بعد عام معاً… إلى «البناء» درّ
ناصر قنديل
– في مثل هذا اليوم قبل عام بدأت مسيرتنا المشتركة، أسرة تحرير «البناء» وفريق العاملين وقيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، لتقديم جديد نوعي في عالم الصحافة والسياسة، جديد لا يرى مقدرة الإعلام الناجح وقفاً على حجم موازنته آخر الشهر، على أهمية الإدراك لحجم الإمكانات المادية في توسيع سقف الطموحات، وملاقاة المهنة التي لا يمكن أن تتفوّق على ذاتها إلا بصفتها صناعة عصرية تخضع لكلّ قوانين السوق وقواعد الإتقان والحرفية والتقدم التقني، جديد قادر على التحدّي بروح مهنية عالية بأن يقدم بذات الموازنة القديمة المتواضعة جديداً مختلفاً، موازنة تعادل نسبة تتراوح بين 10 في المئة و20 في المئة من الكلفة الموازية في الصحف المقابلة، وجبة مهنية إعلامية صباحية تملك هويتها المهنية الخاصة، ونكهتها الخاصة، وميزاتها التفاضلية الخاصة، لا تزعم أنها أفضل، لكنها بالتأكيد مختلفة.
– موضوع «البناء» الرئيسي على الصفحة الأولى محاولة يومية لرسم المشهد الدولي والإقليمي واللبناني بجمع المعلومات المتدفقة وغربلتها وانتقاء ما هو أبعد من قشرتها الخارجية نحو الجوهر الأعمق في التعبير عن السياقات الحقيقية للأحداث، ودمجها وتقويمها بإضافة المعلومة الخاصة والمصدر الخاص، وربط الخلفيات والمعطيات بالتحليل الرشيق، السريع بعيداً عن المطوّلات المملة والمليئة بالشعارات والرغبات، بل التي تحاول ملامسة الواقع وفهم خلفياته وأبعاده وإعادة صياغته وتقديمه إلى القارئ. وفي هذا كانت «البناء» الصحيفة اليومية الوحيدة التي تقدم كلّ يوم مثل هذه الوجبة، والوحيدة التي لا يتفرّغ موضوع العناوين الرئيسية فيها للحدث المحلي، الذي لم يعد في أيّ بلد في العالم محلياً، وأترك للقارئ أن يحكم كم من مرة سبقت «البناء» الحدث بأيام وأسابيع، وكم من مرة سبقت زميلاتها، وكم هي دائماً لا تشبهها أيّ من الصحف الأخرى.
– مقال «البناء» الافتتاحي «نقاط على الحروف» محاولة لاستكمال ومواكبة ما في موضوع العناوين الرئيسية، أو تناول ما لا يتسع له موضوع العناوين الرئيسية، بالموقف والرأي، وهو ربما يكون المقال اليومي الوحيد المتبقي في الصحافة العالمية، وليس فقط الصحافة اللبنانية والعربية، التي غاب كتاب المقال اليومي عن صفحاتها.
– بين الصفحة الأولى والصفحات الداخلية فتحت «البناء» ذراعيها، ولاقت التجاوب المفرح، من عشرات الأقلام من لبنان وسورية والأردن وفلسطين ومصر وتونس واليمن، وصارت صحيفة المقال الأولى، كماً ونوعاً، يأنس لها الكتاب وتأنس بهم، ويشعرون ونشعر بقيمة الاحترام والمحبة المتبادلين، يعاملونها وتعاملهم، باعتبارها صحيفتهم، لهم فيها بمثل ما لنا نحن جميع أعضاء أسرة التحرير.
– صفحات مخصصة لنبض الإعلام الآخر، ترجمات من الصحافة الأجنبية والعبرية، وحوارات المرئي والمسموع، ونبض شبكات التواصل.
– طموحنا للعام الجديد، أن تنجح «البناء» في نقل الجاذبية والنجاح، المحققين في الشق السياسي، إلى أن تكون صفحاتها الثقافية والاقتصادية والرياضية، قادرة على استقطاب أوسع مروحة من كتاب هذه الميادين والمعنيّين بهمومها، للتداول في شؤونها وشجونها، وأن يجدوا فيها منبرهم.
– طموحنا أن نستكمل هويتنا كصحيفة للمقال وأن نتقدّم خطوات حثيثة لنكون صحيفة التحقيق، التحقيق السياسي والاقتصادي والثقافي والرياضي والاجتماعي، وصحيفة السجال الفكري والثقافي، المنبر الذي تقدح فيه العقول شرارة الجديد، لتنير وتضيء وتستكشف، وأن تكون صحيفة الصالون السياسي والاقتصادي اللبناني الذي يلتقي فيه أهل السياسة والاقتصاد، وتخرج منه المبادرات.
– طموحنا للعام الجديد، أن تكون الرسالة وصلت، رسالة للعام الذي نطوي آخر أيامه كانت، بأننا نستطيع أن نكون صحيفة يملكها حزب عقائدي، وتحترم الأصول المهنية، وتخوض غمار التحدّي في تقديم خدمة إعلامية راقية وأنيقة ورشيقة، تصنع هويتها المهنية وتشبهها، تنافس نفسها لا الآخرين، وبعدما أثبتت «البناء» أننا نستطيع ودليل الاستطاعة أننا استطعنا، ألا نضيّع الهوية ببريق المهنية وإغوائها، وألا تضيع المهنية ببرود العقائدية وفئوية الانتماء، ونأمل أن نكون قد نجحنا.
– رسالتنا للعام المقبل، أنّ الصحيفة القومية كي تقنع غير القوميّين بأنها صحيفتهم، لجهة تقديم الخدمة المهنية، بمصداقية ونزاهة، في عرض الوقائع وكشفها، ومحاول استكشاف خلفياتها بأمانة، يجب أن تقنع القوميّين أنها صحيفتهم أولاً، لأنّ القوميين قراء من طراز رفيع، وشريحة قراء تكفي لنجاح أكثر من صحيفة بحجم اتساع انتشارهم، وبينهم المواهب التي إذا استنهضت «البناء» هممها، فذلك يكفيها لتكون مصدراً لإبداعات في الفكر والثقافة والاقتصاد والرياضة وكلّ ما يهمّ الصحيفة، أيّ صحيفة، أن تتباهى به، ويهمّ القارئ أن يجده في صحيفته، ولأنّ القوميين في بلاد المشرق، في سورية بكياناتها، لبنان وسورية الشام، والأردن وفلسطين والعراق والكويت، شبكة نبض اجتماعي ومصدر معلومات ووقائع، يكفي أن تضع بعضاً مما لديها على صفحات «البناء» حتى تصير نبض المجتمع، رسالتنا للعام المقبل، أن لا تكون «البناء» بالنسبة إلى القوميين صحيفة الحزب التي يتداولونها بهذه الصفة، لكنهم يشعرون بالحاجة إلى صحيفة أخرى يقرأونها بصفتها صحيفة الصباح، بل أن تكون «البناء» هي صحيفتهم كقراء أولاً، يأنسون ويفرحون أنها صحيفة حزبهم وعقيدتهم.
– رسالتنا في العام الذي مضى كانت، أنّ «صحيفة قومية تستطيع أن تكون صحيفة لكلّ الناس»، ورسالتنا للعام المقبل هي أنّ «صحيفة قومية لكلّ الناس يجب أن يشعر القوميون أنها صحيفتهم».
– طموحنا للعام الجديد أن تنشأ أسرة أصدقاء لـ«البناء» في لبنان وبلدان المشرق، من الكتاب ورجال الأعمال والمهتمّين في الشأن العام، يشاركوننا الرأي في خطها المهني، وأولوياتها، وخطط تطويرها.
– شرّفني القوميون بمهمة جليلة، آمل أن أكون قد أدّيت بعضاً مما توقعوا.
– أثبت الحزب السوري القومي الاجتماعي ورئيسه الصديق المناضل أسعد حردان وجمهور الحزب وأصدقاؤه، أنهم أهل لتحديات يصعب على أحزاب أخرى تحمّلها، فتجربة عام مضى، تقول إنّ العقل المؤسساتي، وإنّ الانفتاح البنّاء لخير المجتمع والقضية، وإنّ الابتعاد عن الفئوية المنغلقة على الذات، ليست كلاماً يُقال في المنتديات وعلى المنابر، بل فعل يومي ومثابرة على هذا الفعل اليومي، وأنا هنا أشهد، لمن كان يراهن على العكس، أنّ ما خضناه في غمار عام مضى تخطى ما يمكن أن يُقال عن هذه العناوين، اللهم أشهد أني قد بلغت.
– أعيد نشر ما كتبته في العام الماضي لأكون مسؤولاً عما كتبت.
– في مسيرة الكفاح والمقاومة والتنمية والنهضة دائماً إلى البناء در
– أنطون سعاده في الأول من آذار نستذكره كأحد القلائل الذين أتقنوا وأدمنوا إلى البناء درّ.
– يشرفني الانضمام إلى مسيرة القوميين الاجتماعيين في بناء تيار قومي مقاوم.
– يشرفني أن أكون أحد مداميك هذا البناء وفي جريدة «البناء» كرئيس للتحرير.
– إلى البناء در:
– لبناء جبهة قومية عابرة للطوائف تحمي خيار المقاومة
– لبناء ثقافة الانتماء القومي والدولة المدينة.
– لصحيفة يشعر المواطنون أنها تشبههم وتلبي ما يبحثون عنه في صحيفة الصباح وتغنيهم عن قراءة صحيفة أخرى.
– لتكون «البناء» صحيفة مهنية محترفة تقدم إضافة نوعية وليست عدداً إضافياً.
– لتكون البناء في كل صفحة قيمة مضافة وليست تكراراً لما سمعناه في النهار ولا مجرد سرد لما تأتي به وكالات الأنباء من أخبار.
– إلى البناء درّ لتكون «البناء» بأبواب جديدة تلبّي متطلبات إعلام رشيق حديث منفتح على ما يبحث عنه القارئ من خلفية للخبر والأحداث.
– لتكون «البناء» من الداخل تشبه ما تريده نحو الخارج.