فرنسا تستضيف اجتماعاً لوزراء خارجية «النورماندي» اليوم

قال مصدر دبلوماسي فرنسي أمس إن وزراء خارجية مجموعة «النورماندي» المكونة من فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا سيجتمعون في باريس اليوم الثلاثاء في مسعى إلى إعادة اتفاق سلام متعثر بين السلطات الأوكرانية وجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين إلى المسار الصحيح.

وقال المصدر عن اجتماع الثلاثاء: «إنه متابعة لاتفاقات مينسك لضمان تنفيذها مثل سحب الأسلحة الثقيلة»، مشيراً إلى أن «الموقف يتطور ساعة بساعة وهو ما يجعل هذا الاجتماع مهماً»، وأضاف: «إذا كانت الأمور متعثرة لأن الاتفاق لا يمكن تطبيقه وقتها ستدور مناقشات صريحة حول لماذا وكيف المضي قدماً».

جاء ذلك في وقت أعلن أناتولي ستيلماخ، رئيس المركز الصحافي للعملية العسكرية الأوكرانية شرق البلاد أن سحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس سيتم فقط بعد وقف إطلاق النار، وهو ما لم يتم بعد بحسب رأيه.

وقال ستيلماخ أمس إن «المرحلة الأولى لاتفاقات التسوية في مينسك هي وقف كامل للنار. وفور كفّ الإرهابيين عن إطلاق النار على مواقعنا سننفذ الخيار الثاني سحب الأسلحة . ولا يوجد في الوقت الراهن وقف كامل للنار».

إلا أنه أضاف في الوقت نفسه أن القصف تقلص اليوم الماضي بشكل ملموس، إذ قصفت قوات الدفاع الشعبي مواقع القوات الأوكرانية في دونباس ليلة الاثنين مرتين فقط.

من جهة أخرى، صرح فلاديسلاف سيليزنيوف القائم بمهمات ممثل هيئة الأركان الأوكرانية في مؤتمر صحافي أنه «نظراً إلى استمرار تعرض مواقع القوات الأوكرانية للقصف، لا يمكن أن يكون هناك حديث عن سحب الأسلحة الثقيلة»، مذكراً بأن القوات «أعدت ساحات» لنقل الأسلحة الثقيلة إليها فور صدور القرار.

في غضون ذلك، أعلن فلاديسلاف دينيفو، نائب رئيس مجلس الشعب في جمهورية لوغانسك الشعبية أن قوات الدفاع الشعبي في الجمهوريتين تواصل سحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس وفق اتفاقات مينسك.

ورفض دينيفو التعليق على تصريح أناتولي ستيلماخ، مؤكداً أنه يجرى التقيّد بنظام وقف النار في دونباس، ومشيراً إلى أن هناك «عملياً هدوءاً، ولا توجد خروقات، ونادراً ما يسمع إطلاق من أسلحة نارية أو قصف هاون منفرد».

وكان أندريه ليسينكو، المتحدث باسم الجيش الأوكراني أكد في وقت سابق أن كييف تنوي سحب المعدات الثقيلة من خط التماس جنوب شرقي البلاد ابتداء من الأحد، وفق اتفاق مينسك.

ونوه ليسينكو خلال مؤتمر صحافي إلى أن الحكومة الأوكرانية كانت قد اتفقت على هذه الخطة مع قادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد.

وفي وقت سابق اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتير شتاينماير، أن هناك دلائل على انفراج قريب للوضع جنوب شرقي أوكرانيا. وقال: «هناك بوادر لتخفيف حدة التوتر، وقام طرفا الصراع الأوكراني بتبادل الأسرى وهما مستعدان، على ما يبدو، لبدء سحب المعدات الثقيلة، ولكن ليس من الأراضي كافة، بل من أهم المناطق، وذلك يعد جزءاً من اتفاقات مينسك».

في سياق متصل، أعرب وزير الخارجية البريطاني السابق ويليام هيغ، عن اعتقاده بأن لندن لا تخطط لتزويد الحكومة الأوكرانية بالأسلحة.

وأوضح هيغ في تصريح صحافي أن بريطانيا تريد حلاً دبلوماسياً للصراع الأوكراني، مشيراً إلى أنه «يجب التفكير بحذر في كل التبعات المحتملة قبل توريد الأسلحة إلى منطقة النزاع».

ويأتي خطاب هيغ بعد تصريحات وزير الدفاع البريطاني الأسبق ليام فوكس، طالب فيها بتقديم ما تحتاج إليه كييف لـ»الدفاع عن نفسها»، من قبل دول حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الثلاثاء الماضي أن تزويد أوكرانيا بالسلاح سيزيد بلا شك من عدد الضحايا، لكنه لن يغير من الوضع القائم حالياً شرق البلاد.

ميدانياً، قال الجيش الأوكراني أمس إن اثنين من جنوده قتلا كما أصيب عشرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ما يشير إلى أن القتال لم يتوقف للسماح بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال المتحدث العسكري فالنتين فيديتشيف إن القوات الأوكرانية تعرضت للقصف 27 مرة خلال اليوم المنصرم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى