هل فهم السياسيون أنّ لبنان فائض جغرافي؟
} عمر عبد القادر غندور*
سواء صدقت المعلومات المتداولة عن دعوة إلى عقد اجتماع في باريس يضمّ القيادات اللبنانية، او لم تصدق، فإنّ التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط لن يعيقها تصارع القوى السياسية اللبنانية، ولن يكون للوضع الحكومي المتأزم في بلاد الأرز أيّ تأثير على المستجدات في الإقليم، لا بل انّ هذه المستجدات ستجعل مآل ما يحدث في لبنان تفصيلاً تحت إبط المهتمّين الإقليميين، وبات على اللبنانيين ان ينزلوا عن الشجرة ويوقنوا انّ اجتماع كلمتهم خير لهم في وطن صنعته انكلترا وفرنسا ولا يراه جيرانه أكثر من فائض جغرافي، ولا بدّ للبنانيين ان يلحقوا بركب التطورات المتمثلة بالانفتاح العربي على دمشق وآخره الزيارة السعودية الرسمية الى دمشق تمهيداً لفتح السفارة السعودية، وتصريحات العواصم التي احتضنت وموّلت وسلحت المعارضة السورية فقالت انّ المعارضة السورية حالة فريدة في كثرة تنظيماتها وقلة عطائها وهزالة تأثيرها وانقسامها فكرياً وسياسياً. ومساعي أكثر من دولة عربية لعودة سورية الى جامعة الدول العربية، والمفاوضات السعودية الإيرانية في بغداد، والحرص على أفضل العلاقات بين الجارين الشقيقين السعودي والإماراتي حسب تصريحات ولي العهد محمد بن سلمان، ومسار اجتماعات فيينا للعودة الى الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات عن الجمهورية الاسلامية، والى المعالجات المتواصلة لحرب اليمن، والاندفاعة الأميركية لتقديم الكثير من التنازلات في الشرق الأوسط في ضوء تركيزها على مجابهة الانفلاش الصيني، والانسحاب الأميركي من أفغانستان.
كلّ هذه التطورات تشي بحلحلة الملفات الشائكة ولا نرى خطورة على لبنان من المناورات العسكرية الكبرى في الوقت الحالي، لا بل «إسرائيل» هي التي تخشى على مستقبلها، وربما أرادت من هذه المناورات أن تقفز فوق أزمتها السياسية الداخلية، أو أن تربك أو تزعج الولايات المتحدة احتجاجاً على سياساتها الشرق أوسطية.
في ضوء هذه التطورات، هل يدرك الساسة في لبنان أنّ رصيدهم الشخصي بات تحت الصفر وعلى صورة دولتنا العلية التي أصبحت أثراً بعد عين.
*رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي