«المؤتمر القومي الإسلامي» زار بعبدا والسرايا
عون: المقاومة شكّلت نموذجاً للصلابة والصمود دياب: انهيار لبنان لا يخدم إلاّ العدو «الإسرائيلي»
استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفداً من «المؤتمر القومي الاسلامي»، ضم رؤساء أحزاب ونواباً وشخصيات سياسية ونقابية من لبنان وعدد من الدول العربية، حضروا إلى القصر الجمهوري لتقديم التهنئة لمناسبة «عيد المقاومة والتحرير».
في مستهل اللقاء تحدث المنسق العام لـ»المؤتمر القومي الإسلامي» الدكتور خالد السفياني، فأكد «مشاركة لبنان في احتفاله بذكرى عيد المقاومة والتحرير، كما مشاركة المقاومة الفلسطينية بانتصارها العظيم على الكيان الصهيوني»، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة لم تكن لتكتمل من دون لقاء الرئيس عون الذي أصبح يشكل رمزاً للصمود والثبات والحكمة وهو مشهود له بمواقفه الوطنية والقومية».
وتوجه السفياني إلى عون بالقول «نحن نعتزّ بمواقفكم وبصمودكم أمام التآمر الذي يستهدف لبنان النموذج للديموقراطية والتعايش الحقيقي بين مكوناته المختلفة. ونعتبر أن أمن لبنان جزء أساسي من أمننا القومي، وأن تقدمه أساسي لتقدّم الأمّة على الرغم من كل الصعاب التي يمرّ بها، في ظل عهد رئيس للجمهورية استطاع أن يدير مرحلة من أصعب المراحل التي تمرّ بها الأمّة ولبنان، ولا سيما أن رئيس لبنان لم يتخلّ عن أي جزء من ثوابت هذه الأمّة».
ورد عون مرحباً بالوفد، معرباً عن سعادته باستقباله «الأصدقاء والأشقاء العرب من كل المنطقة، من المشرق والمغرب»، مؤكداً أن «لبنان يحتفل في كل عام بعيد المقاومة لأنها شكلت نموذجاً للصلابة والصمود وبالتالي للنصر».
وذكّر عون بمواقفه إبّان حرب تموز، مشدداً على ما قاله حينها بأنه «لن تُكتب الغلبة لإسرائيل بعد هذه الحرب، وهي أصبحت عاجزة عن تحقيق النصر في اي حرب تخوضها. وهذا ما كان واضحاً في حرب غزّة الأخيرة، حيث تفاجأ العدو الإسرائيلي كما العالم بالمقاومة وما حققته فانقلبت الموازين»، متمنياً أن «تعود القضية الفلسطينية القضية الأساس للعرب».
وضمّ الوفد الذي التقى أيضاً، رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب في السرايا الحكومية، ممثلين عن لبنان، موريتانيا، تونس، الأردن، مصر، ليبيا، السودان، التشاد، البحرين، اليمن، المملكة العربية السعودية، الكويت والصومال.
ورحّب دياب بالوفد وقال “تأتون اليوم لتهنئة لبنان في مناسبة عيد المقاومة والتحرير من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي بقي جاثماً على صدر لبنان نحو 22 سنة، من العام 1978 وحتى العام 2000 حين حقّق اللبنانيون أول نصر عربي على العدو الإسرائيلي. لكن هذا العدو لا يزال يحتلّ أراضي لبنانية ومياهاً لبنانية ويعتدي على السيادة اللبنانية. نحن مؤمنون أن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن. هذا ما حصل في كل الدول التي خضعت للاحتلال، كما حصل في العديد من الدول العربية التي تحرّرت وحصلت على استقلالها بالكفاح والنضال”
أضاف “نحن في لبنان نؤمن أن البوصلة هي فلسطين، ولذلك، فإن العودة إلى السير وفق هذه البوصلة، يعيد العرب إلى قضيتهم الجامعة، وإلى الروح العربية الواحدة التي للأسف شهدت خلال السنوات الماضية تراخياً وعرفت قضيتهم تراجعاً”.
وأشار إلى أن انتصار غزّة على العدوان شكّل إعادة ضخ الروح في قضية الأمّة، تماماً كما فعل انتصار لبنان في العام 2000 وفي العام 2006. وتابع “فانتصار لبنان في عدوان تمّوز 2006 أسّس لانتصار غزّة في 2021، وانتصار غزّة يؤسّس لانتصار أكبر لن يكون موعده بعيداً”.
واعتبر “أننا بحاجة إلى عودة التضامن العربي، لأن تفرّقنا يجعل من قضيتنا لقمة سائغة للعدو الذي يعمل لتمزيق صفوفنا، وتشتيت قضيتنا، والعبث بتاريخنا، وتشويه حاضرنا، وتدمير مستقبلنا، وإلغاء هويتنا وانتمائنا، وسرقة القدس وفلسطين منّا”. وقال “للأسف، فإن هموم الشعب العربي كثُرت في السنوات الماضية، وتعدّدت وتنوّعت، واشتدت المؤامرات وتمزّقت الصفوف، وسال الدم غزيراً حتى أصبح بعضنا غريباً في وطنه، أو أسير قضيته، فانشغلنا جميعاً عن بعضنا وعن قضيتنا وعن عدونا الذي عرف كيف يتسلّل إلى عمقنا”.
وأشار إلى “أن لبنان يمرّ اليوم في ظروف صعبة جداً ويحتاج إلى تضامن أشقائه العرب وأصدقائه في العالم وأن يقفوا إلى جانبه في محنته الصعبة، كما فعلوا دائماً”، معرباً عن ثقته “أن الأشقاء العرب لن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما لبنان غارق في العتمة والشعب اللبناني لا يجد علبة حليب الأطفال وحبّة الدواء وصفيحة بنزين”. وأضاف “نحن تحت حصار قاس، وانهيار لبنان لا يخدم إلاّ العدو الإسرائيلي الذي يريد انهيار لبنان للثأر منه. أدعوكم إلى مساعدة لبنان لمنع انهياره. ونتمنى أن تكونوا صوت لبنان للمساعدة على إنقاذ لبنان”.
وفي بداية اللقاء، تحدث السفياني باسم الوفد حيث أعرب عن اعتزازه بالرئيس دياب وتقديره لمواقفه وثوابته الوطنية والقومية رغم ما عاناه من ضغوط وصعوبات خلال الفترة الماضية. وشدّد على “دور رئيس الحكومة وعدد من المسؤولين في تعزيز صمود لبنان في ظل الأوضاع الصعبة جداً على المستويات كافة”.
واعتبر “أن لبنان مستهدف لأهمية التجربة التي قدمها كنموذج للحرية والكرامة والتحرير والتعايش بين أبنائه”. وأعرب عن ثقته بـ”أن لبنان قادر بإرادة اللبنانيين على الصمود وتجاوز المحنة”، مشدّداً على أن أمن لبنان من أمن الأمّة وأي مساس بالوضع الداخلي اللبناني سيترك تداعياته على مستوى الأمّة.