استمرار فعاليات التضامن مع مواجهات شعبنا الفلسطيني للاحتلال: محور المقاومة بات أقوى وأعطى الأفضل لشعوب المنطقة
في إطار فعّاليات التضامن المتواصلة في لبنان، مع شعبنا الفلسطيني الذي يتصدى لآلة القتل الوحشي «الإسرائيلي»، وتنديداً بالمجازر التي يرتكبها جنود العدو بحق الأطفال والنساء والمدنيين في فلسطين المحتلة، نظَّم حزب الله وقفةً تضامنيةً مع فلسطين والقدس في معلم مليتا السياحي، شارك فيها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي واستُهلت برفع ثُلة من رجال المقاومة راية ضخمة لفلسطين على سارية عملاقة، وبعدها تحدَّث جشي موجهاً التحية للمقاومين والجرحى والأسرى من شعبنا الفلسطيني «الذي يكتب صفحات العزِّ بالدم والنار، وكذلك للعابرين الشهداء والسائرين مجاهدين ومناضلين ومنتفضين على طريق القدس وفلسطين».
وشدّد على أن «معادلة القدس هي معادلة الكرامة ولا تراجع عنها، فقد توحَّدت فلسطين والأمّة والأحرار حول القدس».
وعُقد في مقر الاتحاد العمّالي العام، لقاء تضامني مع شعبنا الفلسطيني برئاسة رئيس الاتحاد الدكتور بشارة الأسمر، وحضور وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عماد حب الله، سفراء: فلسطين أشرف دبور، سورية علي عبد الكريم علي، تونس بوراوي الإمام وكوبا ألكسندر موراغا، النائب ميشال موسى، الوزيرين السابقين بشارة مرهج وكريم بقرادوني، نقيب المحرّرين جوزيف القصيفي، رئيس وحدة النقابات في حزب الله هاشم سلهب، من «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» علي فيصل، رئيس اتحاد عمّال فلسطين – فرع لبنان عبد القادر عبد الله ورئيس «ملتقى حوار وعطاء بلا حدود» الدكتور طلال حمّود.
بداية كلمة عريف الحفل نائب رئيس الاتحاد العمّالي العام حسن فقيه قال فيها «نلتقي اليوم في الاتحاد العمالي العام تضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه التعديات، ومهما حاول العملاء والخونة أن يغطوا وجه المؤامرة بالغبار نقول لهم فلسطين لا ولن تموت أبداً».
وأكد أن «الحركة العمّالية اللبنانية لم تكن يوماً على حياد في معركة التحرير وفي وجه الاحتلال والذل»، مديناً الكيان الغاصب والمجرم ومن يدعمه من قوى ظالمة.
بدوره، قال الأسمر «إن مقرّ الاتحاد العمّالي العام هو مقرّ الحوار الأول وهو الهيئة الجامعة الوحيدة المتحدة اليوم والهيئة الأكثر تمثيلاً، ونحن هنا لنصرخ دعماً لفلسطين ونصرخ لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني».
وأشار إلى أن ما يحصل في فلسطين اليوم هو ملحمة بطولة. وتابع «المطلوب من الشعوب أن تقف وتضع حداً لسياسات الهيمنة والاستسلام، ونحن هنا اليوم لنرفع الصوت من أجل دعم فلسطين ومحور المقاومة الذي أعطى الأفضل للشعوب في المنطقة».
وختم «إيماننا كبير ونحن على ثقة بأن القدس ستبقى عاصمة الأحرار وصلة الوصل وملتقى الأديان وهي العاصمة الأبدية لفلسطين».
من جهته، اعتبر بقرادوني، أن «ما يحدث في فلسطين المحتلة يدل على تحولات إستراتيجية عديدة»، مشيراً
إلى ثلاثة منها «التحول الأول يبرز خلال توحد فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والقدس ومناطق فلسطين 48. وجوهر هذا التوحد هو الإيمان بالمقاومة طريقاً إلى تحرير الأرض وإحقاق حقوق الفلسطينيين وفي مقدمها حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. التحول الثاني يُشبه ما شهدناه في لبنان في حرب تموز 2006 عندما فشل الطيران الإسرائيلي في إيقاف صواريخ المقاومة التي استمرت بقصف العمق الإسرائيلي 33 يوماً، ويبدو أن المقاومة الفلسطينية تملك من الصواريخ لأشهر عدّة، وقد فرضت حالا من الرعب داخل الكيان الإسرائيلي القائم بالعنف والإرهاب. التحول الثالث يتمثل ببروز انقسام سياسي داخل إسرائيل، وبين يهود الخارج، وظهور مواقف دولية تنادي بضرورة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم كشعب أثبت أنه لم يتخل عن أرضه بعد مرور 73 عاماً».
وقال السفير علي عبد الكريم «على الرغم من أننا منهمكون في التحضير لانتخابات الرئاسة آثرت أن أكون اليوم معكم لتأكيد مؤازرة وموقف سورية في الأرض المحتلة شعباً وقيادة في كل المجالات، وما يحصل اليوم في فلسطين أدى إلى وحدة الإخوة الفلسطينيين، ما أصاب المسجد الأقصى وأحياء القدس وحد الشعب الفلسطيني والعربي والعالمي. ما قدمه أشقاؤنا في فلسطين معبّر عن صحوة وعمق في الانتماء، وكذلك في الضفة الغربية والشتات وفي كل أماكن وجود الفلسطينيين في العالم، وما وقفت سورية دائماً إلاّ إلى جانب الحق ضد الإرهاب والتي هي واجهت إرهاباً من أصقاع العالم ما طمس القضية الفلسطينية وسورية استهدفت لأنها لم تفرّط بالقضية الفلسطينية رغم إصابتها من أشقائها في الحرب الكونية».
أضاف «سورية لم تفقد الهدف ولا تساوم على أشقائها، وهي تتعافى اليوم وتعتبر ويعتبر معها العالم أن الحق يعود إلى أهله، وتمكنت سورية من الصمود في وجه الإرهاب ومن التحق بهذه القوى التي دعمتها أميركا. وانتصرت سورية بجيشها وشعبها، وقد خسرت كل القوى التي دعمت الإرهاب الرهان وهي تعيد النظر في سياساتها اليوم».
وتابع «نُقدّر أن المراجعة تفرضها مصلحة هذه القوى وما يحصل من التفاف شعبي عارم في فلسطين رهاننا سينتصر، رهان الحق، سورية تراه اليوم يُثمر في الأرض المحتلة بفعل البطولات لقوى المقاومة التي وحدها توحّد الموقف وهذا ما نرجوه لفلسطين».
وختم متمنياً «أن تكون سورية مرحبة بأبنائها وأن يكون لبنان معافى، وأن التكامل بين سورية ولبنان ضروري، ونرجو أن يكون أوسع وأشمل على مستوى الوطن».
أما دبّور فقال «يسطر شعبنا الفلسطيني في القدس وغزّة والضفة وكل فلسطين أروع ملاحم الصمود والبطولة في وجه العدو وعدوانه على شعبنا، متجاهلاً أي حقوق إنسانية، في سياسة ممنهجة من البطش والاستخدام المفرط للقوة معتقداً بذلك أن باستطاعته من خلالها كسر إرادة شعبنا وقيادته، لكن شعبنا البطل بصموده وتحديه وصلابته وتصميمه على انتزاع حقه أذهل العالم أجمع ما جعل عدونا الصهيوني وقطعان مستوطنيه يقفون عاجزين أمام مقاومة باسلة، وأيقنوا أن مشروعهم لن يمرّ على الرغم من الدعم الذي حظي به أصحاب المشاريع والصفقات والتخاذل من هنا أو هناك. وأعلن شعبنا الفلسطيني بصوت مدو بأنه لا تستطيع قوة على هذه الأرض أن تفرض علينا أي انتقاص من حقوقنا الكاملة».
وحيّا مرهج الاتحاد العمّالي العام على هذه «المبادرة الكريمة التي يحتاجها لبنان للتعبير عن محبة فلسطين وشعبها»، مؤكداً تضامنه مع «الشعب الفلسطيني في وقفته التي نعتز بها في هذه المعركة التي فرضتها إسرائيل والتي أثبتت أن الشعب الفلسطيني متمسك في أرضه».
بدوره، أكد السفير الكوبي «تضامن الشعبين الفلسطيني والكوبي اللذين واجها الظلم والقهر»، معرباً عن اعتقاده «أن ما يحصل اليوم في فلسطين يدفعنا إلى التضامن مع هذا الشعب الذي ينتفض على المحتل والمغتصب لأرضه».
وقال القصيفي «تشكر نقابة محرّري الصحافة اللبنانية الاتحاد العمّالي العام ورئيسه الدكتور بشارة الأسمر على دعوتها للمشاركة في هذا اللقاء، وتعلن تضامنها المطلق مع أبناء الشعب الفلسطيني في نضاله ضدّ الاحتلال الصهيوني لأرضه، وتُدين المذابح التي يرتكبها جنود الاحتلال ضد المواطنين، وأعمال هدم المنازل قصفاً وجرفاً، وطردهم من بلداتهم وأحيائهم وإحلال المستوطنين مكانهم في سعي لتغيير طبيعة الأرض وهويتها، ومواصلة محاولات اقتحام المسجد الأقصى وتدنيس المقدسات».
أضاف «كما تُدين النقابة بشدّة، الاعتداء على الصحافيين والإعلاميين والمصوّرين في غزة وسائر فلسطين المحتلة، وقصف مكاتب محطات التلفزة والوكالات الدولية في القطاع، في محاولة من الكيان الغاصب لمنع نقل ما يحصل من مجازر في حق الشعب الفلسطيني الصابر والصامد. وتدعو إلى أوسع تعبئة دولية وعربية سياسية وإعلامية للإضاءة على المأساة التي تمثّل فصولاً في غزّة والأراضي المحتلة، وتتوجه إلى الزملاء العرب للتقيد بقرارات الاتحاد العام للصحافيين العرب بوقف التطبيع الإعلامي مع إسرائيل، والتركيز على انتهاكاتها لحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة والانتصار لحقها في الحياة، وفي دولة مستقلة ذات سيادة، وعودة من لجأ من أبنائها إليها انطلاقاً من حق العودة المكرّس بالقرار الدولي الرقم 194. كما الانتصار لحق الفلسطينيين بالمقاومة حتى تحقيق هدفهم بإنهاء الاحتلال».
وتابع «إن نقابة محرّري الصحافة اللبنانية ترى أن ما أقدمت وتقدم عليه إسرائيل هو جريمة حرب موصوفة تقتضي إدانة شاملة، وإحالتها على مجلس حقوق الإنسان، كما يتعين على الاتحاد الدولي للصحافيين وسائر النقابات القارية والوطنية في كل أنحاء العالم اتخاذ التدابير الزاجرة في حق الصحافيين الصهاينة ومن يواليهم في طمس الحقائق، والتعمية على ما يحصل من انتهاكات».
ودان «الاعتداءات الصهيونية المتكررة ضدّ المتظاهرين السلميين من لبنانيين وفلسطينيين على الجانب اللبناني من الحدود مع فلسطين المحتلة»، مؤكداً أنه «انتهاك لسيادة لبنان وحرمة أراضيه، ومناف لأبسط حقوق الإنسان».
وختم «إن فلسطين هي قضية حق لن تموت، طالما أن شعبها لا يستسلم، ويقدم الشهيد تلو الشهيد، لتبقى قضيته حيّة في الذاكرة والقلوب، يتوارثها أبناؤه جيلاً عن جيل حتى يتحقق النصر المؤزّر».
وأكد السفير التونسي أن «الحق يعلو ولا يعلا عليه»، شاكراً الاتحاد العمالي على «هذه المبادرة وكل الاتحادات العربية والتونسية التي هي في الصف الأول في الدفاع عن حقوق الشعوب»، لافتاً إلى أن «ما يحصل اليوم في فلسطين هو سلسلة جديدة من الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني».
وأكد أن «حق الشعب الفلسطيني في أرضه والسلام العادل والشامل لن يتحقق بوجود النظام الإسرائيلي العنصري».
بدورها أقامت «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» وقفة تضامنية مع فلسطين، في مخيم صبرا وشاتيلا، بعنوان «من بيروت إلى القدس… سلام»، شارك فيها ممثلو الفصائل الفلسطينية وأبناء المخيم.
وانطلقت «السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي»، في موكب تضامني من عكار والمنية والشمال، تلبيةً لنداء القدس على الحدود مع فلسطين المحتلة في بلدة مروحين.
كما أقيمت سلسلة وقفات تضامنية في طرابلس وعدد من المناطق.
إلى ذلك، اعتبرت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون «الإسرائيلية» يحيى سكاف في بيان «أن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، وفي غزة الأبية يتطلب من الشعوب العربية الانتفاض، دعماً للقضية الفلسطينية وللمقاومة الصامدة بوجه العدو الغاشم».
وحيّت «رجال المقاومة البواسل من الفصائل الفلسطينية كافة الذين يقاتلون جنباً إلى جنب في معركة استثنائية ستترك أثراً كبيراً في مجال الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها الكبيرة على استهداف كل شبر في كيان العدو».
وأكدت اللجنة أن «فلسطين وقضيتها ستبقى قبلة الشرفاء والأحرار مهما بلغت التضحيات، لأن تحرير الأرض الفلسطينية والأسرى والمقدسات هو واجب علينا والتخلي عنه خيانة عظمى لآلاف الشهداء من أبناء أمتنا الذين سقطوا في مواجهة الاحتلال».
ودعت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة في يوم الغضب العربي والعالمي وتنديداً بجرائم الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني، واعتزازاً ببطولاته وتضحياته، وتأكيداً على دور بيروت العروبة والكرامة في الانتصار لكلّ قضايا أمتنا العادلة، الى المشاركة في الاعتصام التضامني بعد صلاة الجمعة (21-5-2021) في باحة مسجد الإمام علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة، في بيروت.