أوباما يهدد الكونغرس بالفيتو أن طالب بمراجعة الاتفاق المحتمل مع إيران
هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما باستخدام حق النقض ضد مشروع أقره مجلس الشيوخ ويسمح للكونغرس بمراجعة أي اتفاق مع إيران بشأن قدراتها النووية.
ونقل عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض بيرناديت ميهان قولها أن «الرئيس كان واضحاً حينما قال بإنه ما من مجال الآن لإجازة أي قانون إضافي من الكونغرس بشأن إيران» وأضافت: «أنه إذا أرسل مشروع القانون هذا إلى الرئيس فسيعترض عليه».
وأضافت ميهان أن الولايات المتحدة «لا بد وأن تعطي مفاوضينا أفضل فرصة للنجاح بدلاً من تعقيد جهودهم».
وينص «قانون مراجعة اتفاق إيران النووي» على عرض نص، أي اتفاق يحصل على الكونغرس في غضون خمسة أيام من التوصل إلى اتفاق نهائي مع إيران. وسيحظر القانون أيضاً على أوباما تعليق أو إلغاء عقوبات على إيران أجازها الكونغرس لمدة ستين يوماًَ بعد التوصل لاتفاق.
وفي السياق، أكد رئيس مركز الابحاث الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران علي أكبر ولايتي أن المفاوضات النووية الأخيرة التي أجريت في فيينا وجنيف، أظهرت أن مطالب إيران تندرج في إطار القوانين الدولية.
وقال ولايتي أمس خلال استقباله وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، إنه واثق من أن وزير الخارجية الإيطالي على علم بمواقف الجمهورية الإسلامية في إيران، وإنها لا تريد أكثر من حقها القانوني في اطار القوانين الدولية.
وأضاف: «أن فائدة هذه المفاوضات جعلت الرأي العام العالمي يدرك أن الجمهورية الإسلامية في إيران، لا تتابع هدفاً سوى الاستخدام السلمي للطاقة النووية وهذا حق لأي شعب»، وتابع: «أتصور أن اجتماعات فيينا وجنيف كشفت أكثر من السابق، أن مطالب إيران تأتي في إطار القوانين الدولية».
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد وصف المحادثات النووية التي أجريت الأسبوع الماضي بأنها دقيقة وقال إن المحادثات قد اقتربت من مراحلها الحساسة.
ونقل عن ظريف قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني: «إن المحادثات النووية شهدت الأسبوع الماضي تطوراً جاداً» وأضاف: «نأمل أن نحقق في المحادثات التي ستجرى هذا الأسبوع التطور ذاته في مواضيع مختلفة بما فيها إزالة العقوبات، وحينها سنقوم بتدوينها وصياغتها على شكل اتفاق شامل». لكنه أشار إلى أن الخلاف في وجهات النظر ما زال قائماً في العديد من النقاط الأخرى.
واعتبر الوزير الإيراني أن إجراءات الحظر المفروضة على إيران عائق أمام الوصول إلى الاتفاق، وأضاف: «لن یكون هنالك اتفاق ما لم يتم التوافق على جميع القضايا».
وفي سياق رده على الخطاب الذي ينوي رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إلقاءه أمام الكونغرس الأميركي قال ظريف إن «نتنياهو يعارض أي حل وهذا مؤشر على محاولاته للتغطية على حقائق المنطقة، لا سيما الاحتلال، وقمع الشعب الفلسطيني، وانتهاك حقوقهم في غزه والضفة الغربية وبيت المقدس، باستخدام موضوع غير واقعي ومصطنع».
واتهم ظريف نتنياهو بالسعي دائماً إلى منع الاستقرار في المنطقة، وأعرب عن اعتقاده بأن هذه المحاولات لا تجدي نفعاً ولا ينبغي أن تحول دون التوصل إلى اتفاق.
وفي السياق، وصف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي الجولة المقبلة من المحادثات النووية بـ «الحاسمة» في التوصل الى اتفاق نهائي، مؤكداً أن الاميركيين باتوا يتعاملون بمزيد من الواقعية في هذه المرحلة من المفاوضات.
وقال بروجردي: «إن حضور وزير الطاقة الأميركي لفصل القضايا التقنية عن السياسية هو خير دليل على الواقعية التي اتسمت بها نظرتهم»، وأكد أنه «إذا ما تمت مراعاة المبادئ في الجولة المقبلة من المحادثات مع الجانب الأميركي فيمكننا القول إن الأجواء باتت أكثر إيجابية من السابق».
وشدد بروجردي على أن الاتفاق الجيد هو الاتفاق الذي يضمن مصالحنا ويمكننا من مواصلة نشاطاتنا النووية سواء في مجال التخصيب أو عدد أجهزة الطرد المركزي ومجمع آراك ومنشأة فردو.
ومن المقرر أن تنطلق اليوم الاثنين جولة جديدة من المفاوضات النووية في مدينة مونترو السويسرية، في وقت يلتقي فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث التقدم في الملف النووي الإيراني.
وأعلنت مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية، فيديريكا موغيريني أن محادثات النووي بين إيران ومجموعة 5+1 تقترب من اتفاق بعد أكثر من 10 أعوام من الجهود الدبلوماسية.
وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية قالت موغيريني إن «العلاقات بين طهران والاتحاد الأوروبي التي تدهورت عام 2012 قد تشهد تحولاً بعد توقيع الاتفاق النووي»، مشيرة إلى أن اتفاقاً قد يسمح بظهور إطار عمل إقليمي مع إيران قد يعالج الكثير من الأزمات في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة «رويترز» تصريحاً لمسؤول أميركي كبير أعلن فيه أن المحادثات الرامية إلى الحد من البرنامج النووي الإيراني حققت تقدماً كبيراً. وقال: «من الواضح أن المفاوضات تقدمت كثيراً وضاقت الفجوات، لكننا لا نعلم إن كنا سنتمكن من إبرام اتفاق جيد، لأن هذا سيعتمد في نهاية المطاف على القرارات الإيرانية».
وقال المسؤول الأميركي: «من دون اتفاق لا نملك أي رؤية لبرنامج إيران النووي. وبوجود اتفاق سيكون لدينا قدر من الإطلاع على برنامج إيران، وقدرة أكبر بكثير على رصد أي جهد سري محتمل للسعي لامتلاك سلاح».
لكن المسؤول سعى إلى الحد من التوقعات بالتوصل إلى اتفاق خلال المحادثات في مدينة مونترو السويسرية الأسبوع المقبل، والتي سيشارك فيها وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين راي أعلنت، أن اللقاء المقبل بين مجموعة «5+1» وإيران سيجرى في 5 آذار المقبل في مدينة مونترو السويسرية، حيث سيجتمع وزير الخارجية الأميركي بنظيره الإيراني بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو لواشنطن، حيث من المتوقع أن يوجه انتقادات لاذعة للمفاوضات في خطابه المرتقب أمام الكونغرس الأميركي.