الوطن

نصرالله: بدأنا بتلبية دعوة باسيل ومناقشة أفكار جديدة وأد الفتنة أولى من كلّ شيء ووعدي حول المحروقات قائم

كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن الأميركيين يحاولون أن يرهنوا الملف اللبناني بملفات إيران إلاّ أنّ الأخيرة ترفض أن تُفتح معها في مفاوضات فيينا الملفات الأخرى، مشدّداً على أنه «يجب أن تتكاتف كلّ الجهود في الداخل لتتشكل الحكومة وليخرج لبنان من الأزمة». وأعلن  «أننا بدأنا بتلبية دعوة رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل في الموضوع الحكومي ونريد أن نمدّ يد المساعدة وندافع عن حقوق كل لبناني له حق». وإذ لفت إلى أنّ هناك من يريد أن يذهب بالبلد إلى التفجير، أكد أنّ «وأد الفتنة أولى من كل شيء آخر والبلد غال علينا ويجب أن نحميه كما فعلنا في كلّ العقود الماضية».

إيران لا تُفاوض عن أحد

وقال السيد نصر الله في كلمة متلفزة أمس، حول التطورات المحلية، إن «البعض ما زال مصراً على أن يُحمّل إيران وحزب الله المسؤولية في عدم تشكيل الحكومة»، لافتاً إلى أن «إيران ترفض أن تُفتح معها في مفاوضات فيينا الملفات الأخرى رغم أن الأميركيين يحاولون أن يرهنوا الملف اللبناني بملفات إيران». وأكد أنّ الجمهورية الإسلامية لا تُفاوض نيابةً عن أحد لا عن اللبناني ولا السوري ولا اليمني ولا الفلسطيني أو البحريني بل هي حاضرة أن تُقدّم المساعدة إذا طلب منها صديق مساعدة صديق.

نرفض الفراغ الحكومي

وذكّر بـ «أننا كنّا دائماً نرفض أي فراغ حكومي وفي عام 2019 عندما حصلت المظاهرات قلت إننا نرفض انتخابات مبكرة واستقالة الحكومة»، مشدّداً على أنه «يجب أن تتكاتف كلّ الجهود في الداخل لتتشكل الحكومة وليخرج لبنان من الأزمة».

وقال «تناقشنا مع الوزير جبران باسيل بأفكار جديدة لمعالجة بقية النقاط العالقة وسنُكمل النقاش مع الرئيس نبيه برّي وهو سيناقش مع الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري»، معتبراً أنّ «ما نشاهده في موضوع البنزين يجب أن يكون حافزاً وضاغطاً على كل المعنيين بتشكيل الحكومة للذهاب إلى التشكيل».

وأكد الوعد الذي أطلقه في موضوع البنزين، وقال «أنا وعدت وما زلت عند وعدي بأنه إذا جاء وقت أصبحت فيه الدولة عاجزة عن أن تأتي بمشتقات نفطية فنحن نذهب إلى إيران ونأتي به إلى الشواطئ اللبنانية»،  كاشفاً أنّ كلّ المقدمات اللوجستية للإتيان بالنزين وتوزيعه أنجزناه في الأيام الماضية.

ودعا من هاجمه على موقفه هذا «إلى أن يستفيد من صداقاته لمصلحة لبنان ويذهب إلى أصدقائه ويطلب منهم مساعدة في هذا الموضوع». وقال «ليُشكل أصدقاء السعودية وأميركا وفداً وليأت بالبنزين والمازوت والفيول والمواد الغذائية والسلع من السعودية ودول الخليج وأميركا ونحن أول المؤيدين»،  مؤكداً «أننا مستعدون لفعل أي شيء لخدمة شعبنا وأهلنا الذين قدموا التضحيات بينما البعض يسكن في برجه العاجي ولا يشعر بوجع الناس».

كما طرح فكرة بناء مصافي نفط صغيرة في الزهراني وطرابلس، كاشفاً أن بعض الدول الشرقية أبدت استعدادها لذلك ما يخفف كلفة مشتقات النفط.

لا نطلب المثالثة

وعن دعوة باسيل له في الموضوع الحكومي، قال السيد نصرالله «نحن بدأنا بتلبية هذه الدعوة ونريد أن نمدّ يد المساعدة وندافع عن حقوق كل لبناني له حق»،  مؤكداً أن ليس هناك تقسيم «ثلاث ثمانات» بالموضوع الحكومي وهو غير صحيح  كما أكد «أننا لم نتحدث يوماً عن المثالثة ولم نطالب بها يوماً بل إنّ غيرنا هو من طرحها ولم نقبل وأرجو ان تنتهي هذه القصة لأنّ الأوهام تؤدي إلى مواقف سياسية خاطئة».

وأضاف «الوزير باسيل لم يفوّضني بحقوق المسيحيين وليس في طلبه تسليم أمر». وقال «لا أظنّ أن هناك قوة سياسية في لبنان تمتلك حجماً مشابهاً تقبل بما يقبل به حزب الله لنفسه لأنّ ظروفه وأولوياته مختلفة ويقبل لنفسه ما لا يقبل به أغلب القوى السياسية لأنفسهم». وشدّد على «أننا أمام الباطل لا نقف على الحياد وفي الأزمة الحكومية حيث يكون الحق سنكون».

وأشار إلى أنّ «مبادرة الرئيس نبيه برّي المستمرة أدّت إلى الوصول إلى نقطة مهمّة مع الأفرقاء وهي عدد الحكومة 24 وزيراً كما تمّ الاتفاق على توزيع الحقائب على الطوائف وبقي بعض النقاش النهائي في هذا المجال».

رفع الدعم تلقائياً

ولفت إلى أنّ «البلد ذاهب تلقائياً إلى رفع الدعم ومن دون قرار من الحكومة لأنّ مصرف لبنان يقول لم يعد لدي أموال»، مشيراً إلى «أننا أيّدنا البطاقة التمويلية وإذا كان البلد ذاهباً إلى رفع الدعم فالبطاقة التمويلية تساعد المواطن على الصمود».

وشدّد على منع الفتنة وعدم ايذاء الناس بقطع الطرقات، مؤكداً «أننا نحتاج للحفاظ على السلم الأهلي لكي نستطيع العمل على تخفيف معاناة الناس ونحلّ الأزمة وهناك من يريد أن يذهب بالبلد إلى التفجير». ووجه نداءً إلى كلّ من يتعاطى بمواقع التواصل الاجتماعي، أن لا يدخل في سجالات وقال «لا نُريد مشكلة في البلد حتى مع من يشتمنا ويخوّننا»، معلناً أن «وأد الفتنة أولى من كلّ شيء آخر والبلد غال علينا ويجب أن نحميه كما فعلنا في كل العقود الماضية».

شعارات أميركا زائفة

وأكد أنه «لا بدّ من التوقف وإدانة خطوة الإدارة الأميركية بحذف عشرات المواقع الإلكترونية لدول في المنطقة وليس من الصدفة أنها تتبع لوسائل إعلام تضامنت مع الشعب الفلسطيني في معركة «سيف القدس» ولها موقفها المعادي للعدو الصهيوني والهيمنة واللافت أنّ بعضها وسائل إعلامية دينية لا تتدخل بالشأن السياسي». واعتبر أنّ «هذا الأمر يقدّم دليلاً إضافياً حول الادعاءات الزائفة للإدارات الأميركية المتعاقبة التي تدّعي شعارات عن الحرية وحرية المعتقد».

لتقوية الجيش ودعمه

وأشار في موضوع الجيش اللبناني، إلى «أننا في الفترة الماضية سمعنا تصريحات أميركية متعدّدة تحاول أن تبرّر سبب دعمها اللوجستي للجيش اللبناني بربطها بتحريض أميركي مكشوف للبنانيين على بعضهم بعضاً عبر القول إنّ الجيش سيواجه المقاومة، وهذا هدفه ليس فقط تحريض الجيش اللبناني وإنما أيضاً تحريض المقاومة وجمهورها لإثارة الريبة من تقوية الجيش».

وشدّد على أننا «في كلّ مواقفنا كنا دائماً ندعو إلى تقوية الجيش ومدّه بكلّ عناصر القوة ونطالب بأن يكون لديه سلاح جوي قوي ودفاع جوي وأن يكون قادراً على الدفاع عن لبنان بمواجهة التهديدات وأيّ عدوان إسرائيلي». ودعا إلى «دعم الجيش محلياً لأننا نرى في الجيش وبقية الأجهزة الأمنية الضمانة الحقيقة للأمن والاستقرار في لبنان ووحدته».

وكان السيّد نصرالله عزّى في بداية الكلمة بضحايا حادث السير من آل حويلي وعائلة الشاب حسين زين موصياً أهلهما بالصبر لتجاوز هذه الفاجعة والمأساة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى