تناقض في تصريحات أميركيّين: الهجوم الصاروخيّ على «عين الأسد» مدعوم أو غير مدعوم من إيران!؟
قال مسؤولون أميركيّون إن الهجوم الصاروخي، الذي استهدف الأسبوع الماضي، قاعدة «عين الأسد» في العراق، التي تستخدمها القوات الأميركيّة، يحمل بصمات فصيل مدعوم من إيران، بحسب تعبيرهم.
واحتدمت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران الأربعاء الماضي بعد هجوم صاروخي جديد استهدف قاعدة عين الأسد الجوية في العراق التي تستضيف قوات أميركية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن شخصياتهم أن الهجوم الأخير يحمل بصمات فصيل مدعوم من إيران، لكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت إن من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات.
وقال البنتاغون إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات بين الجنود الأميركيّين لكنّ متعاقداً مدنياً أميركياً توفي بأزمة قلبية أثناء الاحتماء من الصواريخ.
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن الصواريخ أطلقت على ما يبدو من مواقع عدة شرقي القاعدة العراقية، التي استهدفت العام الماضي بهجوم بصواريخ باليستية أطلقت من إيران مباشرة.
وصرّح الرئيس الأميركي جو بايدن، بأن مسؤولين أميركيين يدرسون الحادث عن كثب.
وقال بايدن للصحافيين قبل اجتماع مع مشرّعين في المكتب البيضاوي «حمدا لله لم يُقتل أحد في الهجوم الصاروخي… نعمل على تحديد هوية المسؤولين وسنصدر قراراتنا عندما نصل إلى هذه اللحظة».
وأعلن مسؤولون عراقيون أن 10 صواريخ سقطت في القاعدة لكن البنتاغون كان أكثر حذراً، قائلا إنه كانت هناك عشر «صدمات».
ووقعت ثلاث هجمات صاروخية في العراق في فبراير الماضي على مدى يزيد قليلاً عن أسبوع استهدفت مناطق تستضيف قوات أو دبلوماسييّن أو متعاقدين أميركيين.
وأسفر هجوم في 16 فبراير على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في شمال العراق عن مقتل متعاقد مدنيّ وإصابة جنديّ أميركيّ.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليّتها عن الهجوم.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن الولايات المتحدة تقيّم تأثير الهجوم والجهة المسؤولة عنه.
وتابعت ساكي في مؤتمر صحافي «إذا خلصنا إلى ضرورة اتخاذ مزيد من الردّ سنتحرّك مجدداً بطريقة مناسبة وفي التوقيت الذي نختاره، مضيفة أن «ما لن نفعله هو اتخاذ قرار متسرّع غير قائم على حقائق يؤدّي إلى مزيد من تصعيد الوضع أو يخدم أعداءنا».
ونفّذت القوات الأميركيّة الخميس الماضي ضربات جوية على منشآت عند نقطة مراقبة حدودية في سورية، قالت إنها استهدفت فصائل مسلّحة مدعومة من إيران بينها كتائب «حزب الله» و»سيد الشهداء».
وقال مسؤول في قيادة عمليات بغداد إن هجوم الأربعاء انطلق من موقع يبعد حوالي ثمانية كيلومترات عن القاعدة الواقعة في محافظة الأنبار غرب البلاد.
وذكر مصدر أمني عراقي آخر ومسؤول حكومي طلبا عدم الكشف عن هويتهما أن الصواريخ انطلقت من منطقة البيادر غرب مدينة البغدادي.
من جهته، قال وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب، إنه «فزع» من الهجوم على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق والذي عرّض للخطر مجدداً أرواح جنود عراقيين ومن التحالف.
وأضاف راب في تغريدة على «تويتر» الأربعاء، «هذه الهجمات تقوّض استقرار العراق وينبغي أن تتوقف فوراً».
وكان رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، وصف الأربعاء، «المجاميع» التي استهدفت قاعدة عين الأسد التي تتمركز فيها القوات الأميركية بأنها «لا تمتلك انتماء حقيقياً للعراق».
ونقل بيان حكومي عن الكاظمي قوله، إن «هكذا هجمات تنفذها مجاميع ليس لها انتماء حقيقي للعراق، تستهدف قواعد عسكرية عراقية لا يمكن تبريرها تحت أي عنوان وأي مسمّى، وأنها تضر بالتقدم الذي يحققه العراق، سواء لجهة تجاوز الأزمة الاقتصادية، أو الدور المتنامي للعراق في تحقيق الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً».
وأضاف أن «الأجهزة الأمنية لديها توجيهات واضحة لاتخاذ موقف حاسم من هذه الجماعات مهما اختلفت مسمياتها وادعاءاتها، ونرفض محاولات التشبث بانتماء غير حقيقي لأحد الأجهزة الأمنية العراقية، وتحركها بغطاء مزيف، وأن محاسبة المسيئين من أية جهة كانت، سيصب في حماية سمعة قواتنا الأمنية البطلة».