أخيرة

الاستراتيجية المقاوِمة تنهي النكبة…

} أبو جابر اللوباني*

ثلاثة وسبعون عاماً والنكبة لا تزال مستمرة، ثلاثة وسبعون عاماً والألم في ازدياد، معاً وسويّاً لنصرة القدس.

يا أهلنا، وجماهير شعبنا في أراضي الـ 48، والضفة، والقطاع، والشتات…

إنّ النكبة لا تزال مستمرة، والظلم والمعاناة، والتآمر العربي والأميركي مستمرّ، وانضمّ إلى هذه الثلة المتآمرة الرجعية العربية، التي طبّعت مع الكيان الصهيوني، وفتحت سفارات، وأقامت علاقات معه، متناسية آلام هذا الشعب وهمومه، متناسية ما قدّم أو يقدّم على مذبح القضية منذ عام 1948 وحتى الآن، حيث قدّم آلاف الشهداء والجرحى، وتعرّض لمؤامرات مستمرة، وبرغم صعود المارد الفلسطيني بعد عام 67 رداً على النكسة المشؤومة، وخوضه معارك بطولية من الكرامة إلى لبنان، وأبرزها تصدّيه للغزو الصهيوني للبنان عام 1982، الذي انتهى بخروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان. ولم يكتفِ العدو الأميركي «الإسرائيلي» الرجعي بذلك، وبدأت الضغوطات، فكان أوسلو الذي رفضه الشعب الفلسطيني، والذي لا نزال نرفض نتائجه حتى الآن، فكانت الانتفاضتان الأولى والثانية.

كما رفض الشعب الفلسطيني «صفقة القرن»، فما كان من هذا المحور إلا زيادة مساهمته بالضغط على الفلسطينيين على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، فنقل الأميركي وبعض الدول سفاراتهم إلى القدس، وصعّد في مصادرة الأراضي والمنازل في القدس، إضافة إلى الاعتقالات الواسعة، التي شملت جمهور الشباب والمناضلين، ولم يكتفِ بذلك، بل صادر منازل في حي الشيخ جراح، ومنع الصلاة في المسجد الأقصى. هذا وقام باقتحام المسجد وجرح أكثر من 300 شاب غير المعتقلين، ولهذا، بصفتنا فلسطينيين، وعبر هذا السرد الموجز بات المطلوب منا:

1 ـ التصدي لهذه الهجمة وإسقاطها ودعم شعبنا.

2 ـ تعزيز الوحدة الوطنية على كلّ المستويات.

3 ـ إنهاء الانقسام وتوحيد طاقات الشعب الفلسطيني.

4 ـ تجديد مؤسسات وتسليمها إلى الكفاءات.

5 ـ وضع رؤية سياسية، واستراتيجية مقاومة، لاستكمال النضال الفلسطيني حتى طرد الاحتلال.

6 ـ تشكيل قيادة ميدانية للإشراف على انتفاضة القدس ودعمها على كلّ المستويات.

7 ـ الطلب من الجماهير العربية والإسلامية إسنادنا في كلّ المحافل المحلية والدولية.

8 ـ الطلب إلى المؤسسات الحقوقية الدولية، التدخل، وإدانة تصرفات هذا الكيان الغاصب.

9 ـ الاتصال بكلّ أحرار العالم من أحزاب وقوى وشخصيات من أجل دعم قضيتنا في كلّ المحافل.

تأتي انتفاضة القدس المتجدّدة، في الذكرى السنوية الـ 73 للنكبة، وهذا ردّ من الشعب الفلسطيني، بأن لا قدس بدون فلسطين، ولا فلسطين بدون القدس العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، لهذا، نحن بصفتنا لاجئين نسينا آلامنا وأوجاعنا، وتوحدنا من أجل دعم قضيتنا وشعبنا، ولكي يعلم كلّ المتخاذلين، إننا شعب يورث القضية من جيل إلى جيل، حتى الانتصار، لهذا، علينا أن ننسى خلافاتنا وأوجاعنا ونلتفت إلى نصرة شعبنا، وقضيتنا.

من هنا، دعوتنا إلى التوحد، حتى ننهي النكبة، وننتصر على العدو، ونقيم دولتنا وعاصمتها القدس، وتكون هذه هدية لكلّ أحرار العالم، وحتماً سننتصر.

*مسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى