عشائر وقبائل الجزيرة تطالب «المغرَّر بهم» في «قسد» بالانشقاق والعودة إلى «حضن الوطن»
الاحتلال الأميركي ينقل أسلحة ومعدّات من العراق إلى الأراضي السورية.. ورصد 23 هجوماً لـ«جبهة النصرة» في منطقة إدلب لخفض التصعيد
طالب عدد من ممثلي عشائر وقبائل المنطقة الشرقيّة في سورية من المنضوين ضمن «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) بـ»الانتفاضة والانشقاق عنها والعودة إلى حضن الوطن».
وحسب بيان تداولته مواقع وصفحات إخبارية من المنطقة، ناشد سبعة من ممثلي عشائر المنطقة وقبائلها، جميع أبناء القبائل والعشائر السورية، والمكوّن السوري جميعاً، خاصة في محافظة الحسكة بالدعوة لاجتماع طارئ بهدف توجيه رسالة لمن يعملون مع «قسد وغُرّر بهم لعودتهم إلى حضن الوطن، والالتحاق بأقرب نقطة عسكرية للدفاع عن أبناء القبائل والعشائر السورية، والمكوّن العربي السوري»، حسب البيان.
وأشار البيان إلى ما شهدته المنطقة مؤخراً، وبشكل خاص منذ الوقفة الاحتجاجيّة على حصار مركز مدينة الحسكة وحيين في القامشلي.
وقال موقعو البيان: «نطلب دعمنا بالسلاح والعتاد لدعم أهلنا في الجزيرة السورية وللحفاظ على المؤسسات العامة للدولة».
وأضاف البيان أن «التحدّي الذي يواجهنا حالياً من الممكن أن يؤدي إلى الاقتتال العربي الكردي. وهذا ما لا يرغبه أحد من أبناء هذا الوطن، إن لم يتدخل الجيش السوري لأنه الضامن الوحيد لكافة المكوّن العربيّ الكرديّ في الجزيرة السورية».
وختم البيان بالتأكيد على أبناء العشائر كافة والمكوّن العربي «الذين غُرّر بهم بالعودة إلى حضن الوطن والانتفاضة والانشقاق الفوري عن مجموعات قسد».
وتشهد منطقة الجزيرة السورية أقصى شمال شرق البلاد توتراً ازدادت وتيرته مؤخراً خاصة بعد الحصار الذي فرضته قسد على أحياء في مدينتي الحسكة والقامشلي، واستمرّ لنحو عشرين يوماً.
وكان ممثلو عشائر وقبائل في دير الزور نفذوا منذ أيام «وقفة احتجاجيّة طالبوا خلالها بفك الحصار المفروض على المدنيين فوراً وطرد قوات الاحتلال الأميركي والتركي من البلاد»، حسب ما ذكرت وكالة «سانا» في حينه.
ميدانياً، نقلت قوات الجيش الأميركي جنوداً من قواتها ومعدات وأسلحة من الأراضي العراقية باتجاه قاعدتها في مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي السوري، بحسب ما ذكرته وكالة «سانا».
وذكرت مصادر خاصة لوكالة «سانا» السورية، أن «ثلاث حوامات تابعة للقوات الأميركيّة هبطت الليلة الماضية في القاعدة في مدينة الشدادي آتية من العراق، كان على متنها 15 جندياً من قوات المارينز، مجهزين بكامل عتادهم، إضافة إلى معدات لوجستية وذخيرة وأسلحة».
ولفتت المصادر إلى أن استقدام هذه الأسلحة والمعدات يدخل في إطار بدء القوات الأميركية بإنشاء قواعد جديدة لها بريف الحسكة السورية.
وكانت قافلة مؤلفة من 40 شاحنة محمّلة بالأسلحة والمواد اللوجستية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن دخلت الخميس إلى قواعدها في محافظة الحسكة عبر معبر الوليد الحدوديّ غير الشرعي مع شمال العراق.
إلى ذلك، أكدت وزارة الدفاع الروسية، بأن مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي شنوا خلال الساعات الـ24 الماضية 23 عملية قصف في منطقة إدلب لخفض التصعيد شمال غرب سورية.
وقال نائب مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سورية التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء البحري فياتشيسلاف سيتنيك، في بيان، إنه تم رصد 23 هجوماً من أراضي سيطرة عناصر «جبهة النصرة»، بينها 13 استهدفت مواقع داخل محافظة إدلب، و5 في حلب، و3 في حماة، و2 في اللاذقية.
وأشار سيتنيك مع ذلك إلى عدم تسجيل أي انتهاكات لنظام وقف إطلاق النار في المنطقة من قبل التشكيلات المسلحة غير الشرعيّة الموالية لتركيا.
كما أكد أن الشرطة العسكرية الروسية نفّذت دوريات على طريقين في محافظة حلب إضافة إلى دورية للقوات الجوية.
ودعا نائب مدير مركز حميميم كل قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية الناشطة في منطقة إدلب لخفض التصعيد إلى التخلّي عن أي أعمال عدائيّة والمضي قدماً نحو التسوية السلميّة في الأراضي التي تحتلّها.
وتمثل محافظة إدلب آخر معقل للمسلحين بقيادة «جبهة النصرة» (التي غيرت سابقاً اسمها إلى «هيئة تحرير الشام») في سورية وتدخل ضمن منطقة خفض التصعيد التي أقيمت بموجب اتفاقات بين روسيا وتركيا في إطار عملية أستانا التفاوضية التي تشارك فيها كذلك إيران.
وفي 5 مارس توصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، إلى حزمة قرارات لمنع التوتر في منطقة إدلب لخفض التصعيد، التي تضم كذلك أراضي في حلب واللاذقية وحماة، تشمل إعلان وقف لإطلاق النار بين الجيش السوري من جهة والقوات التركية والتشكيلات المتحالفة معها من جهة أخرى، وإنشاء «ممر آمن» في مساحات محددة على الطريق «M4» وإطلاق دوريات مشتركة.
وعلى صعيد المرتزقة، قتل ثلاثة إرهابيين من مرتزقة الاحتلال التركيّ جراء تواصل الاقتتال الذي اندلع فيما بينهم مساء أمس، في مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وذكرت مصادر محلية لمراسل سانا أن الاقتتال بين مرتزقة الاحتلال التركي تواصل فجر أمس بين إرهابيي ما يُسمّى «فرقة الحمزات» على خلفية النزاع على المسروقات ومناطق السيطرة ما تسبب بمقتل ثلاثة إرهابيين.
ولفتت المصادر إلى أن «حالة من التوتر والخوف تعم المدينة إضافة إلى حالة من الذعر بين الأهالي».
وتشهد مناطق سيطرة الاحتلال التركيّ ومرتزقته من الإرهابيين حالات من الفوضى والاقتتال بين المرتزقة بسبب خلافات تنشب بينهم لتقاسم المسروقات من المواسم الزراعيّة ومنازل الأهالي وممتلكاتهم، حيث اندلعت مساء اشتباكات عنيفة في مدينة رأس العين المحتلة بين إرهابيي تنظيم ما يُسمّى «الموالي» وإرهابيي «فرقة الحمزات» للأسباب المذكورة ذاتها.