هدوء حذر في معان الأردنية بعد يوم عاصف والعصيان المدني ما زال مستمراً وسيتوسع
عمان ـ محمد شريف الجيوسي
ما زالت الأحداث في مدينة معان مستمرة. مجلس الوزراء الأردني استمع إلى شرح قدمه وزير الداخلية الأردني حسين هزاع المجالي حول ما حدث من تطورات في مدينة معان من دون أن يصدر بعد أي موقف معلن من الحكومة حول الموقف من معان ، كما لم يصدر بعد أي رد فعل حول البيان المفتوح الذي وجهه رئيس بلدية معان آل خطاب باسم أهالي معان، إلى الملك الأردني عبد الله الثاني حول ما رأى انه استهداف الحكومة المحلية في المدينة للمعانيين وتقديم تقارير غير دقيقة عما يجري في المدينة ، متسائلاً هل لم تنجب الأردنيات غير آل المجالي لكي يتولوا كل المفاصل العسكرية والأمنية في المدينة والجنوب وعلى رأسهم وزير الداخلية.
ولا تبدو الأمور مائلة إلى التهدئة، حيث ستنفذ مدينة الطفيلة العصيان المدني اليوم تضامناً مع معان، التي بدأت اعتصاماً مدنياً اعتباراً من أمس بعد مؤتمر عقده أهالي معان، حددوا فيه مطالبهم في إقالة الحكومة المحلية وتحديد المسؤولين عن التصفيات الميدانية، ومطالب أخرى.
وتبدو الهوة واسعة بين مطالب أهل معان وبين الشرح الذي قدمه وزير الداخلية تجاه ما جرى ويجري، في وقت تقول مصادر أن هذه الحالة امتدت إلى وادي موسى والحويطات. بل إن إعلاميين معنيين يعملون في مؤسسات إعلامية اتخذت مواقف مساندة للحكومة بمواجهة معان، تقدموا باستقالاتهم من تلك المؤسسات.
ويقول مراقبون إن من أسباب ما حدث محاذاة معان الأكثر اتساعاً وفقراً وقلة سكان، للسعودية، حيث يرى المعاني فوارق المستويات المعيشية، إلى جانب تنامي الجماعات المسماة جهادية مدعومة من جهات خارجية، ترفل بالمال والسلاح، فيما بقيت الجماعات غير الموالية للخارج والتي أسهمت في استقبال مؤسس الأردن عبد الله الأول على حالها من التهميش المعيشي.
ولا بد أن وجود مسؤولين من عائلة واحدة يمسكون بمفاصل القرار في محافظة معينة يثير الكثير من الحساسيات، بخاصة أن أهالي معان يشعرون بأنهم مهمشون بما فيه الكفاية وأن لهم الأولوية في نشوء إمارة شرق الأردن ومن بعد المملكة الأردنية الهاشمية.
لم تتسرب حتى اللحظة مستجدات جديدة عن تطورات الأوضاع في معان سواء من مصادر رسمية أو غيرها، لكن هدوءاً حذراً يسود المدينة وحالة من الانتظار، حيث يريد أهالي معان أن يسمعوا ما يطمئنهم من حيث تلبية مطالبهم الرئيسة وانسحاب قوى الدرك، وتطييب الخواطر وفتح صفحة جديدة قبل أن تفلت الأمور من السيطرة عليها واتساعها واستغلال جهات خارجة عن القانون وأخرى اسلاموية تحاول التصيد، وجهات تسمى جهادية لن تتورع عن بيع آلام المعانيين للخارج المجاور.
وكانت أحداث معان أول من أمس الأربعاء قد أسفرت عن حرق وتكسير 3 بنوك هل الأردن والأهلي والإسكان وحرق مقر ضريبة الدخل وإشارة ضوئية، وبعض الإصابات في مركبات أمنية ورجال درك. كما أصيب عدد من المدنيين لا يقل عن 7 .