الصندوق الدوليّ يعتبر التعاون بين أميركا والصين خطوة إيجابيّة للعالم
من المقرّر أن يعقد صندوق النقد الدولي وبنك الشعب الصيني ندوة رفيعة المستوى حول التمويل الأخضر وسياسات المناخ يومي 15 و16 نيسان، لمناقشة الخبرة الدولية في مجال التمويل الأخضر ودور البنوك المركزية والهيئات التنظيمية المالية والمؤسسات المالية والمستثمرين.
وفي هذا الصدد، اعتبرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أنّ تعاون الولايات المتحدة والصين في مجال التمويل المستدام في إطار مجموعة العشرين «خطوة إيجابية» للعالم.
وذكرت جورجيفا أول أمس، أنه «من المؤكد أن تعاون أكبر اقتصادين في مجال التمويل المستدام هو خطوة إيجابية للغاية في عالم يشهد تحولاً، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الضغوط المنبثقة عن مخاطر المناخ، وكذلك للتأكد من أن القضايا الاجتماعية والبيئية مدمجة بشكل جيد في استراتيجيات الاستثمار».
وجاءت تصريحات جورجيفا بعدما اتفق وزراء مالية مجموعة العشرين ومحافظو البنوك المركزية الأسبوع الماضي على رفع مستوى مجموعة دراسة التمويل المستدام لتصبح مجموعة عمل كاملة الأهليّة، تتولّى رئاستها المشتركة الصين والولايات المتحدة.
وقالت «ما نتوقعه هو أن مجموعة العشرين سوف تتوصّل إلى خارطة طريق واضحة لكيفية دمج التمويل المستدام بشكل أعمق في الأنظمة المالية».
وأشارت جورجيفا إلى أن «صندوق النقد الدولي يدعم بقوة الأهداف المباشرة لأجندة التمويل المستدام لمجموعة العشرين، مستشهدة بتقديم موحّد المعايير للتقارير وكذا دور المؤسسات المالية الدولية في التمويل المستدام».
وذكرت «سنشارك بالطبع في تقديم الدعم الفني مع مضي العمل قدماً».
وأوضحت جورجيفا أن «تغيّر المناخ يمثل مخاطر ملحّة على الاستقرار المالي من ناحيتين، وهما المخاطر المادية ومخاطر التحوّل».
فمن ناحية، تتسبّب الكوارث الطبيعية ذات الصلة بالمناخ والتي باتت أكثر تواتراً وتدميراً، تتسبب بالفعل في خسائر مالية وتضع ضغوطاً على المؤسسات المالية لإدراك هذه المخاطر بشكل أوفى وتجنبها.
ومن ناحية أخرى، فإنه «مع تحوّل السياسات نحو التنمية منخفضة الكربون والمتأقلمة مع المناخ، أصبحت بعض القطاعات أقل جاذبيّة للتمويل وأيضاً ذات مخاطر عالية في محفظة المستثمرين»، على حدّ قولها.
وقالت «ما يفعله صندوق النقد الدولي هو استخدام أداة اختبرت جيداً، وهي برامج تقييم القطاع المالي، لمساعدة البلدان على تحديد هذه المخاطر ودمجها في سياسات القطاع المالي لديها».
كما أشادت جورجيفا بجهود بنك الشعب الصيني، البنك المركزي الصيني، في تشجيع المؤسسات المالية على دعم الاستثمارات الخضراء وفي الوقت ذاته إيلاء اهتمام كبير لجودة هذه الاستثمارات.
قائلة: «تسعدني للغاية مشاركة بنك الشعب الصيني بشكل منهجيّ للغاية في تقديم إرشادات جيدة بشأن المعايير الخضراء. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يأخذ في الاعتبار الجانب الآخر من التحول إلى اقتصاد المناخ الجديد، والمتمثل في مخاطر الاستقرار المالي المتعلقة بالمناخ».
تجدر الإشارة إلى أنه بنهاية العام الماضي، وصلت القروض الخضراء غير المسدّدة بالصين إلى قرابة 12 تريليون يوان (حوالي 1.84 تريليون دولار أميركيّ)، وهي أعلى نسبة في العالم، حسبما أظهرت بيانات رسميّة.