دمشق تردّ على بيان الاتحاد الأوروبيّ: مليء بالمغالطات ويجافي الواقع
الأجهزة الأمنيّة تحبط عملاً إرهابياً في العاصمة.. وقصف صاروخيّ يستهدف مستودعات النفط السوريّ المسروق شمال حلب
وصفت دمشق البيان الأوروبي حول سورية بأنه مليء بالمغالطات والادعاءات التي تجافي الواقع، ورأت أنه «تأكيد على استمرار تلك المؤسسة بسياساتها العدائية إزاء سورية».
وقالت الخارجية السورية إن «مؤسسة الاتحاد الأوروبي أصدرت بياناً حول سورية مليئاً بالمغالطات». وأضافت أن «مؤسسة الاتحاد الأوروبي لا يحق لها التظاهر بالحرص على السوريين، وهي غير مؤهلة للاضطلاع بأي دور إيجابي ما دامت أسيرة النهج الذي ثبت فشله».
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر رسميّ في الخارجية السورية أن «مشاركة الاتحاد في العدوان على سورية من خلال دعم المجموعات الإرهابية بمختلف الأشكال، وممارسة الإرهاب الاقتصادي من خلال الإجراءات القسرية أحادية الجانب اللامشروعة، يجعل من هذه المؤسسة مسؤولة عن سفك الدم السوريّ ومعاناة السوريين المعيشية».
وقال المصدر إن «المؤتمرات التي تنظمها مؤسسة الاتحاد الأوروبي بخصوص سورية تجمع العديد من أعداء الشعب السوري من الدول المعادية وأدواتهم من الإرهابيين». وأضاف أنها «تأتي استمراراً للنهج الأوروبي الخاطئ في التعاطي مع الأوضاع في سورية، ومحاولاته الدائمة في التطاول على السيادة الوطنية السورية».
وقالت الخارجية السورية إن «مرور عشر سنوات على الحرب الظالمة على سورية هو مناسبة لإدانة سياسات مؤسسة الاتحاد الأوروبيّ المعادية».
واعتبرت الخارجية أنه «كان الأولى بهذه المؤسسة استخلاص العبر من فشل سياساتها، وإنتاج مقاربة أخرى أساسها احترام السيادة والمصالح الوطنية السورية».
وختمت الخارجية بيانها بالقول إن «العقلية الاستعمارية التي لا تزال تدغدغ مشاعر بعض أعضاء مؤسسة الاتحاد الأوروبي أصبحت من الماضي، وإن السوريين الذين طردوا المحتل الفرنسي من بلادهم لن يسمحوا لهؤلاء بالعودة مجدداً والتدخل في الشؤون السورية».
وقالت إن «عليهم أن يدركوا أن القرار الوطني السوري لن يكون إلا سورياً بامتياز».
وكان الاتحاد الأوروبي أصدر بياناً في الذكرى العاشرة للحرب السورية أكد فيه ثبات مواقف بروكسل في تحميل الحكومة السورية مسؤولية العنف، مشيراً إلى أنه سيستمر بفرض عقوبات ضد شركات وأشخاص «مقربين من النظام» في دمشق.
كما تطرّق البيان إلى الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، مشيراً إلى «ضرورة أن تكون شاملة و شفافة»، ومعتبرا أن من دون مشاركة كل السوريين بمن فيهم المتواجدون في الخارج، لا يمكن لهذا الاستحقاق أن يساهم في حل الصراع أو أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات مع دمشق، وفق البيان.
وفي سياق عدواني متصل بمغالطات الاتحاد الأوروبي، أعلنت بريطانيا أمس، فرض عقوبات جديدة على سورية.
وقال وزير الخارجية دومينيك راب، إنه تمّ فرض عقوبات على ستة من حلفاء (الرئيس بشار) الأسد بينهم وزير خارجيته فيصل المقداد ومستشارون مقرّبون.
وتشمل قائمة العقوبات أيضاً مستشارة الرئيس الأسد لونا الشبل والمموّل ياسر إبراهيم ورجل الأعمال محمد براء القاطرجي وقائد الحرس الجمهوري مالك علياء والرائد في الجيش زيد صلاح.
تأتي هذه العقوبات تزامناً مع الذكرى العاشرة للعدوان الكوني على سورية.
ميدانيًا، أحبطت الأجهزة الأمنية السورية عملاً إرهابيًا كان على وشك الحدوث في العاصمة دمشق.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن الأجهزة الأمنية، وبالتعاون مع أهالي بلدتي زاكية وكناكر بريف دمشق الجنوبي الغربي، أحبطوا عملاً إرهابياً كان يحاول استهداف مركز العاصمة.
وأوضح المصدر أنه: «وبعد ورود معلومات حول وجود مجموعة إرهابية مكوّنة من 6 أشخاص تخطط لتنفيذ عمل إرهابي في العاصمة دمشق، قامت الأجهزة الأمنية بملاحقة خط تنقل هذه المجموعة، وتم القضاء على 3 منهم وإلقاء القبض على 3 آخرين».
وأشار المصدر إلى أن جميع الإرهابيين القتلى والمقبوض عليهم كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، ويحاولون الوصول إلى العاصمة دمشق، لتنفيذ عمل إرهابي يستهدف المدنيين داخل المدينة.
ويسود الاعتقاد بين الأوساط الرسمية السورية، بنية التنظيمات الإرهابية القيام بعمليات تخريبية لتوتير الوضع الأمني خلال الأيام المقبلة التي ستشهد استحقاق الانتخابات الرئاسية السورية التي ترفضها بعض الدول الغربية، وتسعى إلى تعطيل إجرائها.
وكانت منطقتا الباب وجرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، قد شهدتا ضربات صاروخية استهدفت بشكل متتالٍ مواقع تجميع النفط السوري المسروق ضمن مناطق سيطرة الميليشيات «التركمانية» المنتشرة في المنطقتين اللتين يسيطر عليهما الجيش التركي.
وأفادت مصادر محلية بأن «عدداً كبيراً من الصواريخ المجهولة، استهدفت مساء اليوم (أول أمس) الأحد، سوق المحروقات الرئيسي الواقع قرب قرية «الحمران» جنوب منطقة جرابلس، ما أسفر عن حدوث انفجارات ضخمة هزت أنحاء المنطقة جراء انفجار عدد كبير من الصهاريج المحملة بالنفط السوري المسروق، وعدداً من مصافي «حرّاقات» تكرير النفط غير الشرعية التابعة للمسلحين الموالين لتركيا.
وتسبب الاستهداف الصاروخي بوقوع عدد كبير من القتلى والجرحى الذين كانوا متواجدين في سوق المحروقات، كما أدى بالنتيجة إلى وقوع أضرار مادية كبيرة، واندلاع حرائق كبيرة امتدت على مساحات واسعة في السوق ومحيطه.
وعقب وقت قصير من الضربة الصاروخية التي استهدفت سوق المحروقات في «الحمران»، تعرض موقع التجمع الرئيسي لـ»حراقات» تكرير النفط غير الشرعية التابعة للفصائل التركمانية الموالية لتركيا في محيط قرية «ترحين» في ريف منطقة الباب، لاستهداف مماثل تم عبر عدد من الصواريخ التي سقطت مباشرة في موقع تجمع «الحراقات» مؤديةً إلى حدوث انفجارات ضخمة، سُمع دويها في أنحاء مختلفة من منطقة الباب.
كما أدّت ضربة «ترحين» إلى اندلاع موجة واسعة من الحرائق، في حين أكدت مصادر من ريف الباب، بأن الضربة أسفرت عن تدمير عدد كبير من «الحراقات» الجديدة التي أنشأها مسلحو تركيا مؤخراً بشكل كامل.
وفي أعقاب الضربتين، سادت حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق بين مسلحي الفصائل التابعة لتركيا في منطقتي جرابلس والباب، حيث سارعوا إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محيط الموقعين المستهدفين للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق الناجمة عن الاستهداف، كما فرضوا طوقاً أمنياً كاملاً حول الموقعين. ولم تعرف الحصيلة النهائية لضربتي «ترحين» و»الحمران».