السيسي يحذّر من المسّ بنقطة ماء من مصر.. وإثيوبيا تصعّد الأزمة مع مصر والسودان
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، أن “موقف الدولة المصرية من مشروع سد النهضة كان موقفاً مشرفاً، واحترمنا رغبة الشعوب في أن يكون لها شكل من أشكال التنمية”.
وأضاف السيسى، خلال كلمته في افتتاح “مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية”، أن “شرط التنمية في مصر هو عدم المس بمصالحها وكلامنا لم يتغير”.
ووجّه السيسي رسالة إلى إثيوبيا قائلاً: “لا تمسّوا نقطة ماء من مصر.. الخيارات كلها مفتوحة والتعاون أفضل”.
وحذّر الرئيس المصري من “تبعات إصرار بعض الأطراف على إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية بنحو غير مدروس”.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية إصرارها على المُضي قُدماً في الملء الثاني لسد النهضة خلال شهر تموز المقبل.
وأكدت الوزارة في بيان أنه “سيتم ملء سد النهضة في السنة الثانية، كما هو مقرر وفقاً لإعلان المبادئ”.
وتأتي هذه التصريحات بعد فشل المفاوضات التي عقدت في كينشاسا حول سد النهضة الإثيوبي، وذلك بسبب “غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نيّة وسعيها للمماطلة والتسويف”، وفق ما صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية.
حيث أعلن وزير المياه والري الإثيوبي، سليشي بقلي، أمس، أن بلاده «أكدت التزامها بتبادل المعلومات بشأن عملية ملء سد النهضة، التي تمضي فيها في موعدها المقرر».
وأوضح بيكيلي، في مؤتمر صحافي، أن “اجتماع كينشاسا بشأن سد النهضة الذي انتهى بالفشل أمس الثلاثاء، شهد توضيح موقف إثيوبيا”، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده “تنتظر قرار رئيس الكونغو الديمقراطية بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي، بشأن استئناف التفاوض”، حسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
وقال إن “الدعوة لرباعية دولية للمشاركة في المفاوضات تعتبر تخطياً لدور الاتحاد الإفريقي، وتنتقص من سيادة أفريقيا”، معتبراً أن “ما أثير من مصر والسودان من تأثر بعملية الملء السابقة غير حقيقي، ومنافٍ لما شهده السودان العام الماضي”.
وأكد وزير الري الإثيوبي، أن “إثيوبيا ستخزن 13.5 مليار متر مكعب من المياه، وهو نصيبها وحقها المشروع من مياه النيل”، موضحاً أن “موقف بلاده بشأن دور المراقبين هو الاستمرار بالشكل الحالي، من دون تجاوز دورهم كمراقبين فقط”.
وقال إن “أي محاولة لعرقلة الملء الثاني لسد النهضة تمثل خسارة كبيرة لإثيوبيا، التي ستفقد مليار دولار. وإنه لا يمكن تغيير الملء الثاني، لأنها عملية مرتبطة بمرحلة البناء”، مؤكداً أنه “إذا كان هناك من يفكر في الإضرار بسد النهضة فهذا جنون”، على حد تعبيره.
وكان الرئيس المصري قد أكد أن “جميع الخيارات مطروحة في ما يخص التعامل مع أزمة سد النهضة الإثيوبي”، لافتاً إلى أن “الجميع لا يريد الوصول إلى مرحلة المساس بأمن مصر المائي”.
وقال السيسي، خلال افتتاح مشروع مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية، “أقول للأشقاء في إثيوبيا، يجب ألا نصل إلى مرحلة المس بالأمن المائي لمصر، لأن جميع الخيارات مطروحة، والتعاون بين الجانبين أفضل”. وأضاف الرئيس المصري أن “قلق المصريين مبرر ومشروع في ما يخص المياه”.
فيما أكد وزير الري السوداني ياسر عباس، أمس، أن بلاده “اتخذت إجراءات لمواجهة احتمالية نقص المياه مع الملء الثاني لسد النهضة في تموز المقبل”.
وقال عباس، في مؤتمر صحافي، إن “السودان يتخذ إجراءات لمواجهة احتمالية نقص المياه مع الملء الثاني لسد النهضة بينها تخزين مليار متر مكعب من المياه في سد الروصيرص”، مؤكداً أن “عدم التوصل إلى اتفاق عادل بشأن سد النهضة يهدد الأمن والسلم الإقليميين”، وذلك حسب وكالة الأنباء السودانية “سونا”.
وبدأت إثيوبيا بناء سد النهضة عام 2011 من دون اتفاق مسبق مع مصر والسودان، وفيما تقول إثيوبيا إن هدفها من بناء السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
ويخشى السودان من تأثير السد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، بما يؤثر على السدود السودانية وقدرتها على توليد الكهرباء بينما تخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.