أخيرة

بطاقات تعريف بدمشق الشام : عشر سنوات على بدء الحرب في سورية*

} يكتبها الياس عشّي

البطاقة الثانية

(…) وحدث أنّ لي من العمر بضعةَ ألوف من السنوات، وما زلتُ فتيّة، لأني أتنفّس من خمائل الغوطة، ومن الياسَمين، ومن برك الماء قلائدِ البيوت العتيقة، ومن ميسلونَ ذاكرة سورية الحديثة، ومن الجامع الأموي، ومن بولسَ الخارجِ، تحت سقفيَ الأزرقِ، من كفن اليهوديّة إلى الخلاص.

أنا عاصمة الأمويين، من رحِمي خرجت الأندلس لتباهيَ الإفرنج بدرّتيها: أشبيليةَ وغرناطةَ.

ما من شاعر إلّا وتغزّل بمفاتني،

وما من رسّام مرّ بي إلا واخترع ألواناً تليق بقامتي، وتليق بحضوري المدهش عندما يبدأ الكلام عن الإبداع،

وما من فاتح إلا وأرادني سبيّة من سباياه، فرددتُه على أعقابه، واحتفظت ببكارتي.

 

*مهداة إلى الدول التي أضاعت طريق الشام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى