المقداد يبحث في مسقط مع نظيره العمانيّ تعزيز العلاقات الثنائيّة وقضايا المنطقة والعالم
المركز الروسيّ للمصالحة في سورية يحذّر من مخطط «مواد سامة» في إدلب.. بوغدانوف يبحث مع السفير السوريّ في موسكو عمل اللجنة الدستوريّة
بحث وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد خلال زيارته إلى سلطنة عمان أمس، مع بدر البو سعيدي وزير الخارجية العماني سبل تعزيز العلاقات الثنائيّة والتشاور وتبادل الرؤى حول أهم القضايا والمتغيّرات في المنطقة والعالم.
وأكد الوزير البو سعيدي في جلسة خاصة مع الوزير المقداد ثبات موقف سلطنة عمان تجاه سورية وأهميّة الحفاظ على موقع سورية المهم عربياً ودولياً ووحدة وسيادة وسلامة أراضيها وأن يكون حل الأزمة في سورية بيد السوريين وحدهم.
وكان الدكتور المقداد وصل الليلة قبل الماضية إلى مسقط في زيارة رسميّة إلى سلطنة عمان، حيث كان في استقباله والوفد المرافق عدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية في السلطنة وسفير سورية في مسقط الدكتور بسام الخطيب وأعضاء السفارة.
واستهلّ الوزير المقداد نشاطاته في السلطنة بزيارة المتحف الوطني العماني، حيث تفقد مخطوطة «كتاب الفوائد في معرفة علم البحر والقواعد” للملاح العمّاني شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي والمعار من مكتبة الأسد في الجمهورية العربية السورية إلى المتحف الوطني في مسقط، حيث سبق أن أصدر السيد الرئيس بشار الأسد مرسوماً بإعارة المخطوطة إلى سلطنة عمان حيث جرى ترميمها وإعادتها إلى حالة جيدة ليتم عرضها للجمهور.
كما تفقد المقداد والوفد المرافق مجموعة اللقى والقطع الأثرية التي سبق أن طالتها يد الإرهاب والتخريب وتم ترميمها في السلطنة تمهيداً لإقامة معرض ثقافي للآثار والمخطوطات السورية فيها لاحقاً.
ونوّه وزير الخارجية والمغتربين خلال زيارته بالتعاون القائم بين المتحف الوطني العماني والمديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية مؤكداً أهمية استمرار التعاون الثنائي في المجال الثقافي بين البلدين الشقيقين ولافتاً إلى أن نجاح الدبلوماسية الثقافية هو تجسيد لعمق العلاقة التاريخية الأخوية بين الشعبين العماني والسوري.
والتقى الوزير المقداد بعد ذلك مجموعة من الشخصيات العمانيّة السياسيّة والدبلوماسيّة والإعلاميّة في جلسة حوارية تناولت أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعد الثنائية والإقليمية والدولية وأجاب خلالها الوزير المقداد عن التساؤلات والطروحات التي عرضها الحاضرون مبيّناً خلفية المؤامرة التي جرى تخطيطها ضد سورية وتمكّن السوريون من الوقوف بوجهها ومواصلة صمودهم وحفاظهم على أرضهم وثوابتهم. وأكد الحاضرون أن موقف سلطنة عمان الرسمي والشعبي ثابت تجاه سورية ودعمها في الأزمة التي تمر بها.
حضر الفعاليات الدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين والدكتور الخطيب والدكتور عبد الله حلاق مدير إدارة المكتب الخاص لوزير الخارجية والمغتربين.
وفي سياق متصل، بحث ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير خارجية روسيا، مع سفير سورية في موسكو رياض حداد عمل اللجنة الدستورية السورية المشتركة في جنيف.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «جرى خلال الحديث تبادل معمّق لوجهات النظر حول الوضع في سورية وما حولها. وفي الوقت نفسه تم التركيز على مشاكل عمل لجنة صياغة الدستور السورية في جنيف، وكذلك القضايا الراهنة للتعاون الروسيّ السوريّ من أجل إعادة إعمار سورية بعد الصراع».
وجدّد بوغدانوف التأكيد على: «الدعم الثابت لسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها، والاستعداد لمواصلة مساعدة الشعب السوري في محاربة الإرهاب الدولي».
وجرى اللقاء، بحسب البيان، بناء على طلب من السفير السوري.
على الصعيد الميداني، كشف نائب المركز الروسي للمصالحة في سورية، العقيد ألكسندر كاربوف، عن وجود مخطّط لمُسلحي تنظيم «هيئة تحرير الشام» لاستفزازات باستخدام مواد سامّة شمال شرق محافظة إدلب.
وقال كاربوف: «وردت معلومات إلى مركز المصالحة الروسي في سورية عن تحضير مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي لاستفزاز باستخدام المواد السامة شمال شرقي محافظة إدلب».
وبحسب ما أكد كاربوف: يخطط المسلحون لمحاكاة هجوم كيميائي في بلدة كيتيان لاتهام السلطات الحكومية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
وبالنسبة لإعادة السكان إلى بلدات محافظة الرقة، أوضح كاربوف: «بدعم من مركز المصالحة تم التوصل لاتفاقيات حول إعادة سكان بلدات المعلق، وجبيل، وصيدا من منطقة عين عيسى في محافظة الرقة إلى منازلهم التي غادروها بسبب الأعمال القتالية».
وذكر مصدر مقرّب من الجانب الروسي، الجمعة الماضي، أن الجانبين الروسي والتركي اتفقا على إعادة أهالي قريتي معلك وصيدا إلى منازلهم، لكن الفصائل الموالية لتركيا تعرّضت بالقصف لمنازل الأهالي عند عودتهم لقراهم، ما أدى إلى سقوط ضحايا وهرب الأهالي.
من جهة أخرى، أدّى انفجار هزّ مدينة الباب بريف حلب إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص في المدينة الخاضعة لسيطرة فصائل تدعمها تركيا.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الانفجار وقع داخل أحد مستودعات الشحن في مفرق قباسين، في المدينة الواقعة بريف حلب الشمالي الشرقي.
وحسب ما ظهر في تسجيلات مصوّرة بعيد الانفجار، فقد أدى إلى مقتل شخص على الأقل، كما أصيب 6 أشخاص آخرين، إصابة بعضهم خطرة، حسب صفحات محلية.
ولم تحدّد أسباب الانفجار بدقة بعد، إلا أن بعض الصفحات الإخبارية في المدينة ذكرت أنه ناجم عن سيارة مفخخة.
وكانت المدينة شهدت مطلع فبراير الماضي، انفجار عبوة ناسفة بسيارة شاحنة في المنطقة الصناعية، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح آخرين.