أولى

اليمن على مفترق طرق… هل تصبح مأرب إدلب أم يثرب؟

 محمد صادق الحسيني

يقترب «أنصار الله» رويداً رويداً باتجاه مركز مدينة مأرب ووسطهاالمدينة التاريخية التي تعتبر بوابة الدخول الى الجنوب اليمني المحتلّ، ومركز الطاقة وحوض النفط والغاز اليمني المسيطَر عليه من قبل قوات الاحتلال السعودية، ومركز عمليات ما يُسمّى بالتحالف العربي، ايّ تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأميركي «الإسرائيلي»…

وهي المدينة التي باتت تضمّ أيضاً تجمع بقايا نفايات القاعدة وداعش وأيضاً حزب الاصلاح اليمني الميليشياوي المتحالف مع المخلوع هادي رئيس حكومة الفنادق في الرياض.

وهي أيضاً وأيضاً الممرّ الحيوي لحكم الرياض الذي لطالما أرادها أن تكون بوابته الى الجنوب ومن ثم الى بحر العرب والمحيط الهندي للابتعاد بخطوط الطاقة التابعة لها عن مضيق هرمز الذي يتقاسم ضفتيه الإيرانيون والعُمانيون الذين لم يكونوا يوماً على وئام مع الوهابيين، عبر التاريخ.

لهذا ولتدافع الظروف المستجدة دولياً وإقليمياً وداخل اليمن الجديد، فقد قرّر «أنصار الله» أن تكون معركة مأرب هي المعركة التاريخية الفاصلة التي ستطيح عملياً بالدولة الوهابية في اليمن والتي كانت حاضنتها مأرب منذ نحو قرنينأيّ منذ الدولة السعودية الأولىوتفتح صفحة جديدة ليمن قال عنه مؤّسس المملكة عبد العزيز مخاطباً العائلة الحاكمة يومها: «انّ عزكمأيّ أنتم السعوديونفي فقر اليمن، وفقركم في عز اليمن…»!

عزيز أنت يا يمن اليوم وأنت تجتاز هذه المرحلة التاريخية الحساسة والمصيرية في تاريخك الحديث.

على المستوى الميداني فإنّ ما يجري في الساعات الأخيرة في مأرب هو انّ التركيز يتمّ الآن من قبل قوات التحرير الزاحفة نحو قلب المدينة الذي باتوا يبعدون عنه ما بين ثلاثة الى عشرة كيلومترات من كلّ الجهات..

ولكن لأنها منطقة مفتوحة للطيران المعادي وهو الذي يقصف محيط المدينة بجنونفقد لاحظ المتابعون لما جرى في الأيام الخمسة الماضية بأنّ التركيز تمّ على العمق السعودي وضرب منشآته ومطاراته إنما تمّ ذلك بهدف تحييد الطيران.

في هذه الأثناء فإن مصادر «أنصار الله» تؤكد بأنّ الأيام المقبلة سيتمّ خلالها الكشف عن أسلحة استراتيجية جديدة لخلخلة موازين القوى لصالح اليمن

كلّ هذا تهيئة لاقتحام المدينة ولكن بمنهجية القضم من كلّ الجهات تماماً كما حدث في حلب والغوطة في معركة تحرير سورية، مع الفارق بأنّ مدينة مأرب محاطة بالتباب والصحراء ما يعني انّ المعركة هنا تدور بين الجيش واللجان الشعبية والطيران السعودي المعادي المدعم بطيران «إسرائيلي» وأميركي حتى الساعة…!

أما ما ظهر في الإعلام من تشويش على معركة تحرير مأرب فجأة من خلال إبراز جبهة حرب ثانية بعنوان تعز، فما هو إلا حرب إعلاميّة أكثر منها ميدانية، الهدف منها رفع معنويات المرتزقة في مأرب بالقول إنّ الجبهات الأخرى تساندهم والهدف الثاني للقول إنّ جيش الإصلاح اليميني الإخواني المتمركز في تعز وهو ثاني قوة بعد قوات هادي السعودية في مأرب، إنما يريد من ذلك التنصّل من التوجه الى مأرب بذريعة أنه يخوض معركة موازية، والهدف الثالث هو قدوم الشهر الكريم ليستجدوا بذريعته، من أسيادهم في الرياض مصاريف وتكلفة حضورهم في كلّ جبهات المواجهة

التقارير الميدانية من الجبهات كافة، تؤكد أن أمر دخول مأرب بات بيد القيادة الميدانية العليا في صنعاء الأمينة على اليمن وهي التي تقاتل اليوم بتكتيك أقلّ الخسائر وبالذات البشرية لدى قوات التحرير. في المقابل فإنّ العالم تابع بدقة تصريحات محافظ مأرب المرتزق الذي اعترف بأنّ خسائر قوات المرتزقة 18 ألف قتيل وخمسين ألف جريح، هذا ما يدلّ على أنهم يعيشون وضعاً كارثياً

حتى هذه اللحظة كان التسارع مطلوباً لتصل قوات التحرير الى هذا المحيط وكانت القيادة تخطط لأن تحسم المعركة بساعات لو تمّ تحييد الطيران تماماً، لكن رغم ذلك فإنّ المعركة باتت على بعد أيام قليلة لكن التقدّم بات أشبه بالتطهير المتدحرج

 المصادر المتابعة والمواكبة لجيش التحرير اليمني والتي تعتبرها المعركة الفاصلة بين يمن الوهابية واليمن المنصور بالله تؤكد بأن لا خوف ولا قلق على اليمن الجديد وان القيادة واعية تماماً خطورة وحساسية اللحظة التاريخية، ولن تسمح بدخول المساومات الدولية أو الإقليمية على خط التحرير، فمأرب يجب أن تعود لحضن الوطن وستعود أياً تكن التحوّلات السياسية المحيطة، والمعركة هي في أيامها الأخيرة

انتظروا المفاجآت على كلّ المستويات

والآتي من الأيام سيقلب الكثير من المعادلات

والله يحب المنتظرين.

*بعدنا طيبين قولوا الله*.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى