مسيرة القائد الشهيد أنطون سعاده إرث نضاليّ وفكريّ وثقافيّ لكلّ الشرفاء والأحرار
} علي فيصل*
شكّلت مسيرة القائد الشهيد انطون سعاده إرثاً نضالياً وفكرياً وثقافياً لكل الشرفاء والأحرار المدافعين عن قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعيّة، وشكّل فكره أيضاً منارة للفكر المقاوم الذي أدرك مبكراً خطورة المشروع الامبريالي الاستعماري البريطاني الصهيوني الذي أراد تقسيم العالم العربي لكي يكون في حالة ترهل وضعف وكي يتسنى للمستعمرين ان يمرروا مشاريعهم في منطقتنا العربية.
ولذلك كان من أولئك الذين أدركوا خطورة المؤامرة التي تعرّضت لها فلسطين بوعد بلفور والتآمر البريطانيّ والغربيّ الذي هدف الى ابتلاع فلسطين.
لقد كان الشهيد أنطون سعاده، مؤمناً بعدالة القضية الفلسطينية ومدافعاً حقيقياً عن فلسطين، ومن أقواله المأثورة «نحن نريد تحرير فلسطين لأنها جزء منا، ويجب أن يخرج المعتدون من أرضنا لتبقى أرضُنا لنا»، وأسهم إسهاماً مميزاً في دعم القضية الوطنية الفلسطينية، ونذر نفسه لدعم عدالتها، ومكافحة الظلم الذي لحق بشعبنا على يد الحركة الصهيونية والاستعمار البريطاني والامبريالية العالمية.
وكان يردد دوماً بأن ضياع فلسطين لم يكن بسبب قوة أولئك الذين تآمروا على هذه القضية العادلة وإنما بسبب تشرذم أمتنا وتفككها. وهو الذي كان يقول دائماً بأن وحدة الأمة هي قوة لها في الدفاع عن فلسطين وفي الدفاع عن القضايا العادلة كافة في هذا العالم العربي.
وقد أدرك سعاده أن الخطر على فلسطين هو خطر قوميّ، ومن هنا أكد إيمانه بقومية المعركة مع العدو الصهيوني، ولهذا حارب التجزئة ونادى بالوحدة والتحرير لأن إنقاذ فلسطين هو أمر يهمّ كل الشعوب العربيّة. ولأجل ذلك سخّر الشهيد سعاده كل إمكاناته وطاقاته في خدمة المشروع القومي الوحدوي، ونشر الوعي المبكر لأهداف المشروع الصهيونيّ، وحارب الهجرة اليهوديّة الى فلسطين واعتبرها خطراً على فلسطين ومستقبل ومصير منطقتنا بأكملها.
في هذه الذكرى العزيزة علينا، ما زلنا اليوم نستخلص العبر والأفكار التحررية ذاتها، وما زلنا نعيش التحديات والمخاطر ذاتها بفعل استمرار المشروع الصهيوني الاستعماري الكولونيالي.
ختاماً، نقول إنّ حزباً متمسكاً بنهج سعاده ستبقى بوصلته المقاومة حتماً، وستبقى مسيرته المعطّرة بالنضال والمقاومة والتضحيات إرثاً لكل الأحرار الذين يتقدمون صفوف المواجهة بمواجهة الاحتلال والعدو الصهيوني، وفي مواجهة مخططات التقسيم والتفتيت.
لسعاده منا تحية الوفاء من فلسطين التي ما زال جرحها ينزف منذ النكبة وحتى اليوم، لكنها ما زالت صامدة وعصيّة على الانكسار، تقاوم وتدافع بشراسة عن الحق الفلسطيني في مواجهة مشاريع الاستعمار والاستيطان والضم والتهويد، ولإفشال صفقة القرن وكل المؤامرات التصفويّة.
للشهيد سعاده نقول: لن تنساك فلسطين وكل الشعوب الثائرة الحرّة.. ومهما طال الليل ففجر النصر آتٍ… فجر يبدعه شعب الثورة، تعود به فلسطين إلى نبعها… إلى أرضها وسمائها وإنسانها شعب المعاناة المديدة… رحل الشهداء… من أجل أن تمطر السماء… وكل سماء لا تمطر للناس جحود… رحل الشهداء من أجل تحريك الراكد من الرتابة المغلقة… فكل التحية لمن صرف عمره في خدمة وطنه وشعبه ومبادئه.
*عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين.