التويني: غزّة انتزعت قرار الحرب والسلم والكيان الصهيوني إلى أفول
أكد الوزير السابق نقولا التويني، أن «غزّة ومناضليها وشعبها انتزعوا قرار الحرب والسلم وتوحدت فلسطين حول قضية القدس وثارت مدن فلسطين في وجه المحتل، ولم يتجرأ العدو على الدخول في الحرب البرية وارتدع بعد 11 يوماً، وطالب بوقف إطلاق النار وتبادل السجناء ومنع مظاهرات المستوطنين في القدس في حي الشيخ جراح».
وإذ سأل في تصريح «ماذا تبقى من الحلم الصهيوني لدولة مبنية على حصرية تجمّع ديني من جنسيات متعدّدة»، عارضاً لغايات إنشاء الكيان الاستعمارية، اعتبر أنه «رغم كل النجاحات المتراكمة للكيان الصهيوني، ابتدأت مرحلة الأفول المتدحرجة مع حرب تشرين الأول حيث عبرت القوات المصرية والسورية إلى شرق القناة وإلى هضبة الجولان وبحيرة طبرية ومشارف حيفا ثم انكسارات الجيش الإسرائيلي في غزوة لبنان على يد المقاومة والجيش اللبناني والجيش السوري والانسحاب المتقهقر سنة 1973 من الجنوب اللبناني من دون قيد أو شرط هزيمة سلاح المشاة والمدرعات أثناء الحرب على لبنان سنة 2000 والضربات الصاروخية المركّزة من المقاومة اللبنانية على معاقل العدو وحروب غزة المتتالية، والأخيرة أفضل شاهد على الانحدارات العسكرية المتتالية للعمل والردع الإسرائيلي، ماذا جرى وكيف نفسر كل هذا؟».
وتابع «هنالك حقائق جيوسياسية فرضت نفسها على موازين القوى وجدلية السياسة الدولية وميزان القوى المتناحر بين الكيان الصهيوني والعالم العربي. انحسر الدور الإسرائيلي المضاد للشيوعية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وشعر الغرب بنشوة الانتصار للوصفة الرأسمالية الغربية، وابتدأت المؤسسات الدولية التابعة للغرب توزع الوصفات الإدارية والاقتصادية لشمولية العالم الآخر المتعثّر. وارتخت مفاصل الرأسمالية الصلبة لتنعم بنشوة وراحة الانتصار، واخترعت العولمة وانفتاح الأسواق وتوزيع العمل العالمي والنتاج والإستهلاك… حتى بادرها الشرق من الصين واليابان وكوريا وروسيا والهند، بتدفق البضائع والمواد الأولية وانتصر عليها في العولمة الاقتصادية حتى إجبار الغرب التراجع إلى حدوده من قواعده العسكرية في الشرق الأقصى والأدنى وحتى من أوروبا، حتى بادرت روسيا عسكرياً ودخلت القوات الروسية إلى سورية، وأصبحت جارة للبنان وفلسطين والأردن والعراق وبالطبع تركيا في موقع التقدّم الإستراتيجي النافذ على شرق البحر المتوسط وأوروبا».
وقال «يعيش الكيان الصهيوني هزّة أرضية رسمية لصلب مقولاته الخرافية المؤسسة، يقول إنه يمثّل القيم الغربية والديمقراطية الطموحة فيقتل وينكّل بأهل فلسطين من دون هوادة وكيانه العنصري، يتهاوى من داخل أراضي فلسطين 48 يتلقى الدعم العملاني من الغرب لكن الديمقراطية الغربية أصبحت مكشوفة على الجريمة الإنسانية اليومية التي يقوم بها الكيان ضد أهل فلسطين».
وختم «لم يعد للغرب القدرة المعنوية والاقتصادية لتحمّل الجريمة والكذب والمكر الصهيوني، وأصبح بعض المفكرين اليهود من الكيان وخارجه أعداءً للصهيونية، وكُثر من الصهاينة أصبحوا يشعرون بعدم الأمان الوجودي وقرروا الرجوع إلى جنسياتهم الأصلية ومغادرة المنصة العسكرية الصهيونية المبتورة عن الواقع التاريخي، يستشعرون نهاية الوظيفة التاريخية الغربية للاندفاع الصهيوني على أرض فلسطين، ومقولة أرض الأجداد سقطت مع الحفريات الأركيولوجية التي تمّت من خيرة العلماء الصهاينة، ولم يعثروا على إثبات واحد ولو من الفخاريات يثبت مقولاتهم الخرافية».