الأمين سعيد مخلوف الغائب الحاضر
} الأمين سمير رفعت
الجزيل الاحترام لبيب ناصيف، الأمين على الحزب وتاريخه المشرّف، يصعب أن يكتب أحد بعدك في أي موضوع يتناوله قلمك الرفيع.. اسمح لي أن أضيف بعض ما أعرف عن تكريم الأمين النحات السوري – العالمي سعيد مخلوف رحمه الله، وحصوله على الوسام الرئاسي من السيد الرئيس حافظ الأسد رحمه الله، والذي كان لي شرف إحقاق هذا التكريم عبر السيدة الدكتورة نجاح العطار حين كانت وزارة للثقافة في الشام.
ففي إحدى زياراتي المتكررة للسيدة العطار، بحثت معها إمكانية تكريم الأمين الفنان سعيد مخلوف في حياته، خاصة بعد أن ألمّت به وعكة صحية تجاوز جزءاً منها، ووجدت لدى الدكتورة نجاح العطار تجاوباً كبيراً للفكرة، وبعد عدّة أيام أطلعتني أنها كتبت في الموضوع للسيد الرئيس حافظ الأسد، وكان ردّه بالموافقة على أن يقترن اسم الفنان الأمين سعيد مخلوف بِاسم فنان آخر.
وهكذا كان، إذ اقترحتُ على السيدة العطار اسم الفنان الرسام فاتح المدرّس، والذي تشرّف في بداياته بالانتماء إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي.
وبعد فترة وجيزة طلبتني الدكتورة العطار لتبلغني بموافقة الرئيس الأسد على حفل التكريم وتقليد الفنانَيْن مخلوف والمدرّس وسام الاستحقاق السوري الصادر عن الرئيس الأسد. يومها قالت لي السيدة العطار: أريدك أن تلقي كلمة الحزب في الاحتفال، لكني اعتذرت منها بلباقة قائلاً لها: قيادة الحزب هي التي تكلّف من سيلقي كلمة بِاسمها، لذلك أعتذر عن عدم قبول ترشيحك لي لهذه المهمة، فهذا شيء تقرّره قيادة الحزب وليس أحداً آخر.
وتوجّهت فور حصولي على هذا الخبر السار إلى منزل الأمين عصام المحايري أزفّ له بشرى التكريم، ونقلت له أنّ الدكتورة العطار تريد شخصاً يتكلّم بِاسم الحزب في الاحتفال، ولم أقل له إنها طلبت مني ذلك وأني اعتذرت، فكانت ردّة فعله أن قال: أنا سأتكلّم بِاسم الحزب. عدتُ مباشرة إلى الدكتورة العطار أبلغها رغبة الأمين المحايري بتمثيل الحزب بين المتكلمين، فقامت باتصال هاتفي أمامي، وكان الجواب بالحرف الواحد: نحن نريدك أنت، لا عصام المحايري. حينها قرّرت أن أعرض الموضوع على قيادة الحزب لتختار من تراه مناسباً، وكان رئيس الحزب آنذاك الأمين الراحل علي قانصو.
وفي زيارة أخرى للدكتورة العطار كنت والأمين الصديق ربيع الدبس، لنبلغها أن قيادة الحزب كلّفت الأمين الدبس بتمثيلها في الاحتفال وإلقاء كلمة المركز، وكان خير ممثّل، كعادته، في فهمه العقيدة وأدبه الرفيع وأمانته للبيان وإمارته، وكنتُ قد دعوت أيضاً الأمين الراحل محمد معتوق، الذي كان عميداً للثقافة آنذاك. وفي «دردشة» مع الدكتورة العطار أبلغتها أنّ من بين الحضور الأمين معتوق، الذي يمثّل حزبياً وزير ثقافة الأمة، إلى جانب الدكتورة نجاح العطار التي تستأهل أن تكون وزيرة ثقافة الأمة السورية كلّها، والتي تشغل الآن منصب نائب رئيس الجمهورية في الشام.
وخلال كتابة هذه الإضافة، جرى اتصال هاتفيّ بيني وبين الأمين ربيع الدبس للتأكّد من بعض التفاصيل التي قد تكون غابت عن ذهن ابن الثمانين، وقد أبلغني أنه يملك صورة فوتوغرافية لحفل التكريم في دمشق، وبعث بها إلى هاتفي، وهي تُظهر السيدة الدكتورة نجاح العطار، وزيرة الثقافة ممثّلة الرئيس الأسد في الاحتفال، وهي تهمّ بدخول القاعة الكبرى في مكتبة الأسد الوطنية مكان الاحتفال، ويرافقها الأمين الدكتور ربيع الدبس ممثّل قيادة الحزب في الاحتفال والأمين سمير رفعت، وظهر بعض الحاضرين كالأمين الراحل فايز شهرستان والراحل إيلي حبيقة وآخرين، وقد أرفق الأمين ربيع الصورة من مقتنياته بكلمة قال فيها: هذه هي الصورة التي عثرت عليها من الاحتفال بالنحات سعيد مخلوف في دمشق عام 2000، والذي كان لكم حضرة الأمين سمير الفضل الأكبر في منحه وسام الاستحقاق من الرئيس حافظ الأسد.
حضرة الأمين لبيب: هذا ما لديّ من معلومات حول تكريم الأمين سعيد مخلوف الحاضر دائماً، إحقاقاً للحقيقة والتاريخ في صفحة مرويات قومية التي تنتصر للحق الناصع.