قمة نارية بين مانشستر سيتي وبرشلونة
يتضمن الجزء الثاني من مباريات الدور ثمن النهائي، مشاركة ثلاثة فرق سبق لها أن توجّت بطلة وخمسة فرق طامحة لكي تحذو حذوها في دوري أبطال أوروبا التي تشهد مواجهات مثيرة.
ستكون الأنظار مصوبة نحو مانشستر اليوم حيث يسعى السيتيزين للثأر من خسارته أمام برشلونة الموسم الماضي في الدور ذاته 0-2 و1-2. أمّا أتلتيكو مدريد وصيف البطولة الماضية فيحلّ ضيفاً على باير ليفركوزن في لقاء غير مسبوق يوم غدٍ. والأمر ينطبق على موناكو الذي يعود إلى دوري الأبطال بعد غياب دام 10 سنوات. وسيحل فريق الإمارة ضيفاً على آرسنال الذي دأب المشاركة في هذا الدور.
وتبدو المواجهة مثيرة بين بطلين سابقين هما يوفنتوس الذي يغرد خارج السرب في إيطاليا لكنه يبحث عن ذاته في أوروبا، وبوروسيا دورتموند الذي يعاني محلياً لكنه يقدم عروضاً لافتة في دوري الأبطال.
وتتجه الأنظار مساء اليوم إلى ملعب «الاتحاد» في مانشستر حيث يحل برشلون ضيفاً ثقيلاً على مانشستر سيتي الإنكليزي، في ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري الأبطال. ويأتي اللقاء تكراراً للقاء الموسم الماضي بين الفريقين في الدور ذاته.
ويسعى الفريق الإنكليزي إلى الثأر لخروجه على يد الفريق الكاتالوني الموسم الماضي عندما خسر أمامه ذهاباً في مانشستر وإياباً في برشلونة.
ويأمل السيتي هذه المرة استغلال عاملي الأرض والجمهور ومعنوياته العالية والمهزوزة لدى الفريق الكاتالوني، لتحقيق فوزٍ يؤمن له خوض مباراة الإياب بارتياحٍ كبير وبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
وتخطى مانشستر سيتي دور المجموعات للمرة الثانية على التوالي في محاولته الرابعة، وهو يدخل مباراة اليوم بمعنويات عالية بعد فوزه الكبير على ضيفه نيوكاسل يونايتد 5-صفر في الدوري المحلي.
لكن مانشستر سيتي سيخوض اللقاء الأوروبي بغياب صانع ألعابه ونجمه وبرشلونة سابقاً الدولي العاجي يايا توريه بسبب الإيقاف.
يملك المدرب التشيلي مانويل بيليغريني الأسلحة اللازمة لمقارعة برشلونة، في مقدمتها صانع ألعابه الدولي الإسباني دافيد سيلفا والفرنسي سمير نصري والهدّاف الأرجنتيني سيرخيو أغويرو والوافد الجديد الدولي العاجي ويلفريد بوني.
وشدد بيليغريني على ضرورة تفادي ارتكاب الأخطاء أمام برشلونة، وقال: «من المهم جداً عدم ارتكاب الأخطاء التي ارتكبناها الموسم الماضي».
ويأمل مانشستر سيتي في استغلال المعنويات المهزوزة لدى لاعبي برشلونة عقب الخسارة المفاجئة صفر-1 أمام ضيفه مالقة.
لكن الفريق الكاتالوني حامل اللقب أعوام 1992 و2006 و2009 و2011، لن يكون لقمة سائغة أمام أبطال إنكلترا في ظلّ الترسانة الهجومية القوية التي يملكها بقيادة الثلاثي لويس سواريز ونيمار وميسي صاحب 37 هدفاً في مختلف المسابقات هذا الموسم بينها 26 في الدوري المحلي عام 2015.
وقال المدافع السابق لمانشستر يونايتد الغريم التقليدي لسيتي وبرشلونة حالياً جيرار بيكيه: «إنها إحدى مباريات العام، والأهم حتى الآن. سيحاولون الهجوم منذ البداية، وهو ما يعجبنا، لأننا أظهرنا في الأشهر الأخيرة أننا نلعب أفضل ضدّ الفرق التي تهاجمنا، فنحن أخطر في الهجمات المرتدة».
«السيدة العجوز» في اختبارٍ سهل نسبياً
وفي المباراة الثانية على ملعب «يوفنتوس أرينا» في تورينو، تعيد المواجهة بين يوفنتوس وضيفه بوروسيا دورتموند إلى الأذهان مواجهتهما الأخيرة في المسابقة القارية في نهائي عام 1997 على الملعب الأولمبي في ميونيخ والتي انتهت بفوز الفريق الألماني 3-1.
وهي المباراة الرابعة بين الفريقين في المسابقة بعدما التقيا في دور المجموعات عام 1995 حيث فاز فريق «السيدة العجوز» 3-1 في دورتموند ذهاباً ضمن المجموعة الثالثة، وردّ الفريق الألماني 2-1 إياباً في تورينو.
لكن الفوراق كبيرة حالياً قياساً على أداء الفريقين حيث ترجّح كفة «السيدة العجوز» متصدر بطولة إيطاليا وحامل لقبها في الأعوام الثلاثة الأخيرة، فيما يكابد الفريق الألماني في قاع الترتيب وهو تنفس الصعداء نسبياً في الآونة الأخيرة وتخلص من المركز الأخير ليرتقي إلى المركز الثاني عشر بعد 3 انتصارات متتالية.
ويبتعد اليوفي بفارق 9 نقاط عن مطارده المباشر روما في الكالشيو لكن أداءه تراجع كثيراً مقارنة مع دور الذهاب وبات يعاني الأمرّين لتحقيق الانتصارات آخرها أمام ضيفه أتالانتا المتواضع عندما حوّل تخلفه صفر-1 إلى فوز 2-1 الجمعة الماضي.
لكن يوفنتوس يعوّل على أنصاره وسجله الرائع حتى الآن حيث خسر مرة واحدة فقط هذا الموسم في الدوري وكانت أمام جنوى صفر-1 في 29 تشرين الأول الماضي، كما أنه لم يخسر على أرضه منذ سقوطه امام بايرن ميونيخ الألماني صفر-2 في إياب ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا عام 2013.
ويملك يوفنتوس تشكيلة غنية بالنجوم أبرزها هدافه الدولي الأرجنتيني كارلوس تيفيز والإسباني فرناندو يورنتي ومواطنه آلفارو موراتا والتشيلي أرتورو فيدال ولاعب وسطه المتألق الفرنسي بول بوغبا وصانع الألعاب المخضرم أندريا بيرلو.
لكن مدافعه العملاق جورجو كييليني حذر زملاءه من الاستهانة ببوروسيا دورتموند، وقال: «دورتموند يملك لاعبين جيدين، بعضهم قدم أداءً رائعاً في بداية الموسم وعادوا مؤخراً بعد تعافيهم من الإصابة، لكن كل شيء يمكن أن يحدث في مواجهتي الذهاب والإياب».
وأضاف: «لا يجب أن نمنحهم فرصاً لخلق هجمات مرتدة لأنهم يضمّون لاعبين رائعين عندما تمنحهم مساحات». وتابع: «نكن احتراماً كبيراً لهم، ولكننا نرغب في الفوز في هذه المباراة وتخطي هذا الدور ومواصلة حلمنا بالتتويج باللقب».
بيد أن مهمة يوفنتوس لن تكون سهلة خصوصاً في ظلّ الانتفاضة الكبيرة لرجال يورغن كلوب الذين حققوا 3 انتصارات متتالية أحيت آمالهم في تفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية وهم الذين لعبوا دوراً بارزاً في البوندسليغا وتوّجوا بلقبي موسمي 2010-2011 و2011-2012 وحلّوا في المركز الثاني الموسم الماضي، كما أنهم خسروا نهائي المسابقة القارية العريقة في 2013 أمام غريمهم بايرن ميونيخ.