الواقع العربي بين الحلم والحقيقة
} يكتبها الياس عشي
الساعة تشير إلى منتصف الليل: وأنا أحدّق في الشاشة الصغيرة، منتظراً نشرة الأخبار لهذا الليل الطويل!
إليكم، أيها السادة، آخر نشراتنا لهذا اليوم:
“أنهى جلالة الملوك، وسموّ الأمراء، والسادة الرؤساء، دعوة أخيهم لعقد مؤتمر قمّة في (…)، وبعد مداولات توصل الملوك والأمراء والرؤساء إلى القرارات التالية:
– لا… للتفاوض مع الكيان الصهيوني.
– لا… للصلح ولا للتطبيع مع العدو الاسرائيلي.
– لا… لوقف الانتفاضة.
– لا… للحصار على أية دولة عربية.
– لا … للوجود الأميركي على الأراضي العربية.
– لا… للنظام المخابراتي في العالم العربي.
– لا… لتسويق النفط في المصارف اليهودية.
– نعم… لعالم عربي واحد؛ وقد اتفق المجتمعون على إعلان اتحاد عربيّ بين الدول العربية خلال شهر واحد.
– نعم… لإدخال الدول العربية إلى العالم المعاصر.
– نعم… لشرعنة حقوق الإنسان، بدءاً بحرية الرأي، وانتهاءً بحرية المرأة في اختيار، على الأقلّ، زوجها ونوع اختصاصها.
– نعم… لإعلان دولة فلسطينية حرّة على كلّ التراب الفلسطيني، وطرد يهود 1948 من فلسطين.
وقبل أن يعلن القرار الأخير، استيقظت من النوم، لأجد نفسي مسترخياً على مقعدي، ومكتشفاً أنّ كلّ ما سمعته لم يكن سوى حلم؛
ونجّنا يا ربّ من هذه الأحلام!