الحزب الشيوعيّ الصينيّ ومئة عام من الإنجازات
شدّد الرئيس الصيني شي جين بينغ، على «تذكُر مسار نضالات الحزب في الأذهان، وتحمل المهمة التاريخية واستمداد القوة من تاريخ الحزب للمضي قدماً».
وأدلى بينغ، وهو أيضاً الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، بهذه التصريحات خلال زيارته معرضاً حول تاريخ الحزب الشيوعي الصيني.
وبدأت يوم الجمعة أنشطة المعرض، الذي أقيم تحت عنوان «البقاء على الإخلاص للمهمة التأسيسية»، في متحف الحزب الشيوعي الصيني الذي افتتح حديثاً في بكين قبيل الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
وأكد بينغ على أن «تاريخ الحزب هو المرجع الأكثر حيوية وإقناعاً»، مشيراً إلى أن «السنوات الـ100 الماضية شهدت تحقيق الحزب الشيوعي الصيني تطلعاته الأصيلة ومهمته التأسيسية على نحو راسخ ومطرد، والعمل بجد لوضع أساس لقضيته العظيمة، وتحقيق إنجازات مجيدة ورسم مسار المستقبل».
وأكد بينغ أنه «يتحتم على أعضاء الحزب ومسؤوليه دراسة تاريخ الحزب ومراجعته، والمضي قدماً بخبراته الثمينة، وتذكُر مسار نضالاته في الأذهان، وتحمل المسؤولية التاريخية، واستمداد القوة من تاريخه من أجل المضي قدماً».
وأوضح أنه «يتعين بذل الجهود لتعليم أعضاء الحزب ومسؤوليه وتوجيههم بشأن البقاء على الإخلاص للتطلعات الأصيلة والمهمة التأسيسية للحزب»، مؤكداً أنه «من الضروري أن يعززوا وعيهم بالحاجة إلى الحفاظ على النزاهة السياسية، ويفكروا في ملامح الصورة العامة، ويتبعوا القيادة الرئيسية، ويحافظوا على التواؤم مع القيادة المركزية للحزب، ويظلوا واثقين في مسار الاشتراكية ذات الخصائص الصينيّة ونظريتها ونظامها وثقافتها، إلى جانب الاتباع الوثيق للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني فيما يخص تفكيرهم وتوجهاتهم السياسية وأفعالهم».
ودعا بينغ أعضاء الحزب إلى «المضي قدماً في التقاليد الجيدة ولعب دورهم النموذجي في توحيد الشعب الصيني وقيادته قياماً على مرحلة التنمية الجديدة، واتباع فلسفة التنمية الجديدة وصياغة نمط جديد للتنمية، وذلك من أجل أداء أعمالهم بشكل فعال في تعزيز الإصلاح ودعم التنمية والاستقرار، ومن أجل حشد القوى لبناء صين اشتراكية حديثة وتحقيق حلم تجديد شباب الأمة الصينية».
ويضمّ المعرض أربعة أجزاء: تأسيس الحزب الشيوعيّ الصينيّ وانتصار الثورة الديمقراطيّة الجديدة؛ تأسيس جمهورية الصين الشعبية والثورة الاشتراكية والتنمية؛ الإصلاح والانفتاح وبدء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية؛ والمضي قدماً بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد وبناء مجتمع رغيد الحياة بشكل شامل والشروع في رحلة جديدة نحو البناء الكامل لدولة اشتراكية حديثة.
وتعكس أكثر من 2600 صورة وأكثر من 3500 قطعة أو مجموعة من المعروضات رحلة المئة عام غير العادية التي قطعها الحزب الشيوعي الصيني.
في هذا الصدد، قال فابيان روسيل، السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي، إن «الحزب الشيوعي الصيني الملتزم بتعزيز رفاهية الشعب، مكّن الصين من تحقيق قفزات إنمائية مذهلة».
وهنأ روسيل الحزب الشيوعي الصيني بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسه. ومن وجهة نظره، فقد «كرّس الحزب الشيوعي الصيني نفسه لتحسين رفاهية الشعب، ويتمتع بقيادة قوية بالإضافة إلى قدرة تنفيذية عالية الكفاءة، وهي مفتاح نجاح الحزب».
وأضاف روسيل: «أجد القفزة الاقتصادية المذهلة التي حققتها الصين في فترة قصيرة للغاية أمراً لافتاً للنظر، وكذلك الأهداف التي حددها الحزب الشيوعي الصيني، ولا سيما هدف مكافحة الفقر والقضاء عليه».
كما أشاد بـ»تصميم الصين على معالجة قضية المناخ وبجهود البلاد المذهلة للحدّ من تلوث الهواء وحماية البيئة، خاصة في المدن الكبيرة مثل بكين وشانغهاي»، ممتدحاً «الإجراءات القوية التي اتخذتها الصين لتعزيز مركبات الطاقة الجديدة وتقليل انبعاثات عادم السيارات».
كما أشاد روسيل بـ»تضامن الشعب الصيني في مكافحة جائحة (كوفيد-19) تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني»، معرباً عن تقديره لـ»مساهمة الصين في مكافحة المرض على الصعيد العالمي».
وقال «إنني أحيي النهج والتضامن الكبير اللذين أظهرتهما الصين في هذه المعركة ضد المرض. كما أودّ أن أؤكد المساعدة التي قدمتها الصين إلى العديد من دول العالم، وخاصة إلى أفريقيا».
وبحسب روسيل، فإن «الحزب الشيوعي الفرنسي – الذي احتفل بمئويته العام الماضي – والحزب الشيوعي الصيني يشتركان في فكرة أن الأمم المتحدة هي الأساس الشرعي الوحيد لنظام دولي يحترم سيادة القانون وسيادة الشعوب».
واختتم بقوله: «إنه أمر مهم نظراً لانتهاك هذا النظام الدولي وهذا القانون الدولي بانتظام، ومن المهم أن نكون قادرين على إعادة كل الثِّقل إلى الأمم المتحدة وتنفيذ قراراتها».
كذلك ذكر رومولوس إيوان بودورا سفير رومانيا السابق لدى الصين، بأن «الحزب الشيوعي الصيني حوّل دولة فقيرة ومتخلفة إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ما قدّم بمساهمة كبيرة للاقتصاد العالمي وتقدّم البشرية».
وقال: «خلال المئة عام الماضية، قدم الحزب الشيوعي الصيني مساهمات بارزة لتنمية الصين، والسلام العالمي، وتقدم البشرية».
وأشار إلى أنه تعلّم غناء أغنية «بدون الحزب الشيوعي، لن تكون هناك صين جديدة» عندما كان يدرس في بكين في أوائل خمسينيات القرن الماضي، ووجد أن كلماتها صحيحة تماماً.
وذكر بودورا، الذي عمل سفيراً لبلاده لدى الصين في الفترة من 1990 إلى 1995، أن «الأغنية توضح حقاً الأهمية التي لا غنى عنها للحزب الشيوعي الصيني في تنمية البلاد وسعادة شعبها».
وذكر أن «تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949 لم يكن مجرد نجاح للحزب الشيوعي الصيني فحسب، بل كان أيضاً حدثاً عظيماً في تاريخ الأمة الصينية بأسرها، وهو ما عزز المكانة الدولية للصين بشكل كبير كما ألهم الدول المستعمرة وشبه المستعمرة الأخرى في العالم إلى السعي لتحقيق الاستقلال الوطني».
علاوة على ذلك، لم يتبع الحزب الشيوعي الصيني بشكل أعمى نموذج التنمية في الدول الأخرى. بل، صاغ مساراً تنموياً يستند إلى واقعه الاجتماعي وظروفه الوطنية، وأرسى أساساً متيناً للتنمية المستقبلية للبلاد، هكذا قال الصينولوجي البارز الذي عمل مستشاراً للرئيس الروماني قبل أن يتولى منصب سفير بلاده لدى الصين.
وقال «اليوم، لم تحقق الصين انتصاراً حاسماً في التخلص من الفقر فحسب، بل تسعى جاهدة أيضاً لتعزيز تطوير العلوم والتكنولوجيا، وحققت نتائج رائعة في مجالات التكنولوجيا الفائقة مثل الاتصالات والذكاء الاصطناعي».
وذكر بودورا أن «الصين، التي طرحت مبادرة الحزام والطريق ودعت إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، أسهمت بحكمتها في الاستجابة لمختلف التحديات التي تواجه البشرية، وبينت اتجاه التنمية الذي ينبغي اتباعه من أجل مستقبل العالم».