اعتقاله تمّ بعد تنسيق أمنيّ بين سلطة عباس والأمن الصهيونيّ في منطقة تحت سيطرة الاحتلال.. وتظاهرات كبيرة في رام الله عقب الحادث
«الأورومتوسطيّ» يطالب بفتح تحقيق مستقلّ باغتيال الناشط بنات
عبّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن صدمته البالغة من ملابسات مقتل الناشط السياسي الفلسطيني المعارض «نزار بنات»، بعد تعرّضه للاعتقال والاعتداء المباشر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الخليل جنوبي الضفة الغربية.
ويطالب المرصد بفتح تحقيق جدي وعاجل ومستقل في ما حدث، خاصة أن كل ملابسات الحادثة تشير إلى عملية تصفية متعمدة لإخماد صوت معارض بقوة لسياسات السلطة الفلسطينية.
ووفق متابعة الأورومتوسطي، وما أفادت به عائلة “بنات”، ففي حوالي الساعة 3:30 فجر الخميس الموافق، اقتحمت قوة أمنيّة مشتركة مكوّنة من 25 عنصرًا من جهاز المخابرات والأمن الوقائي الفلسطينيين المنطقة الجنوبية في الخليل، وداهمت منزلًا كان يقيم فيه المعارض السياسي “نزار خليل محمد بنات”، واعتدت عليه بالضرب المبرح بالهراوات على رأسه أثناء نومه وأقدمت على رشّه بغاز الفلفل فور استيقاظه.
وتسبّب الاعتداء بفقدانه وعيه، وبعد استيقاظه، اعتدت عليه القوة الأمنية واعتقلته عاريًا ونقلته إلى جهة غير معلومة. وفي حوالي الساعة 6:45 صباحًا نقل إلى مستشفى الخليل وأعلنت هناك وفاته متأثرًا بما تعرّض له من تعذيب وضرب وحشي، يرقى إلى عملية تصفية متعمدة.
ونفت عائلة بنات، رواية محافظ الخليل، مؤكدة تعرض نزار للضرب والعنف، ومتهمة عناصر الأمن الفلسطيني بتصفيته.
وفي السياق، قال شعوان جبارين، مدير مؤسسة الحق، أمس، إنه تمّ اعتقال المعارض السياسي نزار بنات من منطقة جبل جوهر جنوب شرق الخليل وهي تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأضاف: بأن هذا يعني بأن اعتقاله تمّ بعد تنسيق أمني، مشيرةً إلى أن “جثمان بنات موجود حالياً في معهد الطب الشرعي في أبو ديس”.
وقالت مؤسسة الحق، إنها والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، تقومان بمتابعة التحقيق في ظروف وفاة المواطن نزار بنات الذي ألقي القبض عليه من قبل قوة مشتركة من أجهزة الأمن الفلسطينية في المنطقة الجنوبية الشرقية، جبل جوهر، من مدينة الخليل وأعلن عن وفاته بعد وقت قصير من إلقاء القبض عليه.
وستفوم المؤسستان بإصدار بيان مشترك بعد الانتهاء من الصفة التشريحية، واستكمال معلومات البحث الميداني التوثيقية.
إلى ذلك، اعتدت أجهزة أمن السلطة على المتظاهرين الذين خرجوا بمسيرات حاشدة احتجاجاً علـى اغتيال السلطة للمُعارض السياسي.
وأصيب شاب بقنبلة غاز فوق عينه، خلال قمع أجهزة السلطة للتظاهرة المُنددة باغتيال الناشط نزار بنات في رام الله.
واتجه الآلاف من المتظاهرين في مسيرات كبيرة نحو مقر “المقاطعة” في رام الله، مطالبين بإسقاط سلطة أوسلو ورحيل رئيسها محمود عباس ومَن حوله.
وردّد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط السلطة منها (الشعب يريد إسقاط النظام، ارحل ارحل يا عباس).