بعد الخطاب المِفْصلي… هل يتحمَّل الأميركيون المراوغة واستسهال الفوضى؟
السيد سامي خضرا
يُجمع المراقبون على أهمية كلّ خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
لكن خطابه مساء الخميس 18/3/2021 كان ذا نكهة خاصة نتيجة الظرف الإستثنائي الذي تمر بها المنطقة وبالأخص الوضع غير المسبوق على الساحة اللبنانية الذي وبالرغم من كلّ الظروف الصعبة التي اعتاد اللبنانيون عليها منذ عقود إلا أنها في هذه الأيام كانت غير عادية من حيث اجتماع الأزمة الإقتصادية والمالية والمصرفية والتي بلا شك أنه سيكون لها انعكاساتها السلبية على النواحي الاجتماعية والأمنية لاحقاً.
ولا يُخفى أنّ هذه الأحوال المستجدة هي نتيجة جهود الحلف الأميركي “الإسرائيلي” والمتعاونين معه من العرب الذين يعملون بإصرار على تخريب الوضع اللبناني بظنِّهم أنهم بذلك يستطيعون تحقيق خروقات ميدانية ينتفعون منها في الداخل وفي الإقليم وإلى تخوم اليمن الذي بات صاحب مبادرة فاعلة مع المعتدين الذين يحكمون بلاد الحجاز.
مِمَّا أثار قلقاً أميركياً كبيراً بعد التطورات الأخيرة في اليمن.
ونتيجة لكلّ هذا خاصة الواقع اللبناني جعل المُخطِّطين والمُخرّبين يظنّون أنهم سوف يُحقِّقون خروقات ميدانية أو تنازلات اضطرارية على الرغم من خسائرهم المتفاوتة والمتتالية في كلّ الميادين.
لكن السؤال الواقعي:
هل يستطيع هذا الحلف أن يتحمّل تطورات دراماتيكية على الساحة اللبنانية أخطرُ ما فيها لو وصل لاتجاه واحد لا يمكن الرجوع به الى الوراء؟
وهل يستطيع الأميركيون أن يتحمّلوا خسائر مباشرة في مؤسسات وصُروح كانت تُعتبر تاريخياً “معسكرات” لهم على الساحة اللبنانية تحت واجهات رسمية أو مدنية أو مالية أو عسكرية…؟
هل يستطيع هؤلاء تحمّل ضَعْضَعَة حتى لا نقول خسارة مؤسسة واحدة من هذه المؤسسات وماذا عن الغد الذي سوف يتلو هذه الخسارة؟!
فبعد المواقف الحازمة والجازمة التي أعلنها سماحة السيد حسن نصر الله على الصُّعُد المختلفة ما هي خيارات العابثين بالأمن والوضع اللبناني:
فعلى صعيد الإرتفاع الدراماتيكي للدولار كان الحديث هذه المرة مُوجَّها مباشرة لرياض سلامة بصفته المسؤول المباشر عما يجري ويتحمّل مسؤولية ذلك دون توزيع المسؤوليات كما جرت العادة منذ بداية الأزمة.
وأما على صعيد قُطاع الطرق فلعلها الرسالة الأقسى لِمُشغِّليهم المحليين والخارجيين… في تهديد غير مُبطَّن لأثمان سوف تُدفع بعد أن طفح الكيل.
ولا يُمكن إغفال الخطاب “الناعم” المُوجَّه للجيش لكي يتحمّل مسؤوليته البديهية تجاه أمن الطُّرق والتي لا يُمكن الفرار منها… هذا الخطاب مُوجه للجيش… وراعيه!
فهل يتحمَّل هؤلاء مزيداً من التفلُّت والتجاهل واستسهال الفوضى وما سوف يترتب على ذلك من أثمان باهظة وخسائر حتمية؟
لذا:
إنَّ ما ذكره سماحة السيد بثبات وحسم لا شك أنه سوف يُربك الحلف الأميركي ويجعله على الأقلّ في موضع التخبُّط والتردُّد لأنّ المصداقية التي يتمتع بها سماحة السيد سوف تُبطل كافة الطرق والأساليب التي اعتادوا عليها والتي عادةً ما تكون مراوغةً وترهيباً وتهديداً أو ما يسمّى بالشائع سياسة العصا والجزرة.
فليأخُذْ الأميركيون عِلماً وهم يعلمون أنّ هذا القائد الإستثنائي وما يُمثِّل لا تنفع معه هذه الطرق فلا العصا المنخورة تفعل فعلها ولا الجزرة الموبوءة يُمكن أن تُشكِّل أثراً أو خطوة لصالحهم فات أوانها.