«كسر الأنياب»… تنهي مشروع «إسرائيل» في جنوب سورية
رئبال مرهج
بينما كانت المجموعات المسلحة الإرهابية في مدينة حلب ترفض خطة دي ميستورا، غادر الموفد الأممي دمشق أمس من دون ضجيج، تاركاً الأنظار موجهة إلى الجبهة الجنوبية حيث الانتصارات الاستراتيجية التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه.
فبعد بدء عملية «كسر الأنياب» الاسم الذي أطلقه الجيش العربي السوري على المعركة في المنطقة الجنوبية، واصل الجيش سلسلة عملياته الناجحة، حيث حقق إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة إنجازاته في السيطرة على نقاط مهمة أبرزها تلة قرين الاستراتيجية وتلال فاطمة في ريف درعا وبلدات سبسبا والهبارية وحمريت وخربة سلطانة في ريف دمشق الجنوبي الغربي. موقعاً عشرات القتلى من مسلّحي «جبهة النصرة».
وسبقت العملية تحضيرات واسعة أجريت على نطاق شمل أجزاءً واسعة من ريف درعا، إضافة إلى المثلث الواصل بينها وبين ريفي دمشق والقنيطرة، بعد تأمين الجيش الحماية اللازمة لحملته العسكرية، وذلك بقطع خطوط إمداد المسلّحين، وإشغال المسلّحين على العديد من جبهات درعا خلال الأسبوعين الماضيين
ومع انتهاء المرحلة الثانية، يكون الجيش قد اقترب من كفرشمس، بينما تفصل أقل من كيلومترين فقط عن بلدة كفرناسج المعقل الأبرز للمسلحين – التي يتوقع أن تكون هدف الجيش المقبل، حيث تعد مع كفرشمس آخر المواقع المهمة للمسلّحين في سهل حوران الشمالي الغربي. ونتيجة لذلك تقطّعت أوصال العديد من المحاور التي كان يتحرك عليها المسلّحون في ما مضى، كمحور الهبارية ــ كناكر، وغباغب ــ ديرالعدس، وكفرناسج ــ ديرالعدس، وأدى ذلك إلى انكفاء المسلّحين جنوباً وفصل تلك المنطقة عن ريف القنيطرة وعن ريف درعا المحاذي لها شرقاً في الوقت نفسه.
ولم يعد خافياً على أحد أنّ غرفة عمليات عمّان التي أنشأتها الدول الداعمة للجماعات المسلّحة هي التي تدير معارك هذه الجماعات وتمدّها بالمال والسلاح والتدريب حيث دفعت بأكثر من 5000 مقاتل جديد إلى ساحات القتال في تلك الجبهة.
ولهذا لم يكن غريباً أن القناة الثانية في التلفزيون «الإسرائيلي» تحدثت، عن أن «إسرائيل» تنظر باهتمام كبير إلى معركة الجيش السوري في الجنوب، مشيرة إلى أن الهجوم في ريف القنيطرة له هدف أكثر طموحاً وهو إعادة السيطرة على خط الحدود، وما إذا كانت سورية وحلفاؤها سيحوّلون الحدود في الجولان إلى جبهة مفتوحة .
المنطقة التي سميت بمثلث الموت إذاً أصبحت بيد الجيش العربي السوري وحلفائه، فتحولت إلى تلال النصر التي سترتفع عليها رايات المقاومة، والتي ستتلقى من خلالها «إسرائيل» وأعوانها الهزيمة النكراء.
فبعد تحقيق معادلة الردع التي رد من خلالها محور المقاومة في مزارع شبعا على العدوان «الإسرائيلي» أصبح واضحاً أن معركة الجنوب تتحدّد على مساحتها قواعد الاشتباك المقبلة بين محور المقاومة وبين «إسرائيل»، ومن يصنع المعادلات ومن يتلقفها، كما أن «إسرائيل» تدرك منذ ما قبل الهجوم الحالي للجيش السوري أن أولوية محور المقاومة الحاق الهزيمة بذراع «إسرائيل» في الجنوب، وهو ما أشار إليه السيد نصرالله في خطابه الأخير، طارحاً بشكل ضمني وجود فعل مضاد لإسقاط تلك الذراع، الذراع الذي تشكل «جبهة النصرة» الإرهابية العماد الرئيس في تكوينها التي قامت بمحاولات فاشلة لإشغال الجيش بناءً على تعليمات غرفة العملية المشتركة في الأردن.
انتصارات الجيش العربي السوري المتتالية على جبهة الجنوب تؤكد تصميم القيادة السورية على تطهير الأراضي السورية من دنس الإرهابيين التكفيريين، بنفس الأهمية التي تشكلها مشاركة حلفاء سورية في العمليات النوعية التي تثبت نظرية وحدة الجبهة، التي قرر الجيش السوري ومن خلفه محور المقاومة فرضها بشكل جدي بعد عملية القنيطرة، والتي ستكون «إسرائيل» وأداتها «جبهة النصرة» الخاسرتين الأبرز فيها.