فتحعلي: نمتلك جميع مقومات إلحاق الهزيمة بـ«إسرائيل»
نظمت لجنة «مسيرة العودة إلى فلسطين» ندوة بعنوان «فلسطين ضمير الأمة والإنسانية»، في فندق «غولدن توليب»، في الجناح، بالذكرى الـ36 لافتتاح أول سفارة لفلسطين في العالم ورفع أول علم فلسطيني في طهران بعد الثورة في عام 1979 وانتصار الثورة الإسلامية في إيران، حضرها ممثلو سفراء إندونيسيا والسودان وبنغلادش، النائب الوليد سكرية، الوزير السابق بشاره مرهج، النائب السابق عدنان طرابلسي، ممثل عن السفارة السورية، الفصائل والأحزاب الفلسطينية وممثلون عن الأحزاب اللبنانية، المستشار الثقافي الايراني، إضافة إلى وفود نسائية فلسطينية ولبنانية من جمعيات مختلفة.
وتخلل الندوة عرض فيلم وثائقي عن واقعة إغلاق سفارة «إسرائيل» ووصول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى طهران كأول شخصية عربية، قام بعدها برفع علم فلسطين في طهران.
وألقى الوزير المفوض القائم بأعمال سفارة إيران في لبنان محمد صادق فضلي كلمة السفير الإيراني محمد فتحعلي الذي اعتذر عن عدم الحضور لأسباب طارئة، وقال: «فلسطين ضمير الأمة والانسانية عنوان لقائنا الدائم حتى يأذن الله بنصره، وتعود أرض الأنبياء والقديسين والشهداء حرة، عزيزة، أبية، ومحررة من البحر الى النهر».
واعتبر أن الثورة الإيرانية «مثلت رسالة الخلاص لمستضعفي العالم وسلاح القضاء على المستكبرين، حيث استطاع الشعب الإيراني أن يتغلب بالايمان بالله ووحدة الكلمة على قدرة شيطانية عظيمة تدعمها كل القوى، وأن يقطع يد جميع القوى العظمى عن إيران».
وقال: «ما إن حققت الثورة الاسلامية في ايران انتصارها المبارك، حتى ترجمت شعاراتها إلى واقع عملي، وشعار اليوم إيران وغداً فلسطين ترجم فعلياً، عندما قام الشعب الإيراني بتحرير جزء مبارك من أرض فلسطين بإنزاله العلم الصهيوني، ورفع أول علم فلسطيني في أول سفارة لفلسطين في العالم في عاصمة الثورة طهران، فكان هذا اليوم المبارك مؤشراً استراتيجياً لعصر جديد للشعوب المقهورة والمظلومة تتنسم فيه عبق الحرية التي طال انتظارها. والعنصريون الصهاينة وحماتهم الغربيون وجدوا أنفسهم منذ ذلك اليوم المشهود وصاعداً أن عليهم أن يواجهوا عقيدة تمتلك جميع مقومات إلحاق الهزيمة بهم، الإيمان مقابل كفرهم، والشهادة مقابل قسوتهم وإرهابهم، والآخرة مقابل دنياهم، والعدل والإيثار في مقابل ظلمهم».
ونقل عن الإمام الخميني قوله: «إذا كنتم تريدون تحرير القدس، فلا تدعوا الحكومات هي التي تقرر، فالشعوب هي التي يجب أن تثور، ولا بد لها أن تفهم سر الانتصار، إن سر الانتصار هو أن تتمنى الشهادة، ولا تقيم وزناً للحياة المادية والدنيا الزائلة، فهذا السر هو الذي يدفع الشعوب الى الأمام».
وألقى الدكتور سرحان سرحان كلمة السفير الفلسطيني أشرف دبور وأشار فيها إلى «العلاقات المتميزة التي نشأت بين الثورة الاسلامية في إيران وحركة فتح»، وقال: «إن أول لقاء جرى بين الإمام الخميني وياسر عرفات كان في العراق، تلا ذلك إقامة معسكرات تدريب للشباب الايراني عام 1969. كما قدمت حركة فتح أسلحة الى الثورة الاسلامية في ايران في بدايتها».
ولفت إلى «تخصيص الإمام الخميني نسبة من الزكاة وسهم الإمام كتبرع للثورة الفلسطينية».
جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية
وبالمناسبة أيضاً، أقامت جمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية ندوة تحت عنوان «فلسطين والمفاهيم الثورية الإيمانية»، في قاعة الشهداء في مخيم مار الياس، بحضور قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية إضافة إلى لفيف من العلماء ومسؤولي المؤسسات واللجان الشعبية في المخيمات.
قدم للندوة أمين سر الجمعية فارس عبدالله وألقى رئيس الجمعية في لبنان حمزة البشتاوي مداخلة تحدث فيها عن الثورة الإيرانية «التي لم تخرج الحاكم الظالم بل طردت الظلم من إيران وتبنّت مفاهيم ثورية إيمانية تجاه القدس وفلسطين».
ثم تحدث أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات عن تاريخ العلاقة الفلسطينية الإيرانية، وأشار إلى «أن انتصار إيران كان ولا يزال انتصاراً لفلسطين وشعبها الذي يقدر عالياً إيران ومواقفها المبدئية تجاه فلسطين القضية والمقدسات».
ووجه ممثل حركة الجهاد الإسلامي أبو عماد الرفاعي التحية إلى الثورة الإيرانية «التي أعلنت منذ انتصارها أن العدو الأساسي هو الكيان الصهيوني»، داعياً «إلى توحيد كل الطاقات والجهود من أجل تحرير القدس وفلسطين كقضية جامعة للأمة».
وتحدث ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أبو عماد رامز عن «أهمية الانتصار الذي حققته الثورة الإسلامية ودعمها لمقاومة الشعب الفلسطيني وهي بذلك تستحق المزيد من الوفاء وتعزيز وتمتين العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والإيراني وثورته المجيدة».
ووجه ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة التحية باسم الشعب الفلسطيني ومقاومته إلى إيران وثورتها، مؤكداً «العلاقات الأخوية مع إيران التي ساهمت في صمود وانتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال العدوان الصهيوني عام 2009 و2012 والأخير في عام 2014».
واعتبر ممثل حركة «فتح – الانتفاضة» حسن زيدان، «أن الثورة الإسلامية في إيران أخذت من الدين منهجها فعملت بوحي تعاليمه وتقدمت رغم كل الصعوبات وأكدت حضورها نحو تحقق أهدافها والتزامها بقضية فلسطين».
وفي ختام الندوة قدم عضو الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين الشيخ محمد عمرو مداخلة أكد فيها أن موقف إيران من القضية الفلسطينية هو موقف ديني يستند إلى مفاهيم إيمانية قرآنية.