مانشيت

الأسد يوجّه بإرسال 75 طناً من الأوكسجين… وواشنطن تمنع الكهرباء للبنان من الأردن

لبنان يخرج من نفق الاختناق الصحيّ... مرة أخرى في الضيق ليس إلا الشقيق / حمد حسن: شكراً سورية... و«القومي»: التعاون المشرقيّ ضرورة وجوديّة

كتب المحرّر السياسيّ

في توقيت متزامن قال المسؤولون الأردنيون إن خطة بيع الكهرباء للبنان تعطّلت بسبب الفيتو الأميركي، بسبب عبور الكهرباء لسورية، فيما كان الرئيس السوري بشار الأسد يصدر توجيهاته بتأمين كل فائض ممكن من مخزون الأوكسجين في سورية لتلبية الطلب اللبنانيّ الطارئ لمواجهة تحديات مواجهة وباء كورونا.

تبخّرت فوراً مزاعم قنوات التلفزة المموّلة والمشغلة بوقود الحقد السياسي، ونقباء الاستسهال للتنمر الفارغ من أي حقيقة، أمام  تحدّي وزير الصحة النابع من حرقة القلب أمام ما وصله من معلومات موثقة عن غياب مخزون من الأوكسجين يتيح تزويد المستشفيات بحاجاتها المتعاظمة، في ظل الصعوبة الإضافية التي مثلها الطقس أمام وصول السفن ورسوها، فلم يقم حساباً للعقد النفسية والأوبئة السياسية، وتحورها لتفادي فاعلية اللقاح، لكن الحقيقة كانت أقوى، واللقاح كما الأوكسجين كان سورياً، فالباب الذي قصده وزير الصحة الدكتور حمد حسن كان دمشق، ودمشق لا تغلق الباب بوجه شقيق، ولا تعامل السوء بالمثل، ولا تزر وازرة وزر أخرى، والقاصد النبيل وزير يمثل الحكومة اللبنانيّة التي تدير شؤون شعب شقيق، لا يغير من نظرة سورية نحو مسؤوليتها الأخوية تجاه نكران البعض ومكابرة البعض الآخر وإساءات وتطاول بعض ثالث.

ساعات وصدر قرار الرئيس السوري بشار الأسد، وساعات وكان الوزير حمد حسن في دمشق، وساعات وكانت الصهاريج تنقل الى مستشفيات لبنان وغرف العناية الفائقة ومرضاها ما يحتاجونه من أوكسجين، تقاسمته سورية مع لبنان، في ظروف فائقة الدقة تزداد فيها احتياحات البلدين مع تفاقم الوباء، والحصار الخانق على سورية، ليس عقبة تحول دون وقفة الأخ مع أخيه، ليكون الحدث بذاته درساً وعبرة، عسى يقرأها الذين يعاقبون لبنان من أشقائه لأن في لبنان مَن يزعجهم كلامه، فيقررون تجويع الشعب اللبناني عسى يطالون بحجارة سقوط لبنان بعضاً من المقاومة التي صنّفوها إرهاباً استرضاء لمن يحتل فلسطين التي قالوا لقرن مضى إنها قضيتهم المركزية، وعسى أن يقرأها أيضاً بعض اللبنانيين الذين يُصرّون على تشويش كل لحظة وطنيّة صافية فيُعميهم الحقد أو مال المشغلين، أو استرضاء المموّلين، فيعود بعضهم لفصل اللعبة السياسيّة عن مقتضيات الشعور بالمسؤوليّة الوطنيّة والإنسانيّة، التي وحدها حرّكت وزير الصحة، ووحدها كانت في خلفية التلبية السورية.

في زيارة الوزير حمد حسن الى دمشق اتفق على تزويد لبنان بـ 75 طناً على ثلاث دفعات، ريثما تكون الأحوال الجوية قد مكّنت السفن الحاملة للأوكسجين من الوصول والرسو وتفريغ حمولتها، فخرج لبنان من خطر الاختناق الصحي، وردّ الوزير بشكر سورية ورئيسها وحكومتها وشعبها ونظيره وزير الصحة، قائلاً ليس لنا في الضيق الا الشقيق والصديق.

الحزب السوري القومي الاجتماعي علّق بلسان رئيسه وائل الحسنية على الموقف السوري، وبادرة الرئيس الأسد بالشكر، داعياً لتعاون حكوميّ بين البلدين تعبيراً عن المصالح المشتركة المتعدّدة المجالات لمواجهة التحديات والحصار والظروف الصعبة التي يواجهانها، مذكراً بدعوته لمجلس للتعاون المشرقي يضم لبنان وسورية وسائر دول المشرق باعتباره ضرورة وجودية.

أشاد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية بموقف الرئيس الدكتور بشار الأسد وتوجيهه بتزويد لبنان بكميات كبيرة من الأوكسجين بصورة عاجلة، بعدما وصلت الأمور في تدهورها إلى حد تهديد حياة العديد من اللبنانيين الذين يحتاجون بصورة يوميّة إلى الأوكسجين لآلات التنفس الاصطناعي.

ولفت الحسنية، إلى أن استجابة الجمهورية العربية السورية لطلب وزير الصحة في لبنان ليس مستغرباً، فسورية وقفت على الدوام إلى جانب لبنان، وآزرته في معاركه ضد الاحتلال الصهيونيّ وحمت وحدة لبنان بوجه كل مشاريع التقسيم، وساعدته على إعادة بناء مؤسسات الدولة وتثبيت السلم الأهلي، واحتضنت مقاومته، ولم تتخلّ يوماً عن مسؤولياتها القومية تجاه لبنان واللبنانيين. لذلك، فإن هذه المساعدة الجديدة يقدرها اللبنانيون خصوصاً أنّها تأتي إلى لبنان في وقت تتعرّض الشام لحصار وعقوبات اقتصادية ظالمة وحرب إرهابية غاشمة.

وقال الحسنية: لقد أثبتت دمشق بقرارها أنها الرئة التي يتنفس منها لبنان وأكدت على صوابية الخيار العقائديالسياسي الذي طالما طالب به الحزب السوري القومي الاجتماعي لجهة وجوب أن تتواصل الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية وأن يكون التنسيق بينهما على الصعد والمستويات كافة. وأيضاً لجهة الإسراع في تبني مبادرة حزبنا لقيام مجلس تعاون مشرقي يحقق التآزر والتعاون والتعاضد بين دول الهلال الخصيب.

وختم قائلاً: شكراً سيادة الرئيس بشار الأسد على موقفكم القوميّ والإنسانيّ، شكراً شآم المجد، تتحمّلين أعباء وتحديات المصير القومي برمّته.

وكان الرئيس الأسد وجه بـ «تأمين 25 طناً من الأوكسجين كدفعة أولى إلى لبنان». وجاء ذلك بعد زيارة قام بها وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن الى سورية ولقائه وزير الصحة السوري حسن الغباش الذي أكد «استعداد بلاده لتأمين دفعات إضافيّة لمواجهة أزمة الأوكسجين في لبنان». وشدّد الغباش في تصريح لقناة الميادين على أن «زيارة حسن إلى سورية بحد ذاتها رسالة سياسيّة مهمة».

وتمنّى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في تصريح تلفزيوني «بخروج لبنان من أزمته المعيشية والاقتصادية وتشكيل حكومة فيها الرؤية الإنقاذية والانفتاح على سورية بما فيه مصلحة للبلدين».

في غضون ذلك، لم يسجل أي جديد على خط تأليف الحكومة وسط انسداد باب الحلول وتوقف المساعي والمبادرات منذ لقاء بعبدا الأخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري. وأشار أكثر من مصدر نيابي لـ»البناء» إلى أن «الملف الحكوميّ بات بحكم المجمّد والمؤجل بعد لقاء بعبدا الأخير بانتظار مساعٍ أو مبادرات جديدة على المستويين المحلي أو الخارجي».

ولفتت مصادر نيابية لـ»البناء» إلى أنه ورغم الأجواء السلبيّة التي سادت بعد لقاء بعبدا الأخير لكن أبواب الحل ليست مغلقة تماماً وفي لبنان قد تحدث مفاجآت في لحظة ما وتتألف الحكومة، لكن حتى الآن الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات الانفراج أو الانفجار أو المراوحة».

وفيما أفيد أن الحريري سيتوجّه إلى باريس خلال أيام، نفت مصادر الرئيس المكلف هذا الأمر مؤكدة أنه موجود في بيت الوسط.

وعلمت «البناء» أن رئيس الجمهورية لن يوفر وسيلة إلا وسيستخدمها لتأليف الحكومة ولهذا يجري جولة مشاورات مع بعض السفراء والديبلوماسيين لحثهم على مساعدة لبنان. فيما تردد أن عون سيتوجّه برسالة إلى مجلس النواب لكي يتحمل المجلس مسؤوليته إزاء الأزمة الحكوميّة في حال استمر الوضع على حاله. لكن مستشار رئيس الجمهورية أنطوان قسطنطين أشار إلى «أن رئيس الجمهورية بما يُتاح له من وسائل دستورية لن يتأخّر في القيام بأي إجراء أو اتّصال من شأنهما أن يدفعا في اتّجاه تشكيل حكومة». كما أشار إلى «أن هناك مشاورات مستمرّة ومكثّفة على أمل أن تظهر نتائجها في الأيام القليلة المقبلة».

وفيما أقفلت الأبواب أمام تأليف الحكومة، وتزايدت الدعوات المطالبة رئيس حكومة تصريف الأعمال بتفعيل الحكومة الحالية. رد الرئيس حسان دياب في بيان أكد فيه أن «الجدل القائم حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال يؤكد الحاجة إلى تفسير دستوريّ يحدد سقف تصريف الأعمال ودور الحكومة المستقيلة في ظل الواقع القائم الناتج عن تأخر تشكيل حكومة جديدة. وإن هذا التفسير هو في عهدة المجلس النيابي الكريم الذي يمتلك حصراً هذا الحق، كما أكد المجلس نفسه سابقاً. أما بالنسبة إلى تصريف الأعمال، فإن الحكومة المستقيلة لم تتوانَ عن القيام بواجباتها في أعلى درجات تصريف الأعمال، ولم تتوقف عجلة العمل الوزاري في كل الوزارات، وكذلك بالنسبة الى رئاسة الحكومة». وأشارت أوساط كتلة التنمية والتحرير لـ»البناء» الى أن «تفعيل عمل الحكومة لا يحتاج الى تفسير الدستور ولا الى طلب من مجلس النواب بل تستطيع الحكومة الحاليّة تفعيل دورها ضمن الصلاحيات المنصوص عليها في الدستور».

وأعلنت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان ان «تشكيل الحكومة يمثل البديل الوطني عن الفوضى السائدة حالياً والتي تتهدّد الجميع، وذلك بعدما أدرك الشعب خطورة الانهيار الشامل». وشدّدت على «أهمية تذليل العقبات أمام تشكيل الحكومة رغم النتيجة الصادمة التي نتجت عن اجتماع بعبدا»، معربة عن «الارتياح الكبير لنتائج زيارة وفد من الكتلة الى موسكو في الأيام الماضية، فهذه الزيارة حققت أهدافها المرجوة وأسست لتثمير ما تم إنجازه لفتح آفاق جديدة لمزيد من الإنجازات، وبطبيعة الحال ستسهم في كبح التدخلات الأميركية في ملفات المنطقة وسياسات الهيمنة». ولفتت الى ان «حكم البلاد يتطلب تعاوناً شفافاً بين الرؤساء ما من شأنه أن يُطيل عمر الحكومات، والاعتماد على الدعم الخارجي لا يكفي لإطالة عمر أي حكومة، وبناءً عليه نطلب من الجميع مراعاة أصول الحكم».

وسُجلت حركة لافتة للسفير السعودي وليد بخاري الذي التقى أمس كلاً من سفراء فرنسا آن غريو والولايات المتحدة دوروثي شيا والكويت عبد العال قناعي. ووفق المعلومات كان هناك استياء جامع من أداء المسؤولين اللبنانيين حكوميّاً.

ونقل عن مصادر دبلوماسية أن «هناك محاولة ديبلوماسية كبيرة لـ»ضبط التفلت في لبنان»، حيث المثلث السعوديالأميركيالفرنسي ما زال يعمل من أجل الوصول الى رؤية مشتركة قبل طرح مبادرة معينة». وأوضح المصدر ان «لكل من الدول الثلاث المعنية خلفية ورؤية مختلفة في مقاربة الملف اللبناني، لكن حتى اللحظة، النّية متوفرة للوصول الى شيء مشترك يمكن البناء عليه لإطلاق هذه المبادرة».

ويحضر الملف اللبناني في قمة قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 التي ستعقد اليوم وغداً ويشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأفادت معلومات «البناء» عن عزم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة السعودية، في أواخر نيسان المقبل، ومن المتوقع أن يطرح ماكرون الملف اللبناني في إطار البحث مع القيادة السعودية قد تفضي الى تسهيل تأليف الحكومة.

وأوضحت مصادر فرنسية أن «السلطات الفرنسية تلعب دور الوسيط بين اللبنانيين ولا مشكلة لديها في ما يتفق عليه اللبنانيون»، مشيرة الى أن «الفرنسيين والأوروبيين لم يستخدموا بعد كلمة عقوبات لكنها من الأساليب التي قد تستخدم في وقت لاحق».

وعلمت «البناء» أن «السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا وقائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكينزي أبلغا المسؤولين اللبنانيين الذين التقوهم ضرورة تأليف حكومة ولو «عرجاء» منعاً لانهيار لبنان.

وأمام تفاقم الأزمات الحياتية والاقتصادية أطلقت قوى الإنتاج صرخة مشتركة في لقاء موسّع جمع الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير السابق محمد شقير والاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الأسمر في مقر الاتحاد العمالي، «إزاء كل ما يحصل في البلاد من انهيار اقتصادي ونقدي واجتماعي ومعيشي وحياتي، ومن معاناة مريرة لجميع اللبنانيين، ومن استمرار للصراع السياسي وتعطيل لتشكيل الحكومة».

وتواصلت الإشكالات في السوبرماركات على شراء المواد المدعومة، وأمس وقع إشكال بين أحد الزبائن وعامل في سوبر ماركت التوفير في وادي الزينة، على خلفية محاولة الزبون شراء 10 أكياس من المعكرونة المدعومة، ما دفع العامل في المحل الى رفض طلبه والطلب منه ترك كمية ليتمكن غيره من أخذ حاجته أيضاً.

كما شهد «مول ملك» في إقليم الخروب، زحمة خانقة، بعد تهافت المواطنين على شراء كميات من السكر والأرز والزيت المدعوم.

وسجل سعر صرف الدولار تراجعاً في السوق السوداء حيث سجل أمس 12900 ليرة للشراء و13100 ليرة للبيع.

وأصدر مصرف لبنان تعميماً يقضي بتمديد القرار الأساسي رقم 13221 المتعلق بالإجراءات الاستثنائية بشأن السحوبات النقدية من الحسابات بالعملات الأجنبيّة لغاية 30 أيلول المقبل. وتوقع خبراء لـ»البناء» أن ينخفض سعر صرف الدولار الى حدود الـ10 آلاف ليرة فور وضع المنصة الالكترونية في الخدمة حيث سيجري تداول الدولار بيعاً وشراءً عبر هذه المنصة من خلال الصرافين والمصارف ما سيؤدي الى انخفاض الطلب على الدولار في السوق السوداء وبالتالي انخفاض سعره». لكن الخبراء لفتوا الى أن «المنصة ليست الحل الجذري للأزمة النقدية وللانهيار التدريجي للعملة الوطنية، بل هو علاج مؤقت، فالمشكلة مالية نقدية وسياسية او ما يعرف بالدولار السياسي والحل يكون بتأليف الحكومة والبدء بالإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي».

الى ذلك دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة الاثنين المقبل، في قصر الأونيسكو لدراسة وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال. وأبرزها سلفة الكهرباء واستعادة الأموال المنهوبة.

وتوقعت مصادر نيابية لـ»البناء» إقرار سلفة الكهرباء وفق الصيغة التي أقرّت في اللجان المشتركة نظراً لضيق الوقت قبل نفاد مادة الفيول المتبقية لدى وزارة الطاقة نهاية الشهر الجاري، كما كشف وزير الطاقة.

وبرز كلام عضو مجلس النواب الأردني موسى هنطش، أن هناك «حاجزاً سياسياً» يعرقل خطة تزويد لبنان بالكهرباء من الأردن عبر أراضي سورية، رغم الحرص الأردنيّ على تنفيذ المشروع. ولفت في حديث لوكالة «سبوتنيك» إلى أن قانون العقوبات الأميركي بحق سورية المعروف بـ «قانون قيصر»، عقّد الأمور.

على صعيد آخر، تابع المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار تحقيقاته في الملف حيث استجوب أمس كلاً من: مدير عام المرفأ المهندس حسن قريطم، ومدير العمليّات في المرفأ سامر رعد، ورئيس مصلحة البضائع، والمسؤول عن العنابر مصطفى فرشوخ ومدير الحرس داخل حرم المرفأ محمد العوف، ليصبح عدد الموقوفين الذين خضعوا للاستجواب أمام بيطار 18 من أصل 25 موقوفاً. ويستكمل المحقق العدلي تحقيقاته يوم الجمعة باستجواب موقوفين آخرين بينهم المدير العام للجمارك بدري ضاهر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى