كيف نفهم العدالة لفلسطين؟
} مجدي المعصراوي*
بداية لا بدّ من توجيه الشكر للأخ الكبير الدكتور علي فخرو المنسق العام للمنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين، والأخت العزيزة رحاب مكحل نائبة المنسق العام ولأعضاء اللجنة التحضيرية، والفريق التنفيذي على نجاحهم في التحضير لهذا المنتدى الكبير الذي يشارك فيه المئات من أقطار الأمّة وكلّ قارات العالم.
ولا بدّ من التحية للأخ العزيز نور الدين طبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، وللأخ العزيز معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، على مبادرتهما بعقد هذه الدورة الخامسة التي كان من المفترض انعقادها حضورياً في تونس لولا الجائحة الخبيثة التي اجتاحت العالم ولا تزال، والشكر للجميع على إطلاق اسم أيقونة العدالة العالمية وزير العدل الأميركي السابق رامزي كلارك، والمجاهد الجزائري الكبير سي لخضر بورقعة على هذه الدورة، وفاءً لنضالهما وتأكيداً على تكامل البعد الوطني والبعد القومي والبعد الإنساني لقضية فلسطين.
لم تكن العدالة لفلسطين، التي اخترناها عنواناً لمنتدانا السنوي هذا منذ العام 2015، تعني لنا في المؤتمر القومي العربي والمؤتمرات والمؤسسات والاتحادات الشريكة في الإعداد لهذا المنتدى، سوى كلمة واحدة هي تحرير فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر.
فالعدالة كما تنصّ عليها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، هي إحقاق للحق، وأي حق أجدر بإعادته لأهله مثل الحق في وطن تمّ اغتصابه، في حرية تمّت مصادرتها، في أرض جرى وضع اليد عليها لبناء مستوطنات استعمارية لمن لا يملك حقاً بها..
العدالة تعني لنا أيضاً احترام حرية العبادة في كافة مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، لا سيّما في القدس بوصلتنا، وفي كلّ شبر من أرض فلسطين.
العدالة تعني لنا إطلاق كلّ أسير، والكشف عن مصير كلّ مفقود في مقابر الأرقام والسجون السريّة، وقد بلغ عددهم الآلاف.
العدالة تعني لنا إنهاء كافة أشكال الحصار على أهلنا في غزّة وعموم فلسطين، وإنهاء كلّ تمييز عنصري ضدّ أهل البلاد الأصليين من قبل نظام الأبارتيد القائم في الكيان الصهيوني.
العدالة تعني لنا إسقاط المشروع الصهيو – استعماري الذي استهدف تجزئة أمّتنا إلى أقطار، وتقسيم الأقطار إلى كانتونات وتمزيق المجتمعات عبر فتن وحروب، ومصادرة مواردنا النفطية والمائية، والتهديد الدائم لأمننا القومي والغذائي والمائي والاجتماعي..
لذلك فالعدالة تعني لنا الحقّ بمقاومة المحتل بكلّ الوسائل المتاحة، لأنّ الاحتلال ظلم ومقاومة الاحتلال هو عدالة بأرقى معانيها.
انّ مشاركتكم الكثيفة، كمّاً ونوعاً، في هذا المنتدى هو تعبير آخر عن تنامي الإنحياز للحق والحقيقة والعدالة في عالمنا اليوم، بعد أن اتضحت للعالم كله أكاذيب وحالات التضليل الصهيو – استعمارية، وهي تأتي بعد ما شهده العالم كله من انتصار مذهل لفلسطين خلال المواجهات الرمضانية الأخيرة، لا سيّما في عملية «سيف القدس» المباركة، ليؤكّد على أهمية إنشاء شبكة عالمية من كل أحرار الدنيا انتصاراً للحق الفلسطيني، تماماً كما انتصر العالم للحق الجزائري والفيتنامي، والجنوب أفريقي، والجنوب أميركي.. وتأسيس هذه الشبكة كان هدف إنشاء المنتدى وسنبقى نسعى إلى تحقيقه في مواجهة كلّ المعوقات، فلطالما اعتمد الكيان الصهيوني في جرائمه المتواصلة على خداع الرأي العام العالمي، والذي بدأ يكتشف هذا الخداع، ونحن دائماً ندرك أنّ الطريق إلى العدالة لفلسطين يمرّ عبر خطوط متوازية، أولها تصعيد المقاومة في الداخل الفلسطيني على أرضية الوحدة الوطنية وفي جوار فلسطين، وثانيها تصعيد مناهضة التطبيع وإسقاطه في بلادنا العربية والإسلامية، وثالثها إحكام العزلة على الكيان الصهيوني لكي يفقد أحد أهمّ ركائز وجوده.
الخلود للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والنصر لفلسطين.
*أمين عام المؤتمر القومي العربي