سورية تهزم العالم… الأسد رئيساً
} إنعام خرّوبي
هي سورية التي نعرفها جميعاً. هي سورية عينها منذ فجر التاريخ، التي صدّرت الحرف إلى العالم، فصدّر إليها الحرب، وأيّ حرب؟ هي الحرب التي خيضت بما يزيد عن ألف فصيل إرهابي، مدعوم من جهات دولية وإقليمية، من بينها حكومات بقيت حتى الأمس القريب جاثمة على صدور السوريين، كقوة احتلال، وبعضها الآخر توّج نفسه سلطاناً من بابه العالي فوق أحلام السوريين وتطلُّعاتهم.
إنها سورية التي شرّعت قلبها ليكون معبر خلاص الأمّة، فاستغله بعض العرب لشحذ سكاكينهم في جسدها فعاشت 11 عاماً عجافاً عصفوا بأرضها وحياة أبنائها قتلاً وتدميراً وخطفاً وتهجيراً.
تضحيات جسام، عشرات آلاف الشهداء والجرحى والنازحين داخل الوطن وخارجه، سطّرت فصلاً مريراً من تاريخ سورية لم ينجح في فصلها عن ذاتها، أو تغريبها عن دورها وهويتها، وها هي رغم جراحها تنتصر.
الاستحقاق الانتخابي السوري هذا العام هو ربيع سورية الحقيقي، ويصحّ وصفه بـ «العرس الشعبي» لتجديد الثقة بالقيادة السورية المتمثلة في شخص الرئيس بشار الأسد. المشهد العارم بالتعبير عن الإرادة الشعبية السورية الجارفة في التجديد للرئيس الشاب، المُعبَّر عنها في الساحات والشوارع ومراكز الاقتراع في المحافظات كافة، ترافق مع مشهد لا يقلّ حفاوة متمثلاً بحماسة العديد من الناشطين العرب في التعبير عن تضامنهم مع السوريين دعماً للرئيس، خلافاً لما كان البعض يمنّي النفس به من انسلاخ سورية عن القلب والعقل القومي والعربي من المحيط إلى الخليج، وكمؤشر لا لبس فيه عن المعنى الحقيقيّ لما تحتضنه سورية من شرعية قومية وعربية، لم تكن يوماً أسيرة توجُّهات نظام رسمي عربي، دقّ ناقوس خيانته للشعوب حين انقلب على عاصمة الأمة.
سورية اليوم تهزم العالم وتكيد أعداءها. وفي وقت تكيل فيه أحزانها، وتهمُّ في نفض غبار الإرث الدامي للمؤامرة الكونية عليها، تطلّ على العالم من بوابة انتصارها فتهديه إلى حراسها الحقيقيين وحاملي راياتها وحرابها من عناصر الجيش وضباطها، وشعبها الصامد على أرضه وحلفائها، لا سيما في محور المقاومة.
من دوما التي خطفها يوماً المشروع التكفيريّ، أطلّ الرئيس الدكتور بشّار الأسد برفقة عقيلته، مؤكداً أنّ سورية انتصرت وأنّ اليوم هو يوم آخر، يوم ولدت فيه سورية من جديد بعد مخاض عسير.
وقال الأسد بعد الإدلاء بصوته في مركز الاقتراع في مجلس بلدية دوما بريف دمشق: «نحن اليوم نثبت من مدينة دوما أنّ الشعب السوريّ هو شعب واحد في خندق واحد في مواجهة الإرهاب والعمالة والخيانة».
وأضاف: «هذا التحرير وهذا الاستحقاق اليوم الذي نمارسه في هذه المدينة وفي مناطق أخرى محرّرة لم يكن ليتمّ لولا آلاف الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض وعن الشعب في دوما وعشرات الآلاف في مناطق أخرى من سورية».
وأوضح أنّ «هذا الاستحقاق وردّ الفعل الشعبي الذي نراه هو تأكيد على أنّ المواطن السوري حرّ، قرار المواطن السوري بيده، بيد الشعب ليس بيد أيّ جهة أخرى، وبالتالي كلّ ما نسمعه من تصريحات مؤخراً من دول غربية معظمها ذات تاريخ استعماري بدأت من قبل الحملة واستمرت حتى الأيام القليلة الماضية وربما الساعات القليلة الماضية التي تعلق على هذه الانتخابات وتعطي تقييماً لها وتحدّد شرعيتها وعدم شرعيتها. طبعاً نحن كدولة لا نهتمّ أبداً بمثل هذه التصريحات، ولكن الأهمّ مما تقوله الدولة أو تصمت عنه هو ما يقوله الشعب».
وتوجّه إلى المشكّكين بنزاهة الانتخابات، قائلاً: «قيمة آرائكم هي صفر وقيمتكم عشرة أصفار».