آذار

شفيق عبد الخالق

يكفــــــــــي فتــــى آذار فخـــراً أنـــــــه

قــد أنقذ الإنسان من أصــــنامــــه

يكفي فتــــى آذار أن وجـــــــــــوده

حدث تـــــجلى في بديــــــع نظامه

يكفــــــي فتى آذار أن حــــــياتـــــــــه

فرضــــــــت إرادتها على أخصامه

هلّـــــــــت ملامـحه صلاة مـــحـــــبة

تشــــفي عليل النفس من أسقامه

كم ســـاءه وطن يذوب جـــمالــه

وكيانــــــه في ضــــــــــائقات ظلامـــــــــــه

إقـطاعــــــــه داء يــــمـــــزق عـــزنـــــــــا

ومصيـــــــــــــــــبة الإقطاع من أزلامــــه

فصــــموده والعبقـــــــرية والنــهــــــى

قد أوقفــــــــــوا المسؤول عن إجرامه

نـــادى لوحدتنــــــــا ورد أصــــــالــــــــة

السوري للسوري عـــــــــبر زحامـــــــــــه

فـــــإذا بلـــــــــبــــنــــان يحـــرّك عـــــــــــزه

ويهـــــــــــب أشـــــــــلاءه وحــــــــــطامـــــــــه

ويسـيخ للصوت الجديد ووقـــــعه

ويخـــــــــــــمر الأفـــــــــــكار مـن أنغامه

واذا بـــــــه آذار ينـــــــشــــــر فوحــــــــه

ويعـــطر الأجـــواء نفــــخ خــــزامــــــه

مــــــهلاً فتى آذار هذي حـــــــالــــنا

كل يسيــــــر على ضــــلال مرامـــه

فالـــــمؤمنون أقـــــلة والــــــــــــــجوهــــر

الصـــافي أصــالته سمــــو مقـــامـــــه

اتخـذوا من الوطن الحبيب ذريعة

لنفوذهم وتســــــلــــحوا بحـــسامــــــه

قــــــولوا لتجـــــار الســـــياســــــة إننــــــا

مــــن بـــــــعد آذار وبـــــــعث قيــــــامه

نأبى الرضوخ ولن يعد مواطنــــي

أيـــــــام عـــــــهد الذل مـــــن أيامــــــــه

فــــــأعزه الجبل المنيع وصرخــــة

مـــن ميسلون على أشاوس شامه

وأمــــضه شلل الصــــراع بـــــــــأزره

ومــــــــذلة الغافي علــــــــى آثــــــــامـــــه

والاردن المـــــمتد حداً فاصــــلاً

رحلـــت نسور الجـــــــــو عن آكامه

وبأرض مصر تـــــــطبع وتقـــاعس

أيزول ذا التطبيع عـــن اهــــــرامـــــــه

وجـــراح موطننا الجــــــريح نوازف

بحــــراب شرذمة وسيف لئامـــــــه

حال كهذي لا تــــروق لــــــرائــــــد

الأجيــــــال أو تثنيه عن إقـــــدامــه

آذار نـــــادى بالاخــــــاء ووحـــدة

الوطن الكبير على مدى أقسامه

حـــــتى يعود كما أراد له العــــــلى

وطــناً يرف المجد في أعـــــلامــــه

وتعـــود قدس الحق قدس كرامة

ويعود سالف عهــدها لكـــرامـــــــــه

فتجاهلوا الأقصى وخوفاً ما قضوا

حـــــــتى أقداس بيـــــــــت حرامــــــــه

وكنيسة الفادي تلطخ طـــــــهرهــــــا

من شـــــــعب شذاذ وفقد ذمامه

ستـــــرف زوبعة الكفاح بيــــارقــــــاً

والشـــــعب ينبذ عقدة استسلامه

هذا فتــــــــى آذار باعث نهـــضــــة

الوطن الذي يستاء من ظلامـــه

قتلـــــوه فـــــي تمـــــوز رغـــــــــم براءة

وتــــــــآمروا ظلماً على إعــــــدامـــه

لكنهم فشلوا وفي فجر الضحى

من قـــــــلب آذار وبـــــدر تمامـــــه

هلت على الدنيا ولادة قائــــــــــد

أحيا تراث المجد من إلهـــامـــــه

هلت أقانيــــــم الحـــــياة ثلاثـــــة

تمــــــوز آذار بــــــدايـــــــــــة عــــــامـــــــه

وبفجــــــــــر تشرين تطل رسالـــة

أضحـت على وطني جليل وسامه

فأمضَّـــــــه حال الشريــــــد تلفـّـه

الآلام فــــــــــي تشـــــــريده وخـــــــيامـــه

لكنه رفض الخنوع وظل فــــــي

ميدانه يروي العلــــــــــى بــــــــمدامـــــه

قال استعدوا للمخاطر واصمدوا

لـــــــــم يـــــــــأبهوا لعــــضاته وكــــــــلامـه

حيّوا فتــــــــى آذار حيّوا نهــــــضة

عمـــلت لفصل الشعب عن أوهامه

إنا عباقرة وسيـــــــــــف عــــــــــروبـــــة

وخلاص هذا الشعب من أقزامـــــــه

فانـــــــــــظر تناحرهم وحالــة موطن

أضحى بأيديــــــــهم عظــــــــيم زمـــــــامه

خنـقوا إرادات الشعوب وساوموا

وقـــــضوا على أمل الحمى وسلامه

فأريـــــــــج نهضتنا ووقفــــــة عزنــــــا

غـذّت عطـــور الورد فـــــــــي أكــــامــــه

فالشام نسر في الفضاء مــحلق

لـــــــــن يظفــــــر العملاء في إعدامـــــه

هـــــــي والجنوب بطولة ومفاخر

قد أنقذوا الإنسان من إحجامـــــه

قولوا لمن ساروا بركب المعتدي

عملاء موطـــــنهم وفيــــض سقامــــه

خضعوا لشذاذ الورى وتآمـــروا

وحلـــــــيفهم طـــاغ وكـــــــل لــــــــئامــــــه

عملاء «إسرائيل» والأمريك قد

أصــــــــبحـوا رقـــــــاً لقـــيـــد لجامـــه

رجــــــــعية عربـــــــــية مهـــــــــزومــــــة

أضحت لدى العبري مــن أغنامه

أغـــــــراكم الدولار حتــــــــى صرتم

يا خجلة التاريخ مـــــــــن خـــدامــــــــه

«سان باولو»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى