«إسرائيل» تبحث عن حلف مع القوات اللبنانيّة
} د. وفيق إبراهيم
«إسرائيل» تزداد عنفاً في علاقتها بلبنان انطلاقاً من إصرارها على إنهاء الدور الذي تقوم به القوات اللبنانية.
فإزاء التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي وحركة أمل وحزب الله نرى أن القوات اللبنانية تبحث عن إنهاء كامل لأدوار حزب الله والتيار الوطني الحر، وبذلك تستطيع تعجيل ما تريده من إمساك كامل بالأزمة اللبنانية، انطلاقاً من تحالفها مع «إسرائيل».
فسمير جعجع في تحالفاته بـ»إسرائيل» أثبت أنه رجلها الأول وباستطاعته تأمين ما تريده على مستوى التحالفات والتطلعات.
يكفي هنا القول إن اهتمامات «إسرائيل» تريد ضرب إيران وحزب الله في آن معاً، لذلك أرادت القوات ضرب الحزب ووضع إيران في ركن ضيق وجعل سورية في خانة صعبة ومنعها من استثمار تحالفاتها، خصوصاً علاقاتها العميقة بالقسم الأكبر من تحالفاتها الإيرانية.
لذلك يبدو أن القوات اللبنانية تعمل جدياً على ضرب الحلف اللبناني الإيراني – السوري اعتقاداً منها، ان هذا الأمر يضرب الأحلاف الإسرائيلية.
فهل تستطيع القوات اللبنانية التأثير على الأطراف اللبنانية بسرعة؟ ليس سهلاً أن يلعب سمير جعجع من خلال شاشة تلفزيونيّة في خطة تأثير للنيل من القوى اللبنانية الوطنية.
هناك تيار وطني حر وحزب الله وغيرها من القوى اللبنانية الوطنية جاهزة لصد المشاريع الإسرائيلية في لبنان وفي مقدمتها حزب الله الذي لديه الإمكانات لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على لبنان.
هل تقوم «إسرائيل» بعمليات واسعة؟
لا تستطيع «إسرائيل» مواجهة حلف عسكري إيراني سوريّ – حزب الله لأن هذا الحلف جاهز لضرب «إسرائيل» بكافة أنواع الاسلحة وبإمكانها وضع القوى اللبنانية الوطنية ضمن أنواع دفاعيّة من السلاح.
في المقابل، فإن القوات اللبنانية في خاتمة المطاف تعمل ضمن ما هو مقبول ولا تستطيع التمرّد على قوى لبنانية اعتادت على رفض حالة العدوان الإسرائيلي والجهوزية لدحر حالة عدوان إسرائيلي اعتاد دائماً الاعتداء على لبنان.
هل يمكن للقوات الاعتماد على «إسرائيل» بضرب تحالف التيار الوطني الحر وحزب الله؟
الحقيقة أن «إسرائيل» تعمل على النيل من لبنان عبر وسائل عدة: أولاً تحقيق تحالف مع القوات اللبنانية لتطويق لبنان، ثانياً ضبط المشروع الإيراني، ثالثاً ضرب المشروع السوري.
هل يقبل الأميركيون والفرنسيون والخليجيون بحركة إسرائيلية من لبنان الى الخليج؟
الواقع أن «إسرائيل» تعمل على حركة جديدة تجعل من الخليج ميداناً مقبولاً لحركة إسرائيلية تضرب من الخليج وحتى أعالي اليمن. وهذا ما تخطط له بشكل أكيد. وهذا يعني نشوء حلف إيراني إماراتي سعودي بحريني لا يوفر الاميركيون وربما قوات أجنبية أخرى ويبلغ مداه إيران التي يعتقد الإسرائيليون بمقدرتهم على إلحاق هزيمة كبيرة بهم انطلاقاً من السعودية والإمارات.
فهل هذا ممكن؟ الواقع أن الروس لن يقبلوا ابداً بحلول تنطلق من الجزيرة نحو إيران، ويريدون بالمقابل حلفاً صينياً إيرانياً سورياً تدعمه كل من الصين وروسيا وباستطاعته أن يشكل قوة اساسية تنطلق من سورية وإيران لتشكل قوة اساسية الى جانب الصين وروسيا.
حزب القوات الى أين؟
لن تتمكن قوات جعجع من تحقيق ما تصبو اليه من أهداف قاتلة، لأن حلفها مع «إسرائيل» له اهداف محدودة بإمكان الصين وروسيا إلحاق هزيمة كبيرة بها.
هذا من دون نسيان ان حزب الله منفرداً بإمكانه أداء دور المتصدي للدور الإسرائيلي والعامل على صناعة محور رشيق بإمكانه وضع حد لـ «إسرائيل» بكل ما تعنيه من أدوار ومحاولات وإمكانات لبناء قوى بوسعها التصدي لحزب الله وضرب أدوارها في الداخل اللبناني.
هل تستطيع القوى الأميركية الفرنسية الخليجية ضرب حزب الله؟
الواقع أن كل القوى الاجنبية عاجزة عن بناء أدوار هامة لأسباب متعددة اولها ان لا مصلحة لها ببناء أدوار إسرائيلية تعرف سلفاً انها معادية لحزب الله وإلا فإن «إسرائيل» بوسعها بناء جهاز معادٍ لحزب الله بوسعه الالتحاق مع القوات اللبنانيّة لصناعة كيان سياسي يشكل تأثيراً على إيران وسورية.
فهل تشكل «إسرائيل» هذا النوع من الكيانات؟
الواقع أن الاميركيين والغرب عموماً ليس بوارد الموافقة على مشروع إسرائيلي، بل قد يوافقون على مشروع يحتوي سورية متلاعباً بإيران. وهذا ما نراه حالياً حيث يحاول الغربيون التأثير على الخط الإيراني السوري لكنهم لا يستطيعون، لأن هذا الخط السوري الإيراني مدعوم روسياً وصينياً.
وأخيراً بإمكان حلف التيار الوطني الحر وحزب الله والقوى الوطنية والقومية إفشال مشروع «إسرائيل» وحلفائها في لبنان.
أظهر سمير جعجع انه قادر على إظهار قوة هي أشبه بمزاح. في المقابل فإن الرئيس ميشال عون وحلفائه باستطاعتهم كسر كل الأطراف التي تدّعي القوة في لبنان. ولا يبقى إلا العماد عون والقوى الوطنية والقومية التي بوسعها المحافظة على لبنان سياسياً وعسكرياً.