مرصد الأزمة: وتيرة التلقيح بطيئة ولا مناعة مجتمعية قبل صيف 2025
أعلن مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية، وهو مبادرة بحثية تهدف إلى دراسة تداعيات الأزمات المتعددة في لبنان وطرق مقاربتها «أن الوتيرة البطيئة في عملية التلقيح لن تُمكن لبنان من الوصول إلى مناعة مجتمعية قبل صيف 2025».
ورأى أنه «بعد أسبوع من إطلاق حملة التلقيح ضد فيروس الكورونا، برزت تحديات عدّة وبعض الشوائب التي لا تبشّر أن نهاية انتشار الوباء أصبحت قريبة. وإن بدت الحملة بشقيها العلمي، عبر لجنة علمية كفؤة، أو التقني، عبر منصة إلكترونية متطورة، من العلامات الإيجابية لكن تبقى الحملة منقوصة».
وقال «أولاً: وتيرة التلقيح البطيئة: حصل 25 ألف شخص على اللقاح في الأسبوع الأول حسب وزارة الصحة يشكلون 0.52 من السكان المستهدفين إذا قدّرنا أن 70% من السكان المُستهدف تلقيهم اللقاح هم 4.8 مليون شخص للوصول إلى المناعة المجتمعية حسب توصيات الخبراء. وعلى هذه الوتيرة، أي بمعدل 3،571 لقاح في الأسبوع لن يتمكن لبنان من الوصول إلى جرعتين لـ70% من السكان قبل 15 حزيران 2025 أي بعد 4 سنوات و 4 أشهر.
ثانياً: تضارب الأرقام بين المنصة ووزارة الصحة، فأكثر من 50٪ من الاشخاص اللذين تلقوا اللقاح لم تكن أسمائهم مسجلة على المنصة، هذا يطرح العديد من الأسئلة عن الشفافية والمعايير في الوصول إلى اللقاح بالرغم من كل وعود وزير الصحة وأعضاء اللجنة العلمية ومراقبة البنك الدولي عبر الصليب الأحمر الدولي للعملية.
ثالثاً: الأعداد القليلة للمسجلين على المنصة ، فلا يزال العدد المسجل على المنصة منخفض نسبياً وإن ارتفع بشكل مقبول خلال الأسبوع الفائت وهو وصل حتى يوم أمس إلى 673،383 أي 14% من المستهدفين. فالتحدّي الأساسي في موضوع التسجيل على المنصة هو تسهيل العملية للكثير من اللبنانيين والمقيمين الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى المنصة أن من ناحية المعرفة الرقمية المحدودة أو فيما يتعلق بالمستندات الرسمية المطلوبة مع وجود 80% من اللاجئين السوريين قوق الـ15 عاماً من العمر غير حاصلين على إقامات صالحة، بالإضافة الى عدد من اللبنانيين مكتومي القيد.
رابعاً: الحملة الإعلامية الخجولة والتي تقتصر على مبادرة المحطات التلفزيونية والإذاعية للإضاءة على موضوع التلقيح بينما تغيب خطة إعلامية متكاملة تحفّز الناس على ذلك وتدحض الاخبار الزائفة حول اللقاح”.
وشدّد “على الإسراع في عملية التلقيح ضمن خطة طموحة تضع نصب أعينها تلقيح المستهدفين بحلول أيلول 2021 ضمن مؤشر أداء طموح هو 20،000 شخص ملقح في اليوم”، واقترح الآتي:
أولاً: لتأمين اللقاحات يجب إطلاق “ دبلوماسية اللقاح “من قبل وزارة الخارجية والهيئات الاغترابية للحصول على لقاحات خلال الأشهر المقبلة من مصادر مختلفة كالصين وروسيا والهند.
ثانياً: تعزيز التسجيل على المنصة بالتعاون مع البلديات والمخاتير والهيئات الأهلية، كذلك المنظمات الدولية في ما يختص باللاجئين، عبر تدريب متطوعين في كل البلدات وأحياء المدن يساعدون الناس في عملية التسجيل على المنصة تحت إشراف البلديات والمنظمات.
ثالثاً: الالتزام بمنهجية واضحة وشفّافة للوصول إلى اللقاح خاصة لمن هم أكثر حاجة ضمن المعايير التي وضعتها اللجنة العلمية وإدارة هذه المعايير عبر نظام المنصة.
رابعاً: تطوير نظام السجل الطبي الإكتروني لربط مراكز التلقيح بوزارة الصحة وبالمنصة، وهذا أساسي لتوسيع عدد مراكز التلقيح للتعجيل في العملية.
خامساً: إطلاق حملة إعلامية موحدة تساهم في رفع الوعي حول أهمية اللقاح.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 1541 إصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان، رفعت إجمالي الحالات المثبتة إلى 356597. وسُجلت 47 حالة وفاة جديدة، رفعت الاجمالي إلى 4387.
وكانت انطلقت المرحلة الثانية من تلقي اللقاح ضد فيروس كورونا في “مستشفى سيدة المعونات الجامعي في جبيل” للمرحلة العمرية من 75 عاماً وما فوق، في كلية الطب التابعة لجامعة الروح القدس – الكسليك في حرم المستشفى.
كذلك انطلقت حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، في مستشفى “راشيا الحكومي”، بإشراف رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور حسن الخوير، وتلقى الجرعة الأولى من اللقاح عدد من الأطباء والممرضين وكبار السن ممن تسجلوا من خلال المنصة، وتم تلقيح 85 شخصا من أصل 240 لقاحا تسلمها المستشفى، وسيُستكمل التلقيح هذا الأسبوع، في انتظار الدفعات المقبلة.