شكراً للصين
أول غيث المساعدات لمواجهة وباء كورونا ااتي تلقّاها لبنان منذ بداية تفشي الوباء، كانت مساعدات الصين بمعدّات وفحوص وأدوات وقاية، هي أول مساعدات وصلت الى لبنان، بينما كل ما عرضه الآخرون أو قدّموه فكان على شكل قروض سيسدّدها لبنان، وسواء ما قدّمه البنك الدولي من خلال تحويل جزء من قرض سابق لحساب تمويل المواجهة مع كورونا، استندت إليه وزارة الصحة ليشكل أرضيّة صلبة لا تُنكر ولا يجوز إنكار أهميتها، لكنها في النهاية قروض وليست مساهمات مجانيّة.
في مصادر اللقاحات لم يحصل لبنان على مساعدات من الشركات الكبرى التي يشتري منها بأسعار مرتفعة، من خلال قرض البنك الدولي، وأول هديّة وصلت للبنان كانت هذه المساعدة بمنحة خمسين ألف لقاح مجاناً، واللقاح الصيني تعتمده دولة مثل دولة الإمارات، ويحوز تمييزاً إيجابياً عند الكثير من الجهات العلمية.
عندما يناقش اللبنانيون ما يتصل بمستقبل النهوض الاقتصادي يتعامل بعضهم وكأنّ الصين غير موجودة، بل وكأنها دولة متخلفة، بينما العالم الذي يعتقدونه متقدّماً ومتطوراً يعتبر الصين أكثر من مجرد منافس، بل إن الرئيس الأميركي جو بايدن يرفع التنافس مع الصين الى درجة اعتبارها التحدي التنافسي الأول في العالم، والشركات العالميّة الكبرى وفي طليعتها الشركات الأميركية، وفي طليعة الشركات الأميركية الشركات التي تصنّع اللقاحات، والشركات التقنية الأولى، وفي طليعتها آبل وسواها.
عندما تمّ التداول بعنوان التوجّه شرقاً خرج بعض اللبنانيين ليتساءلوا عن كيفية التعامل مع الصين بدلاً من الغرب، علماً أن أحداً لم يطلب ذلك، لكنهم لم ينتبهوا أن المرافئ الغربية الكبرى تديرها وتشغلها شركات صينية، وأن لبنان إذا اعتُمد من الصين ضمن خطة الحزام والطريق التي تربط الصين بالعالم، سينال استثمارات بعشرات مليارات الدولارات لتطوير موانئه، وخطوط سكك الحديد التي تربطه شرقاً وصولاً للصين مروراً بدمشق وبغداد حيث المصالح الاقتصاديّة المباشرة، وتربطه بالمقابل بأوروبا حيث مصالحه الموازية.
شكراً للصين على هديتها، على أمل اللقاء بالصين كمظلة استثمارية لنهوض جدّي بقطاعات لبنانية منتجة تملك الصين خبرات كبرى فيها، عدا عن قطاعات النقل الاستراتيجية.