بوتين يبحث مع مجلس الأمن الروسي سير تنفيذ اتفاقات مينسك
اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، وبحث معهم سير تنفيذ اتفاقات مينسك من قبل طرفي النزاع الأوكراني.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن رئيس الوزراء دميتري مدفيديف قدم خلال الاجتماع معلومات مفصلة بخصوص هذا الموضوع، مشيراً أن بوتين ناقش مع أعضاء المجلس عدداً من المسائل الملحة المتعلقة بالاقتصاد الروسي.
وشارك في الاجتماع كل من رئيسي مجلسي البرلمان ووزراء الخارجية والداخلية والدفاع، إلى جانب عدد من المسؤولين الآخرين.
وأعلنت «جمهورية دونيتسك الشعبية» أن عملية تبادل الأسرى مع الجانب الأوكراني ستبدأ اليوم السبت، حيث أوضحت داريا موروزوفا مفوضة حقوق الإنسان في الجمهورية أن عملية التبادل ستجرى هذه المرة وفقاً لقوائم محددة وليس بصيغة «الجميع مقابل الجميع».
من جانبها أفادت إدارة مدينة دونيتسك بأن امرأة قتلت عقب قصف القوات الأوكرانية للمدينة، مشيرة إلى أن الوضع صباح الجمعة هادئ، وأن نظام الهدنة لا يزال قائماً بشكل عام.
وأضافت السلطات المحلية أن نحو 6 آلاف من سكان المدينة يعانون من انقطاع الكهرباء والغاز، إلا أن وسائل النقل العام في دونيتسك تعمل بشكل اعتيادي.
من جهة أخرى، أعلنت القوات الأوكرانية أنها رصدت حوالى 50 حالة لخرق نظام وقف إطلاق النار في منطقة دونباس خلال الساعات الـ24 الماضية.
وجاء في بيان صادر عن العملية الأمنية الأوكرانية في حسابها الرسمي على موقع «فايسبوك» أن «المسلحين أطلقوا النار على مواقع للقوات الأوكرانية 15 مرة خلال الليلة الماضية»، وأن «نظام الهدنة خرق 49 مرة خلال 24 ساعة مضت».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد بحث هاتفياً مع نظرائه الألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس والأوكراني بافيل كليمكين الخطوات العملية لتسوية الأزمة الأوكرانية.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية أن رؤساء دبلوماسية الدول الأربع توافقوا على عقد اجتماع قريب لوزراء خارجية دول مجموعة النورماندي، واتفقوا أيضاً على إعداد توصيات محددة لمجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا.
وكان قادة «رباعية النورماندي» بحثوا في مكالمة هاتفية الوضع في أوكرانيا، حيث تمت الإشارة خلال الاتصال إلى أن بداية تنفيذ حزمة التدابير التي أقرتها مجموعة الاتصال في مينسك سمحت بالتقليل من حدة القتال في دونباس، وأدت إلى انخفاض عدد الضحايا المدنيين.
ودعا مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان، الأطراف المعنية إلى بذل جهود لمواجهة الكارثة الإنسانية في أوكرانيا، مؤكداً ضرورة إقامة سلطة «لامركزية» هناك.
وقال هان في مؤتمر صحافي عقده بعد زيارته إلى أوكرانيا أمس: «أريد أن أعيد إلى الأذهان أن هناك كارثة إنسانية يحاول القادة السياسيون التغاضي عنها، على ما يبدو أحياناً». وأشار إلى أن المنطقة التي كان يقطنها خمسة ملايين نسمة، شهدت نزوح مليون ونصف المليون منهم، بينما يعيش الباقون في ظروف قاسية، إضافة إلى تدمير البنية التحتية هناك.
وفي هذا السياق دعا المفوض الأوروبي الأطراف المعنية إلى المساهمة في تطبيق اتفاق مينسك، مشيراً إلى أن «الهدف الرئيس يجب أن يتمثل في تمكين بعثة مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من تنفيذ مهمتها في جنوب شرقي أوكرانيا».
وأعلن هان أن هذه الدولة تحتاج إلى نظام «اللامركزية»، قائلا «نحن مستعدون لدعم الحكومة الأوكرانية فيما يتعلق بجهودها الرامية إلى تحقيق اللامركزية».
وتأتي تصريحات المفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع تزامناً مع وصول قافلة المساعدات الإنسانية الروسية الـ15 إلى منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، المتضررة من الأعمال القتالية بين الجيش الأوكراني وقوات الدفاع الشعبي التابعة لدونباس.
وفي السياق، أفادت وزارة الطوارئ الروسية بأن القافلة الروسية الجديدة نقلت إلى مدينتي دونيتسك ولوغانسك بشرق أوكرانيا أكثر من 200 طن من المساعدات الإنسانية.
وقال أوليغ فورونوف نائب مدير المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة التابع لوزارة الطوارئ الروسية أمس إن «15 شاحنة نقلت إلى لوغانسك أكثر من 100 طن من المساعدات التي تتكون بالأساس من الأغذية، بما في ذلك أغذية الأطفال»، مشيراً في وقت لاحق إلى أن 15 شاحنة أخرى نقلت النصف الآخر من المساعدات إلى دونيتسك.
يذكر أن المساعدات ستوزع بين سكان المناطق التي تضررت أكثر من غيرها من القتال في الفترة الأخيرة، بخاصة بلدات في منطقة ديبالتسيفو.
وكان المتحدث باسم إدارة حرس الحدود التابعة لهيئة الأمن الفدرالية الروسية بافيل بيلوف قد أوضح في وقت سابق الجمعة أن حرس الحدود الأوكرانيين امتنعوا عن المشاركة في تفتيش قافلة المساعدات الإنسانية الروسية في معبر «دونيتسك – إيزفارينو».
وتعد القافلة هي الـ15 من نوعها من المساعدات الإنسانية التي تقدمها موسكو لسكان جنوب شرقي أوكرانيا، والتي بلغت منذ آب الماضي 20 ألف طن من المساعدات.
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعربت عن استعدادها للمشاركة في إرسال القوافل الإنسانية إلى سكان جنوب أوكرانيا، والتي تنظمها وزارة الطوارئ الروسية، وذلك في حال توصل موسكو وكييف إلى حل وسط بشأن شروط إرسالها.
وأشار موفد اللجنة إلى روسيا وبيلاروس ومولدوفا باسكال كوتا إلى أن مناطق شرق أوكرانيا تحتاج إلى المساعدات الإنسانية بشدة، مضيفاً أن منظمته «ترحب بجهود جميع من يقومون بتقديم هذا النوع من المساعدة».
في سياق متصل، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الخميس الماضي أن رئيسها، بيتر ماورير، سيزور موسكو الاثنين 23 شباط، لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزيري الخارجية والدفاع سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، وعدد من المسؤولين الآخرين، ليغادر إلى كييف بعد يومين.
ومن المتوقع أن تتناول محادثات رئيس لجنة الصليب الأحمر مع المسؤولين الروس والأوكرانيين سبل تعزيز التعاون بين لجنتي الصليب الأحمر الروسية والأوكرانية من أجل تسوية الأزمة الإنسانية في دونباس.
وأعلن عدد من القادة الميدانيين الأوكرانيين المقاتلين في شرق أوكرانيا قرارهم بإنشاء هيئة أركان «بديلة»، محملين القيادة العسكرية الحالية مسؤولية الهزيمة في منطقة ديبالتسيفو.
وفي مؤتمر صحافي قال سيكيون سيمينتشينكو، قائد كتيبة المتطوعين «آزوف» إنه توجه إلى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو بطلب تغيير قيادة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.
وقال سيمينتشينكو الذي يعد أحد أبرز قادة كتائب المتطوعين المشاركة في عمليات الجيش الأوكراني ضد قوات الدفاع الشعبي جنوب شرقي البلاد «إن أحداث الأشهر ولا سيما الأسابيع الأخيرة قد أظهرت عدم كفاءة أعضاء هيئة الأركان في قيادة القوات الأوكرانية».
وأضاف أن الجنود الأوكرانيين يجب ألا يموتوا بسبب «جهل قادة هيئة الأركان وعدم كفاءتهم وعدم مسؤوليتهم»، في إشارة منه إلى الهزيمة التي انتهت بها محاولات العسكريين الأوكرانيين فك الحصار المفروض على آلاف من زملائهم في مدينة ديبالتسيفو ومحيطها.
وحث سيمينتشينكو الرئيس بوروشينكو على دعم قراره هو وقادة عدد من الكتائب الآخرين، بالتوجه إلى البرلمان لاستعراض موقفهم المشترك الداعي إلى تغيير هيئة الأركان الحالية.
وأفاد سيمينتشينكو بأن مجموعة من القادة الميدانيين قررت إنشاء «هيئة أركان عامة لكتائب المتطوعين بصفتها مركزاً تنسيقياً لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتقديمها إلى رئيس الدولة».