أداء جيد لرادارات الرصد البريطانية وسيناريو شبعا يعود إلى الواجهة
يوسف المصري
كشفت مصادر أوروبية في بيروت أن الرادارات البريطانية المنصوبة في شمال لبنان تقوم بدور مهمّ على مستوى المساعدة في الكشف عن التنقلات العسكرية للجماعات التكفيرية المسلحة الموجودة في مناطق القلمون السورية المتاخمة للأراضي اللبنانية.
وقالت هذه المصادر إنّ عمليات رصد هذه الجماعات تشي بأنّ ربيع هذا العام سيشهد تصعيداً عسكرياً غير مسبوق على الجبهة اللبنانية مع المجموعات التكفيرية المتحصّنة في جرود القلمون وعرسال وصولاً إلى منطقة بيت جن ومزارعها في محافظة القنيطرة.
ومن جهة أخرى، استبعدت هذه المصادر تحقق أي اختراق جديد إيجابي على مستوى وصول أسلحة ذات شأن إلى الجيش اللبناني، خصوصاً في ظلّ معلومات تفيد بأن صفقة الثلاثة مليارات دولار السعودية لتزويد الجيش اللبناني بعتاد فرنسي، تواجه تعقيدات صعبة للغاية، وأنّ كلّ ما يمكن توقع وصوله منها إلى لبنان أقله في
المديين المنظور والمتوسط، هو بعض الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إضافة إلى عربات مدرّعة تسير على عجلات.
ويأتي تعقيد الوضع على مستوى إنجاز صفقة الثلاثة مليارات السعودية، في وقت يحتاج الجيش اللبناني بشكل ملحّ إلى أسلحة نوعية لمواجهة تحديات التصعيد الخطير المنتظر من قبل التكفيريين خلال الربيع المقبل.
وتلفت هذه المصادر إلى أنّ أخطر السيناريوات العسكرية المتوقعة تتحدث عن تداعيات معركة جنوب سورية على منطقة شبعا. فالاحتمال المتوقع يفيد بأنّ الجيش العربي السوري معنيّ بالاندفاع للسيطرة على منطقة فك الاشتباك لعام 1973 الواقعة في موازاة منطقة الجولان المحتلّ، والتي تبلغ مساحتها نحو 72 كلم. وكانت «إسرائيل» خلال العام الماضي أرغمت قوات الـ»أندوف» على الانسحاب منها لتحلّ مكانها مجموعات مسلحة من الجيش السوري من جهة ومن «جبهة النصرة» من جهة أخرى. وفي حال استعاد الجيش السوري السيطرة على هذه المنطقة فإنّ ذلك سيؤدّي الى عزل مجموعات «النصرة»، وفي الأساس مجموعات «الجيش الحر» بقيادة الإرهابي المدعو «المورو» عن دعمها اللوجستي «الإسرائيلي». وفي هذه الحالة ستصبح هذه المجموعات المقدرة بثلاثة آلاف عنصر والمتمركزة في منطقة بيت جن ومزارعها وريف القنيطرة، أمام واحد من احتمالين لا ثالث لهما بالمنطق العسكري إما الاستسلام للجيش السوري وإما التحوّل إلى حالة الهجوم باتجاه بلدة شبعا ومنطقتها.
ونبّهت مصادر مطلعة على هذه المعلومات إلى خطورة الموقف في شبعا في حال تطوّر الهجوم السوري باتجاه منطقة الـ»أندوف» السورية، وأوصت بضرورة أخذ إجراءات احترازية أمنها تنظيم وجود النازحين السوريين فيها على نحو يمنع تورّطهم في أية أحداث مرتقبة.
جدير بالذكر أنّ الآلاف النازحين السوريين يقطنون في شبعا ومنطقتها امتداداً حتى راشيا وحاصبيا.