أخيرة

قصة الحضارة يكتبها الأبطال

} يكتبها الياس عشّي

للانتصار نكهة خاصة، وهي نكهة عمومية ومتشابهة في الزمان والمكان، فعندما ينتصر شعب على عدوّ من أعدائه، تقام مهرجانات الفرح، وترفع رايات النصر، ويتجاوز الأفرقاء خلافاتهم .

إنها قصة الحضارة منذ أن بدأ الإنسان يكتب تاريخه، ويمجّد مآثره، ويرفع في الساحات تماثيلَ تخلّد أبطاله .

واستثنى لبنان نفسه من هذه القاعدة. سقطت كلّ الأقنعة ولم تبقَ إلا ورقة التوت. لقد انتصرت المقاومة الوطنية اللبنانية على المعتدين الصهاينة، وأخرجتهم من الأراضي اللبنانية، وبدلاً من أن يتوحّد كلّ اللبنانيين في مشهد بانوراميّ واحد، ويمجّدوا تلك الانتصارات، بدلاً من ذلك تآمر البعض على الانتصار، وحاولوا تقزيمه وتفريغه من محتواه البطولي والمثالي، بل حاولوا القبض على روح الشهداء، وعلى القيم البطولية التي جسدتها المقاومة؛ فعلوا كلّ ذلك تحت غطاء المطالبة بإصدار قرار أممي يضع المقاومة في خانة الإرهاب !

هل من تفسير منطقي لما حدث؟ أم أنّ الغريزة الطائفية قد فعلت فعلها، ووصلت بلبنان إلى ما وصل إليه اليوم من تشرذم، ومن اختلاف على كلّ شيء حتى على جنس الملائكة؟

والجواب عند جمال الدين الأفغاني الذي قال :

«لسنا نعني بالخائن من يبيع بلاده بالمال، بل خائن الوطن من يكون سبباً في خطوة يخطوها العدو على أرض الوطن».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى