مواقف مندّدة بالعدوان التركي على سورية: استكمال لسياسة أردوغان التآمرية الداعمة للإرهاب
تواصلت ردود الفعل المندّدة بما قامت به تركيا من عملية عسكرية داخل الاراضي السورية ولفتت إلى «أنّ الهدف من وراء العدوان التركي هو وقف انهيار العصابات التكفيرية بعدما أصبحت هزيمتها أكيدة». وأكدت أنّ الحكومة التركية كانت ولا تزال متواطئة مع الجماعات الإرهابية، وهي تسعى إلى محاولة إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية تمهيداً لضمّ مناطق شمال سورية إلى تركيا، في سياق مخطط أردوغان».
وفي السياق، قال وزير الخارجية السابق عدنان منصور «إن ما قامت به تركيا من عملية عسكرية داخل الاراضي السورية، إنما يشكل عدواناً سافراً وواضحاً وخرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية السورية وللقانون وللاعراف الدولية».
وأضاف: «إن العملية العسكرية تعكس مرة أخرى وإلى حد بعيد نيات السياسات التركية حيال سورية والمنطقة ومدى أهدافها منذ اندلاع الأحداث فيها عام 2011 والمتمثلة بالدعم والتأييد والاحتضان المتواصل للمجموعات الارهابية التكفيرية تسليحاً وتدريباً وتخطيطاً وتمويلاً وتحريضاً».
وقال: «إنه كان بإمكان تركيا أن تنسي شعوب المنطقة المشرقية والعالم حقبة طويلة من سياسة الطغيان والظلم والاستبداد والقتل والتفريق والتجهيل والأفكار التي مارستها السلطنة العثمانية، إلا أن السياسة التركية الحالية يبدو أنها تريد استنساخ الماضي والاستمرار في هذا النهج ومد الجسور مع الماضي وليس بتصغير المشاكل مع دول الجيران. كما أعلنت أنقرة في مطلع هذا القرن».
وقال الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح، «ان هذا العدوان يشكل انتهاكاً فاضحاً لسيادة سورية واستكمالاً لسياسة أردوغان وحكومته، منذ بداية المؤامرة الأميركية الغربية الرجعية العربية التركية، التي تستهدف تدمير سورية وإسقاطها باعتبارها حجر الزاوية في محور المقاومة، التي هزمت الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين وهزمت الاحتلال الأميركي في العراق».
وتابع: «إن هذا العدوان يعبر عن المطامع الطورانية وسعي الأتراك إلى إحياء الحلم الإمبراطوري العثماني بالهيمنة على أمتنا من بوابة سورية، لكنه سيتحطم على صخرة الصمود والانتصارات التي حققها ويحققها الجيش والشعب ضد المجموعات التكفيرية والعصابات التي سهّلت تركيا دخولها إلى الأراضي السورية وأمنت لها الدعم والاسناد، وسعت إلى انشاء منطقة عازلة لتمكين هذه القوى من السيطرة، لكن هذه المحاولات المستمرة والمتجددة باءت بالفشل، ويأتي الاعتداء الأخير بحجة انقاذ ضريح ونقل رفات للتعويض عن هذا الاخفاق».
وشدد على «وقوفه إلى جانب سورية، جيشاً وشعباً وقيادة»، ودعا جميع القوى والأحزاب إلى «تنظيم فعاليات ونشاطات لدعم سورية قلعة المقاومة في مواجهة هذا العدوان الغادر».
ورأى الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز شكر في تصريح «إن الهدف من وراء العدوان التركي هو وقف انهيار العصابات التكفيرية بعدما أصبحت هزيمتها أكيدة، وهذا ما يفسر الأسباب التي دفعت الإدارة الأميركية والحكومة التركية إلى التسريع في توقيع الاتفاق المشترك بينهما تحت عنوان ما سمي بدعم المعارضة السورية المعتدلة، والذي كان الرئيس الاميركي بارك أوباما قد أكد في وقت سابق وأمام أجهزة الإعلام العالمية بأن هذه المعارضة غير موجودة».
وتابع شكر: «أما حليف الولايات المتحدة الاستراتيجي العدو الصهيوني فهو الذي يحمي في جنوب سورية العصابات نفسها ويسهل لها كل احتياجاتها من قتل وتخريب وتدمير لتحقيق هدفه في إقامة منطقة عازلة بعدما أبعد جنود الامم المتحدة عنها، ولبنان الذي يواجه خطر الإرهاب تمنع هذه الإدارة تسليح جيشه من هبات قدمت لتسليحه وتغطي ذلك بمساعدات تافهة لا قيمة لها لإبقائه في اوضاع قلقة تتحكم من خلالها بظروفه».
وأشار إلى «أن هذه الأحداث تكشف طبيعة ما يدور في بلادنا وتؤكد أن ما سمي التحالف ضد الارهاب الذي صنعته الإدارة الأميركية، ما هو إلا تحالف لدعم الارهاب رغم كل محاولات التعمية لتغطية حقيقته لأن افعاله تدلل عليه».
وأعربت هيئة التنسيق للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية إثر اجتماعها عن إدانتها «للعدوان التركي السافر على الأراضي السورية، بذريعة نقل رفات سليمان شاه خوفاً من تعرضه والجنود الأتراك الذين يحرسونه للخطر، في حين أن تنظيم «داعش» الارهابي يسيطر على محافظة الرقة منذ زمن والقبر موجود بحماية «داعش» الذي قام بتدمير جميع الأضرحة والمقامات في المنطقة ولم يمس مقام شاه مما يكشف التنسيق التركي الداعشي وعدم صحة ادعاءات الحكومة التركية».
وحذرت من «المخططات التركية المراد تحقيقها من وراء هذا الانتهاك السافر للسيادة السورية»، مشيرة الى «أن الحكومة التركية تنوي استمرار التدخل التركي العسكري والأمني في الأراضي السورية، وإذكاء الحرب الإرهابية ضد سورية عبر توفير الدعم للجماعات التكفيرية المسلحة بذريعة حماية قبر سليمان شاه».
ورأت الهيئة «أن الحكومة التركية كانت ولا تزال متواطئة مع الجماعات الإرهابية، وهي تسعى إلى محاولة إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية تمهيداً الى ضم مناطق شمال سورية إلى تركيا، في سياق مخطط أردوغان الطامع في هذه المناطق لاستعادة الأمجاد العثمانية الغابرة، التي بدأت بالتلاشي نتيجة الهزائم التي لحقت بالجماعات المسلحة بسورية، والفشل وإسقاط الدولة الوطنية السورية وسقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر».
ورأى حزب الاتحاد أن العدوان التركي على السيادة الوطنية السورية هو استمرار لنهج التدخل في قضايانا العربية وبخاصة في سورية والعراق، والذي يشكل تجسيداً للمطامع التركية في بلادنا، تحاول من خلاله أن تدخل في بزار الحضور على طاولة تقسيم المقسم كإحدى المراكز الإقليمية الاستعمارية التي ترى أن منعها من التوسع غرباً يجعل الشرق لقمة سائغة في مطامعها»، معتبراً ان «نقل الرفات الكاذبة لسليمان شاه، الذي تبرر فيه تركيا هذا التعدي السافر على السيادة السورية، هو إمعان فاضح في السلوك التركي الذي يستهين بالكرامة السورية، والذي يلقى التأييد والدعم من القوى العسكرية الإرهابية المسيطرة على مناطق في شمال سورية».
واعتبر الحزب «أنّ تركيا في سلوكها هذا، تعمق واقع العداء بينها وبين الأمة جمعاء، وتجعلهما في موقع التصادم الذي لن تستفيد منه تركيا على الإطلاق مهما وهن الوضع العربي، ولن تتكرر مسألة سلخ مناطق سورية وضمها إلى السيطرة التركية، فما زال سلخ لواء الاسكندرون عن السيادة السورية يعتبر احد المشكلات الكبرى التي تباعد بين الأمة والجانب التركي، خلافاً لما تدعيه تركيا وصبيتها بأن تركيا تناصر حرية الشعب السوري، وتدافع عن حقه في حياة ديمقراطية، فهي دولة غاصبة تماثل الكيان الصهيوني في احتلاله لأراضٍ عربية، ولو حملت بيارق إسلامية».
واستنكر التجمع الوطني الديموقراطي في لبنان في بيان «العدوان التركي على سورية، الذي تمثل بدخول قوات تركية لنقل رفات سليمان شاه، من دون موافقة السلطات السورية، وبتنسيق واضح مع تنظيم داعش الارهابي»، كما استنكر «التصريحات الصادرة عن وزارتي الخارجية الأميركية والفرنسية، بخصوص تدريب ما يسمى بالمعارضة المعتدلة»، ورأى «أنها تمثل انتهاكاً فاضحاً وصريحاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».
واستنكر تجمّع المغتربين من أجل سورية في أوروبا وأميركا وكندا وفي كلّ بلاد الاغتراب أشدّ الاستنكار وندّد بأقوى التعابير الاعتداء السافر على السيادة السورية من قبل السلطات التركية ممثّلة بالعثماني الإخواني رجب طيّب أردوغان وعصاباته الإرهابية، والذي لم يقم أيّ وزن للقوانين والأعراف الدولية.
وأكد التجمّع الوقوف إلى جانب وطننا سورية، ووضع الأنفس والقدرات تحت تصرّف الحكومة السورية وبإمرتها، مشيراً إلى الموافقة الكاملة على كلّ ما تتخذه من إجراءات تراها مناسبة للردّ على هذا العدوان الحقير، ولردع هذه الحكومة الإخوانية ذات المطامع التوسعية والتي تحنّ إلى إعادة الأمبراطورية العثمانية التي مضى عليها الزمن وكانت بقعة سوداء في التاريخ الإنساني.
وطالب التجمّع بالعمل وبكلّ الوسائل والإمكانات لإلغاء الاتفاق الجائر الذي تمّ توقيعه بين المستعمر الفرنسي خلال فترة احتلاله لسورية وبين حكومة الاحتلال التركي البغيض.
وختم البيان بتأكيد الثقة بانّ سورية ستبقى عزيزة أبية حرة ومستقلة بفضل أبنائها الأبرار وأصدقائها الأوفياء.