المجلس الماروني: اللغط الدائر حول آلية العمل الحكومي مردّه إلى الفراغ الرئاسي
اعتبر المجلس العام الماروني أنه «حري بنا أن نطالب بانتخابات رئاسية عاجلة معجلة وغير مؤجّلة، لئلا تبقى سدة الرئاسة المسيحية الضرورية لميثاقية هذا العيش مفرّغة من محتواها، وذلك في بيان إثر اجتماع عقدته الهيئة التنفيذية للمجلس في مقره المركزي في المدوّر، برئاسة رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن وحضور نائب الرئيس إميل مخلوف والأعضاء، وجرى التداول في حال الشغور الرئاسي والشلل الحكومي القائم.
واعتبر: «أن اللغط الدائر حول آلية العمل الحكومي مردّه إلى الفراغ الرئاسي في أعلى هرم السلطة التنفيذية». وأشار إلى «أن هذه الظاهرة الشاذة هي أسوأ نوع من أنواع النقض والتعطيل. ولولا ذلك ما اعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن الشغور لا يقتصر على رئاسة الجمهورية فحسب، بل يشمل في طريقه السلطتين التشريعية والتنفيذية. بل إن رئيس الحكومة تمام سلام يعلن في كل مرة أن علّة الأزمات داخل الحكومة ناتجة من عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وأثنى المجلس العام الماروني على «مواقف الرئيس سعد الحريري المطالبة بانتخاب رئيس جديد بحيث يبدو الشركاء أشد حرصاً على الأمانة الرئاسية من الموارنة أنفسهم».
وأمل «أن تشكّل حركة اللقاءات بين الأطراف مؤشّراً إلى نيات صادقة تُصرف نتائجها في المجلس النيابي بانتخاب رئيس جديد للجمهورية منعاً لشرور الشغور الرئاسي على القيادات العسكرية وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف مع اقتراب نهاية خدماتهم. إذ إن أي تأخير له تداعياته على الأوضاع الأمنية والاستقرار المالي في البلاد».
وأشاد المجلس العام الماروني بـ»نجاح الخطة الأمنية التي يتولاّها الجيش والقوى الأمنية بجدارة عالية غير آبهين بأي اعتبارات إلّا قطع دابر الفتنة والسرقات والتعرّض لكرامات الناس وفرض الأمن على الجميع سواء بسواء». كذلك عبّر عن «قلقه البالغ من الخطر المتعاظم على الحدود الشرقية والجنوبية نظراً إلى شرارات الحالة المضطرمة في سورية والنيات الخبيثة التي تبيتها «إسرائيل» لاستخدام «النصرة» في مزارع شبعا امتداداً إلى داخل الحدود». وأكّد الوقوف صفاً واحداً وراء الجيش الذي سجّل بسالة منقطعة النظير بقدراته المتوافرة والتي عوّض عنها بإرادة فولاذية وتفوّق نوعي على الأعداء المتربّصين شراً بلبنان في مرتفعات رأس بعلبك في عملية استباقية فاجأت الأعداء».
وأثنى على «صلابة قائد المؤسسة العسكرية العماد جان قهوجي الذي يُعَدّ من أبرع القادة العسكريين وأصلبهم إرادة في جيوش المنطقة». وأشاد بالإجراءات التي اتّخذها بعض الوزراء للتخلّص من الفوضى الإدارية والفساد وكل ما يمس صحة المواطن ولقمة عيشه. وأمل «أن تستمر هذه الوتيرة لأن ما ظهر وتظهّر أخجل من بلاد المافيات حيث لا قيمة لحياة الانسان».
وأثنى على حركة التواصل القائمة لتحرير العسكريين من الأسر، وأمل خيراً في حل هذه القضية الإنسانية والوطنية في أسرع وقت. إذ كيف يجوز تبادل الأسرى بين أعداء ألدّاء ويستحيل على صعيد يحفظ كرامة العسكري الذي يضع روحه على كفه للدفاع عن وطنه وعن جميع اللبنانيين؟
واعتبر المجلس العام الماروني أن تهجير مسيحيي الحسكة عار على العالم، واستغرب عدم دعوة الحكومات العربية إلى قمة عاجلة لمواجهة هذا الاعصار الذي لم تبلغه حروب التتار بوحشيته وبربريته مع داعش والنصرة التي تحرّك النعرات الدينية البائدة بين المسلمين، فيذهب ضحيتها المسيحيون، وشدد على «أن الهجمة البربرية على مسيحيي الحسكة، حلقة من حلقات التآمر على الوجود المسيحي المتجذّر في الشرق». وأثنى على «الإجراءات التي اتّخذها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق تعاطفاً مع مأساة الآشوريين النازحين من الحسكة بدخول لبنان بالتعاون مع المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم وتسهيل إقامتهم».