النواب السابقون: لقمة روحية لمواجهة الإرهاب وثقافة التكفير
دانت القوى السياسية ما قامت به الجماعات التكفيرية في الموصل وما تعرض له المسيحيون الآشوريون في سورية من تهجير على يد تنظيم داعش الإرهابي. وطالبت الهيئة الإدارية لرابطة النواب السابقين جميع القيادات الروحية المسيحية بضرورة عقد قمة روحية في أسرع وقت ممكن للتداول بخطورة الأوضاع التي تمر بها المنطقة خصوصاً ما تعرض له المسيحيون الآشوريون في سورية والمسيحيون الأقباط في ليبيا والمسيحيون عموماً في الشرق، واتخاذ الإجراءات للضغط على الدول القادرة في العالم للوقوف بوجه هذه البربرية الجديدة، على أن تلي القمة الروحية المسيحية قمة روحية إسلامية مسيحية لمواجهة الحركات التكفيرية ونشر ثقافة حقيقية تواجه ثقافة التكفير التي لا تستند إلى أي دين سماوي أو مناقبية إنسانية.
وقد قررت الهيئة الإدارية التي اجتمعت برئاسة النائب الأسبق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي اعتبار اجتماعاتها مفتوحة لمواكبة هذه الظروف العصيبة ومتابعة الاتصالات مع جميع المعنيين للوصول إلى نتائج تؤمن وضع حد لهذه الجرائم البربرية.
واستنكرت رابطة اللاتين في لبنان في اجتماعها الاستثنائي في مقرها في الفنار برئاسة رفيق بازرجي، «تمادي الأعمال البربرية التي تتعرض لها الأقليات المسيحية في الشرق». وقالت: «خبر إعدام العمال الأقباط في ليبيا الأسبوع الماضي، وتهجير السكان الآشوريين وخطف عدد منهم في شمال سورية هذا الأسبوع يستدعي الامتعاض ورفع الصوت».
ودان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عملية تهجير الآشوريين من قرى: تل هرمز، تل نصري، تل شاميرام، تل جمعة، تل سكرة، تل جزيرة وأم غرقان وغيرها من القرى في شمال شرقي سورية بحيث نزحت مئات الأسر إلى مدينة الحسكة بعد أن تعرّضت قراهم لقصف وهجوم عنيف من قبل تنظيم «داعش» في المنطقة.
واستنكر في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي إحراق كنيسة تل هرمز التاريخية التي تعد من أقدم الكنائس في سورية، مديناً هذه الأعمال الإرهابية وكان آخرها خطف مئات الآشوريين.
وناشد جعجع: «أبناء الشعب السوري بكل انتماءاتهم بالتدخل السريع لإطلاق سراح إخوتهم المختطفين»، داعياً «المجتمعين العربي والدولي بمنظماتهما الإنسانية والحقوقيـة الى التدخل السريع لإنقاذ المخطوفين وإعادة النازحين إلـى عائلاتهـم وقراهم».
وأكد تجمع العلماء المسلمين «أن المعركة مع الإرهابيين التكفيريين هي أكثر من معركة عسكرية، بل هي في الأساس معركة فكرية ومعركة قيم وتراث، وأن هذه الجماعات من خلال ممارساتها تعمل على تهديم كل معاني الحضارة في أمتنا، محاولين تأكيد أنهم ينطلقون بذلك من أحكام الدين الإسلامي، وما قيامهم بتحطيم الآثار المهمة في مدينة الموصل إلا تأكيد على همجية هذه الجماعة، ونحن في تجمع العلماء المسلمين نقول إن المحافظة على هذه الموجودات الأثرية الشاهدة على عصور قديمة وحضارات مررنا بها هو من الواجبات الوطنية».
وإذ أشار إلى «أن هذه الموجودات الأثرية كانت منذ ما قبل الإسلام وجاء الإسلام ومن أكثر من أربعة عشر قرناً لم يتعرض لها بالهدم»، سأل: «أترى أن السلف الصالح كان بعيداً من الدين أو أنهم أكثر تديناً منهم؟!».
وشدد على «أن الصنم الذي يجب كسره هو الصنم الذي يُعبد، أما اليوم فلا يوجد بشري يعتقد بحرمة لهذه الأصنام أو أنها آلهة تُعبد أو تمثل آلهة، ولكنها في الوقت نفسه قيمة حضارية يجب الحفاظ عليها».
وعقدت أحزاب وطنية وروحية مسيحية اجتماعاً، بدعوة من حزب الاتحاد السرياني العالمي في مقره العام في سد البوشرية، توقف فيه المجتمعون، بحسب بيان، عند التطورات الأخيرة في منطقة الخابور – الحسكة السورية، حيث يتعرض الشعب السوري عموماً والوجود الآشوري السرياني الكلداني خصوصاً، لعملية تطهير عرقي وديني وتهجير قسري منظم، من قبل تنظيم داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية ومن يقف خلفهم من قوى دولية .
وناشد المجتمعون المجتمع الدولي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي القيام بواجبهم فوراً في محاربة داعش .
واتفقوا على تشكيل خلية عمل إغاثية وسياسية وإعلامية ودبلوماسية لمتابعة وضع اللاجئين إلى لبنان من شمال سورية لحظة بلحظة، إلى جانب دعوة جميع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، لوقفة تضامن ودعم مع الشعب المسيحي في منطقة الحسكة معنوياً ومادياً .
وطالبوا مجلس الوزراء اللبناني بتبني هذه القضية ونقلها إلى المحافل الدولية .