بروجردي لـ«العالم»: نسير باتجاه الاتفاق النهائي في الملف النووي
أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إقرار البرلمان مشروع قرار ينص على اعتبار اتفاق جنيف ملغياً في حال المماطلة أو الاستمرار في سياسات الحظر أو زيادتها ضمن المفاوضات النووية، مشدداً على استمرار مجمع فوردو في النشاط النووي عملياً واستمرار مجمع أراك واستخدامه للماء الثقيل.
وحول أنباء تسربت عن موافقة الأميركيين على عمل 6500 جهاز للطرد المركزي صرح بروجردي: «لا يمكن القول إن الاتفاق على هذا الأمر قد أصبح نهائياً، لكن يمكن القول إن الأميركيين باتوا أكثر واقعية مقارنة مع السابق وما كانوا يطرحونه سابقاً واليوم وضمن حوار مختص باتت لغتهم أكثر منطقية».
وأكد «أن الأميركيين قد جربوا ردود فعل البرلمان الإيراني سابقاً فحين علقت الحكومة الإيرانية كل شيء بما فيه البروتوكول الإضافي وذلك في شكل طوعي ولكن الغرب عمد إلى جر الملف النووي إلى مجلس الأمن، فنحن كلفنا الحكومة بأن يعود كل شيء إلى مكانه وحلنا دون العمل بالبروتوكول الإضافي كما تم فتح جميع المواقع التي كان قد تم ختمها وعبدنا الطريق أمام النشاط النووي وحققنا بذلك قفزة كبيرة».
وأضاف: «إن كان الأميركيون ينوون عدم مراعاة قواعد اللعبة فإن هذه القفزة الكبيرة سوف تكون ومن دون شك مرشحة للتحقق مرة أخرى».
وفيما أوضح أن البرلمان يرصد كافة التحولات، لفت إلى أنه «لهذا السبب قد صادقنا في الأسبوعين الماضيين على مشروع قرار ينص على أن تعود الحكومة إلى نقطة البدء وأن يتم اعتبار اتفاق جنيف ملغياً إن أراد الأميركيون المماطلة أو الاستمرار في سياسات الحظر أو زيادتها».
وحول مجمع فوردو بصفته إحدى نقاط الخلاف في المفاوضات وتسريبات عن رفض الأميركيين التخصيب فيه شدد على أن «مجمع فوردو لن يتوقف عن العمل تحت أي ظروف ونعتبره ضرورياً بصفته أحد الابتكارات ضمن سياسة الدفاع السلبي التي ننتهجها لصيانة قدراتنا وإنجازاتنا في مجال النشاط النووي السلمي من الهجوم الاحتمالي للأعداء».
وأضاف: «قضايا كحجم التخصيب وعدد أجهزة الطرد يتم التفاوض عليها ويتعين على الطرفين التوصل إلى اتفاق فيها لكن موقع فوردو هو من القضايا الأساسية والتي كان الطرف الآخر يطالب بغلقه ولكن هذا لن يحدث أبداً».
وحول توارد أخبار عن تحويل مجمع فوردو إلى مركز بحثي قال بروجردي: «هذا كان هناك اقتراح سابق لكننا نرى ضرورة أن يكون كذلك مركزاً للعمليات النووية هناك فمن الممكن أن تتم هناك شؤون بحثية ولكن أصل التخصيب في مجمع فوردو هو أصل ثابت».
ووصف حضور وزير الطاقة الأميركي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني في المفاوضات على أنه مؤشر على سير المفاوضات نحو الإيجابية والجدية.
وضمن إشارته إلى بعض النقاط التي تم حلها في المفاوضات نوه إلى أن «مجمع أراك للماء الثقيل هو من الإنجازات العلمية لأخصائيينا ويجب أن يعمل بالماء الثقيل، هم كانوا يقولون يجب أن لا نستخدم الماء الثقيل لكننا لم نرضخ لذلك وفي النهاية وافق الأميركيون على استخدام الماء الثقيل ولكن بالطبع بالابتكار والتصميم الإيراني».
وفي شأن حجم إنتاج البلوتونيوم شدد بروجردي على أن «الحجم المنتج من البلوتونيوم سوف لن يكون بالمقدار الذي يثير القلق لدى الغرب، موضحاً أن القضية تكمن في رؤيتهم، إذ إنهم ينظرون إلى أي بلد ينتهج النشاط النووي السلمي على أنه يريد تصنيع القنبلة، نحن نعارض بشدة صناعة القنابل النووية ولكي نقلل من هواجسهم قمنا بتنفيذ مشروع يتم فيه إنتاج البلوتونيوم بحجم غير مثير للقلق لكن استخدام الماء الثقيل يبقى في مكانه كأحد أصول البرنامج».
وقال: «الأميركيون وخلافاً لما سبق باتوا يعملون بجدية وواقعية أكثر، لذلك فإن الكثير من العقد الفنية قد تم حلها وفي الجانب السياسي ونظراً الى مجموع الدبلوماسية الإيرانية وكذلك توجههم السياسي فإن الاتجاه العام يسير نحو أن يتم الاتفاق النهائي في أسرع فرصة».
وحول قرار البرلمان الإيراني حول صناعة مفاعلات لتوفير 20 ألف ميغاواط من الطاقة النووية قال: «على الحكومة تنفيذ هذا القرار وبالطبع سيستغرق ذلك وقتاً نحن مصرون على التخصيب بصفته العلمية لكن عدد أجهزة الطرد ومقدار الذخائر هذا شيء يجب الاتفاق عليه في المفاوضات».