أخيرة

الأول من آذار بداية تاريخ جديد لأمة عرفت تاريخها

 

} أحمد سيف الدين*

كل المحطات والأدوار ووقفات العز في مسيرتنا ولدت من رحم آذار، ذلك، لأنّ الأول من آذار هو التاريخ كله وهو الحاضر كله، والمستقبل.

الأول من آذار، مولد باعث النهضة الذي أنشأ حزباً نهضوياً مقاوماً مصارعاً في سبيل الحق والحرية.

الأول من آذار، بداية تاريخ جديد لأمة عرفت تاريخها وهويتها وحقيقتها وقضيتها. وبداية الإنسان الجديد المناقبي المؤمن بحقه وحقيقته، والعامل في سبيل انتصار قضيته.

ولأننا نعمل لحياة الأمة، عزاً وارتقاءً، فعلى جميعنا أن يتعاضد، صفاً واحداً، قلباً واحداً، وإنتماءً صادقاً مؤيداً بصحة العقيدة.

أخطر ما يتهدّد حزبنا، هو تبرير الأخطاء والباسها ثوب الصواب! هذا إمعان في الانفصال عن منظومة القيم القومية وعن المؤسسات التي تصون الحزب. إن تعطيل عمل المؤسسات عن الفعل يرمي إلى جعلها تدور في فلك جاذبية الأفراد، وخارج إطار الحزب التنظيميّ السليم، وهذ مسّ بوحدة الروح التي هي أبرز دعائم حزبنا.

أنطون سعاده هو مَن وضع الدستور، وهو مَن أنشأ المؤسسات، وكل تعديل على الدستور قامت به المؤسسات، يستمدّ قوته من المؤسس، لذلك، فليتوقف البعض عن القراءات المجتزأة والاجترارات غير المفيدة.

دستور الحزب مصون بعمل المؤسسات ودماء الشهداء وتضحيات القوميين، وسعاده هو القائل: «أنا أموت أما حزبي فباقٍ».

القوميون الاجتماعيون يؤمنون بقضية تساوي وجودهم، فلا يسيرون خلف أفراد أضاعوا البوصلة واشتبه عليهم الدستور، فاضحوا دعاة تفلت من نظام المؤسسات.

نحو تسعة عقود وحزبنا في خضم المواجهة، مواجهة ضد يهود الخارج والداخل، وخلال مسيرته إنجازات ومحطات مضيئة، لكن ما هو مؤسف، ما يعترضه من أزمات في داخله، وفي ظروف استثنائيّة تستوجب أن يكون الحزب أقوى وأفعل!

والسؤال الملحّ الآن وفي كل وقت: لماذا إصرار البعض على الاختلاف مع نهج انطون سعاده؟ ولماذا تدفيع الحزب ضريبة باهظة في المراحل التي الملأى بالتحديات.

بلادنا أمام الكثير من الاستحقاقات العاصفة بالمتغيّرات والتحديات في الأمن والاقتصاد والصراع، ولا مناص لنا إلا المواجهة والمقاومة والصراع بخطة قومية معاكسة للخطة الصهيونية، وأن نعمل لتحقيق غاية حزبنا ببعث نهضة قومية تصون أمتنا في حقها وسيادتها واستقلالها.

إننا مدعوّون لصون حزبنا وأن نذهب جميعاً الى المؤتمر العام والمجلس القومي في أيار المقبل، لنصوغ المقررات والتوصيات التي تزخم عملنا الحزبي، ولننتخب قيادة للحزب.

إننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على الحزب وبالعمل الجدّي والدؤوب لنصل لعقد المؤتمر العام فنطرح فيه الآراء التي تغني وإجراء انتخابات حزبيّة تعيد لحمة القوميين الاجتماعيين بدلاً من التشرذم الحاصل الآن وليكن شعارنا جميعاً، كلنا  للحزب.

*عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى