبل الخلاص من هذا الوباء الخطير الذي فتك بالبشرية جمعاء.»
وأضافت: «يمكنني الكلام عن فيروس كورونا لأني أعاني منه في الوقت الحالي وأعيش التجربة وهي صعبة جداً، لذلك أنا مع الأولوية في منح اللقاح لكلّ الناس وبالطبع بالدرجة الأولى للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وللطاقم الطبي، وأيضاً الإعلاميين كونهم مضطرين للاختلاط أكثر خلال عملهم».
درباس: اللقاح عامل مساعد إلى جانب إجراءات الوقاية
ورأت ريمي درباس (أل بي سي) أنّ الخطوة التي قامت بها وزيرة الإعلام لجهة تأمين اللقاح للإعلاميين كأولوية مهمة جداً، وقالت: «وضع الإعلاميين على لائحة الأشخاص الذين يجب أن يتلقوا اللقاح على اعتبار أنهم جزء أساسي في مواجهة هذا الفيروس أمر يُشكر عليه كلّ المعنيين وعلى رأسهم وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، لا سيما المراسلين والمصوّرين كونهم في دائرة الخطر في المعركة مع الوباء، واللقاح سيكون عاملاً مساعداً الى جانب الوقاية كي يتمكّنوا من الاستمرار في عملهم بإيصال المعلومة والخبر».
وأضافت: «تجربتي كانت صعبة مع كورونا، ولم اتخيّل أنّ عوارضه ستكون منهكة على النحو الذي عانيته، ورغم أنني تخلصت من الفيروس إلا أنّ مضاعفاته مستمرة حتى الآن، مع العلم أنّ نتيجة فحصpcr باتت سلبية بعد ٢٠ يوماً إلا أنني لا أزال غير قادرة على العودة إلى حياتي الطبيعية حتى الآن، والتعب يلازمني كما الحاجة إلى النوم. وكما تختلف عوارض الإصابة بين شخص وآخر أظنّ أنّ تأثير اللقاح سيختلف أيضاً وفق طبيعة كلّ شخص ومقدار تفاعله ومناعته إلا أنّ آثار اللقاح مهما أتت سلبية لن تكون أكثر سوءاً من الفيروس نفسه».
وختمت: «في ما يتصل بتنوع اللقاحات فبرأيي أنّ الخبراء في هذا المجال أكثر دراية بهذه التفاصيل، وهم ارتأوا لقاحاً معيّناً، وما يهمّني أن يصل إلى أكبر عدد من اللبنانيين في محاولة للحدّ من انتشار العدوى أكثر».
عواد: التحدي الأصعب هو تعاطي المواطن مع الواقع الوبائي
واعتبر حسين عواد (المنار) انّ التريث مطلوب في ظلّ التقارير المتضاربة حول اللقاحات، وقال: «لا يمكننا أن نبني على أمر لا يزال بعيداً بعض الشيء، فالتقارير حول اللقاحات متضاربة، فلننتظر وصولها الى لبنان لنرى نتائج ملموسة في هذا الإطار، من ناحيتي لا استعجل قبل أن أستشير أصحاب الخبرة، أيّ الأطباء وعندها أقرّر إذا ما كنت سآخذ اللقاح بغضّ النظر عن التسميات في ظلّ الصراع القائم بين الشركات المنتجة للقاحات، وجميعنا يعلم انّ السياسة تدخل في كلّ شيء، هذا الصراع السياسي القائم عالمياً يراكم تقارير متضاربة وكلّ ذلك يدخل في سياق التسويق الإعلامي والغلبة لمن هو أبرع في هذا المضمار».
أضاف: «برأيي الأولوية يجب أن تكون للأشخاص المصابين وكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة قد تضعف مناعتهم أمام احتمال إصابتهم بالفيروس، وتبقى النتائج رهن مناعة كلّ شخص قد يتلقى اللقاح».
وختم قائلاً: «بالطبع، الإعلاميون في المقدمة لجهة الاختلاط، لذلك مطلوب الحذر خاصة في تغطية الاعتصامات والتحركات، من هنا أحافظ قدر الإمكان على التباعد والتزم كلّ الإجراءات من تعقيم ووضع الكمامة، لعلّ الإغلاق ضرورة للحدّ من انتشار العدوى ولكن يبقى وعي الناس هو العنصر الأساسي، حيث أنّ للإغلاق جانبه السلبي من الناحية الاقتصادية ولكن التحدي الأصعب يكمن في تعاطي المجتمع مع الواقع الوبائي وإنْ لم يقتنع المواطن بأنّ الإجراءات الوقائية حتمية لن نصل الى برّ الأمان كما نرجو جميعنا».
الزين: تفشي الوباء كبير والخلاص باللقاح
من جهتها رحبت رشا الزين (أن بي أن) بخطوة الوزيرة عبد الصمد، وقالت: «الإعلاميون حالياً في خضمّ المعركة مع كورونا وهم في صفوف متقدّمة من المواجهة مع وباء جديد على مختلف المقاييس، بالتالي فإنّ تسليط الضوء على آثاره ومضاعفاته وواقعه يفرض على الصحافيين البحث الميداني وإجراء مقابلات وتحقيقات وكثيراً ما لا تنفع هذه الإجراءات خلف الشاشات، أيّ من خلال التطبيقات الالكترونية ما يفرض النزول الى الشارع لإيصال الصورة الحقيقية أو الى المستشفيات لتسليط الضوء على الصورة الدراماتيكية، لذا من المهمّ حصول الإعلامي على اللقاح للاستمرار في مهامه ومواكبته للواقع الصحي في مرحلة دقيقة يعيشها العالم كله وليس لبنان فحسب، خصوصاً أنّ الوباء يتفشى بشكل كبير ويطوّر نفسه، ما يشكل خطراً على صحتنا، ولا خلاص إلا باللقاح لحين السيطرة عليه».
وأضافت: «رغم كلّ ما يُنشر عن مضاعفات سلبية للقاح «فايزر» إلا أنه في المقابل ما يتمّ رصده حوله من إيجابيات حتى الآن يغلب كفة الميزان لصالحه، ولعلّ التنوّع في اللقاحات وتنافس شركات الأدوية العالمية لإيجاد لقاحات جديدة من شأنه أن يسرّع في عملية السيطرة على التفشي.
ولكن انطلاقاً من مبدأ أنّ كلّ إنسان يمتلك الحرية في الاختيار فأنا شخصياً مع أن يكون لكلّ فرد الحرية في أخذه كون اللقاح لا يزال تحت مجهر البحث والتدقيق، وبالتالي كلّ فرد يتحمّل مسؤولية صحته… في أخذه من عدمه».
وتابعت: «نتيجة لمتابعتي المباشرة من خلال عملي الميداني كمراسلة لمختلف حلقات الإقفال، فإنّ الإقفال الحالي هو الأكثر نجاحاً وتشدّداً والتزاماً وهذا لا يعود الى وعي لا يزال مفقوداً عند الناس بل لأنّ القبضة الأمنية محكمة والإجراءات مشددة، ولأنني يجب أن أقرن الأقوال بالأفعال فعندما أنتقد في التقارير عدم التزام المواطنين بالكمامات والتباعد والإجراءات يجب ان أكون ملتزمة، لذلك التزم بوضع الكمامة بشكل دائم قي الشارع وداخل مركز العمل لأنّ هذا الوباء غدار وأقوم بالتعقيم بشكل متواصل لليدين والملابس والعدة التي أستخدمها في المقابلات لحماية نفسي وزملائي وأهلي لأنّ المسؤولية المجتمعية تقتضي الانتباه والتنبّه لأنفسنا ولغيرنا».
جورج عبود: القطاع الإعلامي في مقدّمة المعركة مع الفيروس
أما جورج عبود (أو تي في) فقال: «تجربتي الشخصية مع فيروس كورونا لم تكن جيدة بدءاً بوجع الجسد والعظام والرأس، وفقدان حاستَيّ الشمّ والتذوّق، إلا أني التزمت الحجر خمسة عشر يوماً مع الأدوية المطلوبة. باختصار مريض كورونا يعيش التحدي مع الفيروس، ومن جهتي حسمت أمري بالتغلب عليه وأشكر الله أنني لم أشعر بضيق في التنفس ولم ترتفع حرارتي.
فيروس كورونا خطره كبير على البشرية كلها ولا يجب أن نكابر ونقول إنه ليس كابوساً قاتلاً، خاصة أننا بسببه فقدنا أصدقاء وأحبّة».
أضاف: «في ما يتصل بالخطوة التي اتخذتها وزيرة الإعلام بأن يكون اللقاح أولوية للإعلاميين أنا أرى أنّ إكمال معركتنا مع هذا الفيروس تحتم علينا كقطاع إعلامي أن نكون جزءاً من الذين سيأخذون اللقاح في الخطوط الأمامية الى جانب الجسم الطبي والصليب الأحمر وكلّ من هم في مقدمة الكفاح كي نتمكن من إيصال الصورة للناس ونستمرّ في مواكبة كافة التفاصيل المتعلقة بالوباء واللقاح في آن معاً».
وختم: «من ناحيتي أرى انّ اللقاحات تحتاج الى مزيد من الدراسة لنعرف مدى فعاليتها وقدرتها على الحدّ من انتشار الفيروس ومكافحة تأثيراته الشرسة، لذلك علينا التريّث وانتظار النتائج الحقيقية خاصة أنّ هناك دراسات تشير إلى أنّ اللقاح لا يمنع الإصابة بالفيروس مرى أخرى».