مانشيت

واشنطن تدعم ثنائي بينيت ليبيد لحكومة تجمع اليسار واليمين دون نتنياهو لضمان التهدئة / حراك مصريّ لتثبيت وقف النار… وتصعيد في اليمن يسابق مساعي العودة للتفاوض / بري سيحسم مصير مبادرته في ضوء تجاوب الحريري وباسيل ويحمّل المعرقل المسؤوليّة /

كتب المحرّر السياسيّ

كشفت الاتصالات التي أعلن عنها ثنائي يئير ليبيد ونفتالي بينيت لتشكيل حكومة تجمع اليمين واليسار وتعزل رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً، عن المعنى الرمزي لقيام صحيفة نيويورك تايمز بنشر صور الشهداء الأطفال في حرب غزة على صفحتها الأولى، في رسالة قاسية لنتنياهو، ولمغزى نقل صحيفة هآرتس للصورة على صفحتها الأولى أيضاً، في إشارة واضحة لقرار واشنطن بإغلاق الطريق على مخاطر نشوب حرب إقليميّة سيتسبّب بها التماهي بين معسكر نتنياهو وتجمّعات المستوطنين والمتطرفين، الذين تطلب واشنطن لجمهم عن مواصلة اعتداءاتهم بحق السكان العرب الأصليّين في فلسطين، وخصوصاً في القدس ووضع حد لانتهاكاتهم المسجد الأقصى، بعدما صارت المعادلة القائمة وفقاً لما أعلنه الأمين العام لحزب الله تقول بأن الحرب الإقليميّة تقف وراء الباب مع بقاء نتنياهو على رأس حكومة الكيان، وبالرغم من انتماء بينيت لمعسكر اليمين، والتزام ليبيد بدعم الاستيطان فإن حكومة الائتلاف التي بدت إمكانيّاتها مرتفعة في الساعات الأخيرة ستكون عاجزة عن الإجماع السياسي بوجود اليسار ودعم كتلة عربيّة على الأقل، وتبدو حكومة ضعيفة وغير منصاعة بالكامل للمستوطنين كافية بالنسبة لواشنطن لتفادي بقاء نتنياهو أو عودته بعد انتخابات خامسة، فيما وصفت مصادر فلسطينية خلط الأوراق السياسية في الكيان بالنتيجة الطبيعية للفشل الذريع الذي مُني به الكيان وجيشه بقيادة نتنياهو في الحرب الأخيرة، وللمخاوف من تحوّل أية مواجهة مقبلة تحت عنوان القدس الى حرب إقليمية لن تكون نتائجها لصالح الكيان على الإطلاق.

بالتزامن واصلت مصر مساعيها لتثبيت وقف النار الذي بقيت شروطه غامضة، في ظل تركيز نتنياهو على ربط تثبيت وقف النار بشرطين، الأول ضمان مراقبة مشدّدة على عمليّة إعمار غزة منعاً لقوى المقاومة من إعادة تكوين مصادر قوتها، والثاني ربط وقف النار النهائي بإنهاء قضية تبادل الأسرى، فيما يتمسّك الجانب الفلسطيني بأن تكون قضية وقف الاعتداءات والانتهاكات في القدس شرطاً واضحاً في صيغة وقف النار، وبقيت الحركة المكوكية لرئيس المخابرات المصرية عباس كامل بين رام الله وتل أبيب وغزة من دون نتائج نهائية.

لبنانياً، ينتظر أن يصل اليوم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الى بيروت قادماً من باريس، بعد تداول شائعات عن تعرّضه للاحتجاز في دولة الإمارات، ويتوقع المعنيون بالمسار الحكومي أن يشغل رئيس مجلس النواب نبيه بري محرّكاته على جبهتي بيت الوسط وميرنا الشالوحي، للتداول بالقواعد التي تبلورت لديه لتشكيل حكومة من 24 وزيراً لا ثلث معطل فيها، وبتوزيع متوازن للحقائب، وتتضمّن حلاً لحقبيتي العدل والداخلية، ولآلية تسمية الوزيرين المسيحيين الأخيرين بصورة ترضي الفريقين.

مصادر مواكبة لحركة بري قالت إن رئيس المجلس الذي يحظى بدعم خارجي وداخلي لحسم الملف الحكومي لن يقوم هذه المرة بمساعٍ لتقريب وجهات النظر فقط، بل باتت لديه عناصر كافية للقول إن الصيغة التي سيعرضها تمكنه من الحكم على نيات الفريقين المعنيين بتشكيل الحكومة، ونظراً لتقديره لخطورة الموقف سيذهب الى حد وضع الأمور في دائرة تحميل الطرف المعرقل للمسؤولية، في ظل تفاهم يضمّه مع حزب الله والنائب السابق وليد جنبلاط، لسحب الغطاء عن الفريق المعرقل.

رغم الأجواء الحذرة والتشاؤميّة التي تعبر عنها بعض الأوساط السياسية حيال مآل الأمور في الملف الحكومي، يبدو أن الأسبوع الطالع سيحمل معه تحركاً مكثفاً لتأليف الحكومة العتيدة برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي ينتظر أن يعود الى بيروت بعدما زار الإمارات وانتقل منها الى باريس.

وبحسب مصادر مطلعة لـ «البناء»، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ينتظر عودة الرئيس الحريري لعقد لقاء معه بهدف بلورة حصيلة اتصالاته وفق مبادرته التي تحظى بدعم بكركي، واصل في الأيام الماضية اتصالاته مع حزب الله والتيار الوطني الحر خاصة أنه يحظى بتفويض محليّ وعربيّ للسير بمبادرته مع المعنيين من أجل تأليف حكومة في أسرع وقت ممكن، من منطلق أن هناك تململاً أيضاً داخل الثنائي الشيعي من الاستمرار في مسايرة النائب جبران باسيل إلى ما لا نهاية. وشدّدت المصادر على أن لا خيار أمام القوى المعنية إلا التفاهم على إيجاد حلول للعقد المتبقية والتي تتصل باسمي الوزيرين المسيحيين والإسراع في تشكيل الحكومة. ومن هذا المنطلق يواصل بري في اتصالاته مع المسؤولين او خلال لقاءات معاونه النائب علي حسن خليل مع النائب باسيل العمل على تدوير الزوايا لما فيه مصلحة الجميع على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.

وليس بعيداً، ظنت بعض المصادر أن تهديد بعض نواب التيار الوطني الحر بالاستقالة عند كل إطلالة إعلامية لا يعدو كونه تهويلاً لا اكثر فما يجري لا يتعدى المناورة العونية، خاصة أن التيار الوطني الحر اكثر المقتنعين ان لا انتخابات مبكرة وأن ليس من مصلحته الخروج من البرلمان، وبالتالي ما يجري لا يتعدّى رفع السقوف للحصول على المطلوب لا سيما أن جلسة المجلس النيابي أعطت دفعاً للحريري بعدما كان التيار الوطني الحر ينتظر أن تأتي نتائج الجلسة لمصلحة العهد.

أما مصادر تيار المستقبل، فأشارت لـ»البناء» الى ان توقيت عودة الحريري الى بيروت لن يتجاوز الـ 24 ساعة، مشيرة الى ان الحريري يبدي انفتاحاً على مبادرة الرئيس بري ومساعي الأخير وهو على تواصل مستمر معه. وهو منذ اليوم الأول اكد أنه يعمل على تأليف حكومة ضمن الأطر الدستورية وانه على موقفه القائم على تأليف حكومة من دون أي ثلث معطل لأحد، خاصة أن فريق رئيس الجمهورية لا يزال يعتمد اسلوب المناورة والانقلاب على المبادرات والمساعي، لافتة الى أن بعث الرئيس عون بمسودتين الى البطريرك الراعي مردّه أن العهد «بدو يخربط» على الرئيس بري مساعيه، علماً أنه يدرك تماماً أن هناك تنسيقاً بين الرئيس بري والبطريرك الراعي، عطفاً عن أن الرئيس الحريري على تواصل مستمر مع البطريرك الماروني، وأن الوزير السابق غطاس خوري زار في الساعات الماضية بكركي في إطار اتصالات الحكومة.

وليس بعيداً لم تستغرب مصادر المستقبل الإشاعات التي تعرّض لها الرئيس الحريري حول توقيفه في الإمارات، معتبرة أن مصدرها هو التيار الوطني الحر؛ وهذا الأمر أصبح معروفاً للجميع.

وكان الرئيس المكلف غرّد عبر حسابه على تويتر صباح أمس، بعد أخبار يتمّ التداول بها على مواقع التواصل الاجتماعي، حول توقيفه في الإمارات، قائلاً: «يسعد صباحكم بالخير. كيفكم اليوم؟».

وأعلن البابا فرنسيس أمس، أنه سيجتمع بممثلين عن مسيحيي لبنان في الأول من تموز لمناقشة الوضع الصعب في بلادهم. وقال البابا: «سألتقي في الفاتيكان مع قادة المجتمعات المسيحية في لبنان لمناقشة الوضع المقلق في البلاد والصلاة معاً من أجل نعمة السلام والاستقرار».

وتأتي الدعوة بناء على تواصل قام به بطريرك الأرمن الارثوذكس الكاثوليكوس آرام الأوّل كشيشيان مع الفاتيكان طارحاً عقد لقاء روحي مع البابا للصلاة على نية لبنان والبحث في الأوضاع.

ورأت مصادر متابعة لهذا الحراك لـ»البناء» ان هذا اللقاء المسيحي اكثر من مهم وضروري في الوقت الراهن، لا سيما أن الانقسام الحاصل بين القوى المسيحية في لبنان والتحاقها بمحاور مختلفة ومتناقضة بات ينعكس سلباً على الواقع المسيحي في لبنان مع ازدياد نسبة هجرة المسيحيين، هذا فضلاً عن أن اللقاء من شأنه ان يشدد على اهمية التعالي على الحسابات والدفع نحو الحوار الدائم بين القوى المسيحية والتعاون مع القوى الإسلامية في لبنان الذي لا يبنى ألا بتنوّع أبنائه والتركيز على حياد لبنان والمحافظة على استقراره وسيادته.

الى ذلك سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «أين القوى الأمنيّة من مكافحة الاحتكار؟ فهل الدولة استقالت من مهامها؟ أم هي متواطئة على شعبها؟»، مشيراً في عظة الاحد، إلى أنّ «المستودعات مليئة بالمواد الغذائية والأدوية والشعب اللبناني يدفع الثمن».

وقال الراعي: «حان الوقت لترشيد الدعم من دون المساس بالاحتياطي الإلزامي لمصرف لبنان». وقال الراعي: إذ نَتفَّهمُ الموقفَ السياسيَّ للدولِ الشقيقة والصديقةِ التي تَربُطُ مساعدةَ دولةِ لبنان بتأليفِ حكومةٍ تقوم بإصلاحاتٍ جِديّة، فإن الوضعَ المأسَوي الذي بَلغه الشعبُ اللبنانيُّ يدفعنا لنستحثّ هذه الدول على مساعدةِ هذا الشعب قبلَ فواتِ الأوان. فالشعبُ بريءٌ من دولتِه، ومن خِياراتِها، ومن حكومتِه، ومن الجماعةِ السياسيّةِ عمومًا.

وفي الشأن الصحيّ، وفيما شهد لبنان يوم السبت مارواتون استرازينيكا في محافظات لبنان، في خطوة وصفها المعنيّون بالإيجابيّة والتي سوف تتكرّر في الأسابيع المقبلة من أجل تأمين الحماية المجتمعية، غرّد وزير الصحة حمد حسن عبر حسابه على تويتر قائلاً: الدفعة الأولى 150 ألف لقاح الآن نتسلمها من شركة فايزر مشكورة من أصل 780 ألف مجدولة خلال شهر حزيران؛ ماراتون فايزر قريباً؛ نحن حدكم لحمايتكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى