موسكو: الأسد هو الرئيس الشرعيّ لسورية ولا بديل للجنة الدستوريّة
بكين تدعو إلى بذل مزيد من الجهود لإنهاء الصراع.. واستشهاد عدد من عناصر الجيش في هجوم إرهابيّ استهدف حافلتهم في ريف درعا الغربيّ
دعا الكرملين الدول العربية والغرب إلى الابتعاد عن سياسة عزل سورية واستئناف الحوار، مؤكداً أن بشار الأسد رئيساً شرعياً لسورية ويبذل جهوداً للحل وفق المسار السياسي.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، أن الكرملين يعتبر بشار الأسد رئيساً شرعياً لسورية.
وقال بيسكوف في تصريحات صحافيّة: «اعتقادنا أن الأسد رئيس شرعي للدولة السورية ونعمل جاهدين لتحفيز العمل على وضع الدستور (السوري) ودفع التسوية السورية في مسارها السياسي بشكل عام».
ورأى بيسكوف، أن العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية يواجه صعوبات، لكن روسيا لا ترى بديلاً لهذه الهيئة.
وقال بيسكوف أثناء موجز صحافيّ يوميّ رداً على سؤال عما إذا كانت موسكو توافق على ضرورة إيجاد صيغ تفاوضية جديدة للتسوية في سورية: «الصيغ الراهنة سارية مع أنه من المحبذ أن يكون عملها أكثر فعالية وفائدة. صحيح أن الأمور مع اللجنة الدستورية تسير ببطء شديد. لكن لا بد من مواصلة العمل ضمن هذه الأطر لأننا لا نرى بديلاً عنها».
في وقت سابق دعا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية غير بيدرسن إلى إيجاد صيغة دولية جديدة لحل الأزمة السوريّة، «تشمل الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والدول العربية والاتحاد الأوروبيّ».
وأشار الدبلوماسي الدولي إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن إطلاق تنسيق لخلق هذه الصيغة حالياً، لافتاً إلى أنه من المهم الآن أن تعمل الأطراف لتطوير سياسة تعتمد على آلية لا تسمح لأحد بإملاء شروط التسوية السورية ونتائجها.
وكان بيسكوف قد كشف عن وجود خلافات بين روسيا وتركيا حول سورية، وقال: لكن تعاون الدولتين مستمر، رغم أن الوضع لا يزال معقداً في المناطق التي يجري فيها التعاون.
ووفقاً لممثل الكرملين، يواصل الجيش الروسي التعاون الوثيق، مع الجيش التركي في سورية، على أساس الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف بيسكوف: «لا يزال الوضع في المناطق التي يتم فيها التعاون صعباً للغاية، ولا تزال العناصر الإرهابية موجودة، مما يحول دون تطبيع الوضع، لكن مع ذلك يبقى التعاون مستمراً، رغم وجود خلافات حول سورية».
جاء ذلك في تعليقه على مبادرة المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسورية غير بيدرسون، الذي دعا إلى إنشاء منصة دولية جديدة حول سورية، والتي يمكن أن تشمل كلا من روسيا والولايات المتحدة وإيران وتركيا والاتحاد الأوروبيّ والدول العربية.
وزار بيدرسون دمشق في 21 شباط/فبراير، للبحث في مستقبل محادثات لجنة مناقشة الدستور بجنيف، وإمكانية تحديد جولة محادثات سادسة الشهر المقبل.
وأجرى محادثات مع وزير الخارجية فيصل المقداد، ورئيس الوفد الوطني إلى اللجنة الدستورية أحمد الكزبري، والسفير الروسي في دمشق.
وبحث بيدرسون مؤخراً مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تطوّرات الوضع في سورية. وتم خلال اللقاء تأكيد «عدم وجود بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية في إطار عملية يقودها وينفذها السوريون أنفسهم، على أساس احترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
وفي السياق، دعا قنغ شوانغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى «بذل مزيد من الجهود لإنهاء الصراع السوري عبر الالتزام بالتسوية السياسية، والتمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
وأشار شوانغ إلى أن «الأزمة السورية دامت لعقد كامل، عانت سورية خلاله من الغزو والاحتلال الخارجي والإرهاب والعقوبات الأحادية على نحو غير مشروع».
ولفت إلى أن «عملية التنمية الوطنية توقفت تقريباً، وأن حياة الشعب باتت في غاية الصعوبة»، مطالباً مجلس الأمن بـ»التشجيع بقوة على تحقيق إنهاء مبكر للأزمة السورية، وتخفيف معاناة الشعب السوري».
كما شدّد نائب المندوب الأممي على «أهمية التمسك بالاتجاه العام للتسوية السياسية»، مؤكداً أن «بكين تدعم الجهود المتواصلة التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة الخاص، غير بدرسون، لدعم تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، ودعم عمل اللجنة الدستورية السورية».
هذا وحث شوانغ جميع الأطراف السورية على «الحفاظ على التواصل مع بدرسون، وعلى إجراء حوار سياسي متعمّق على أساس التوافق القائم حالياً، وتحقيق تقدم خلال وقت قريب».
كما أكد شوانغ ضرورة «إبقاء اللجنة الدستورية على استقلالها في أداء مهامها وتحررها من أي تدخل خارجي»، داعياً الأطراف المعنية في سورية إلى «التفاعل بإيجابية مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن وقف إطلاق نار عالمي».
واعتبر أنه «يجب عدم ربط المساعدات الإنسانية والمساعدات بشأن إعادة الإعمار، بالعملية السياسية لأن هذا يمثل خرقاً للمبادئ الإنسانية والحيادية والاستقلال ويقوّض الثقة المتبادلة بين الأطراف».
وأعرب قنغ شوانغ عن ترحيب الصين بإطلاق روسيا وقطر وتركيا آلية تنسيق بشأن الأزمة السورية، وعن ترحيب بكين بالاعتبارات الإيجابية التي أبدتها الدول العربية المعنية بشأن عودة سورية إلى الجامعة العربية.
وأبدى شوانغ تأكيده أن «مستقبل سورية بأيدي الشعب السوري»، لافتاً إلى «ضرورة التزام مجلس الأمن والمجتمع الدولي بمبدأ عملية يقودها ويملكها السوريون، والاضطلاع بدور بناء في تحقيق تسوية سياسية مبكرة للقضية السورية».
ميدانيًا، استشهد عدد من عناصر الجيش السوري وأصيب عدد آخر بجروح جراء هجوم إرهابي نفذته مجموعة إرهابية على الحافلة التي تقلهم في ريف درعا الغربي.
وذكر مصدر في قيادة شرطة درعا أن الهجوم استهدف حافلة تقل عسكريين بين بلدتي المزيريب واليادودة في ريف درعا الغربي ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين تمّ إسعافهم إلى مشفى درعا الوطني لتلقي الإسعافات والعلاج المناسب.